تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد استغرقت مقدمة "السلوة" سبعين صفحة من الكتاب، ونالت إعجاب جملة من العلماء المغاربة والمشارقة، بحيث نقل جلها أو كلها تلميذا المؤلف: العلامة أحمد بن محمد الرهوني في مقدمة تاريخه "عمدة الراوين في تاريخ تطاوين"، والقاضي العباس ابن إبراهيم التعارجي في مقدمة تاريخ سبعة رجال "إظهار الكمال، في تتميم مناقب سبعة رجال" (2). وانتهجها تلميذه الحافظ أحمد بن محمد ابن الصديق الغماري في كتابه "إحياء المقبور بأدلة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور".

وكذلك انتقد هذه المقدمة جملة ممن لم يوافقوا المؤلف – رحمه الله تعالى – فيما ذهب إليه من الآراء والمذاهب. وكلا الطرفين مصيب من وجه ومخطئ من آخر؛ والله أعلم.

ثم يشرع المؤلف – رحمه الله تعالى – في كتابه مقسما إياه إلى (26) فصلا: مبتدئا أولا بمن دفن داخل سور فاس، ابتداء بعدوة القرويين ثم عدوة الأندلس على النسق التالي: الحرم الإدريسي، حومة النجارين، وجرنيز، وما هو منضاف إليها، حومة المعادي، وزقاق البغل، والقطانين، وما هو منضاف إليها، حومة باب النقبة، والسبع لويات، والصاغة وما هو منضاف إليها، حومة الدرب الطويل، والبليدة، وما هو منضاف إليها، حومة فندق اليهودي، والحفارين، وسيدي أحمد بن يحيى، وما هو منضاف إليها من داخل باب الجيسة، بقية داخل باب الجيسة، وحومة زقاق الرمان، وما هو منضاف إليها، حومة زقاق الحجر، وسويقة ابن صافي، وما هو منضاف إليها، حومة الشرابليين، والمنية والشرشور، وما هو منضاف إليها، حومة طالعة فاس، وما وهو منضاف إليها، حومة السياج، والدوح، والجرف والعيون، وما هو منضاف إليها، حومة رأس الجنان، ورحبة الزبيب، وما هو منضاف إليها، حومة جزاء ابن زكّون، وسيدي العواد، وما هو منضاف إليها، حومة الرصيف، والقلقليين، وما هو منضاف إليها، حومة جزاء ابن برقوقة، والمخفية، وما هو منضاف إليها، حومة درب الشيخ، وما هو منضاف إليها، حومة الجزيرة، وما هو منضاف إليها، حومة القواس، وما هو منضاف إليها، حومة شيبوبة، وجامع الأندلس، والكوان، والرميلة، وما هو منضاف إليها، داخل باب الفتوح.

ثم يخرج المؤلف خارج أسوار فاس على النسق التالي: خارج باب الفتوح، الروضة المعروفة بروضة العلماء، خارج باب المسافرين؛ وهو المعروف الآن بباب سيدي أبي جيدة، خارج باب الجيسة، خارج باب الشريعة؛ المعروف اليوم بباب المحروق، وخارج باب السبع من فاس الجديد.

ثم يدخل إلى فاس الجديد وما هو في حكمها، وقد يصل إلى مناطق بعيدة عن فاس بعشرات الكيلومترات؛ كعين سيدي حرازم، وعين مولاي يعقوب.

وهو يذكر هذا المنهج في مقدمة الكتاب ص10 قائلا: ((وذكرت – أولا - من بداخل المدينة والسور. ثم انتقلت لمن حولهم من أرباب الروضات التي بالمدينة تدور. ورتبتهم في الذكر على حسب الرحاب والبقاع والأمكنة، من غير مراعاة تقدم أو تأخر في الأعصار والأزمنة، وذكرت الأول فالأول في الطريق، لأن ذلك أسهل إلى الزائر الطالب للتحقيق ... )).

فالمؤلف يدور على زقاق وأحياء فاس مبتدئا من مركزها: جامع الشرفاء؛ حيث ضريح الإمام مولانا إدريس بن إدريس عليه السلام. ثم يدور دورة حلزونية على الأحياء الأخرى، إلى أن ينتهي إلى الأرباض والضواحي من فاس.

وهو – رضي الله عنه – يبتدئ الفصل الأول بترجمة الإمام مولانا إدريس بن إدريس باني فاس؛ فيترجم له ترجمة مسهبة، وهو الذي خص له مجلدا حافلا بعنوان: "الأزهار العاطرة الأنفاس، بذكر مناقب قطب المغرب وتاج مدينة فاس، إدريس بن إدريس باني فاس". والتي قد تعد مقدمة موسعة لكتاب "السلوة". ومن خلال ترجمة الإمام مولانا إدريس الأزهر يذكر المؤلف بناء فاس، وكيف تم، ثم أهم معالمها؛ وهما: جامعا القرويين، والأندلس. ثم يعدد فضائلها ومزاياها، ليعود مرة أخرى إلى ترجمة مولانا إدريس رضي الله عنه، ثم لباقي الكتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير