تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


(1) "سلوة الأنفاس" (3: 240).
(2) انظر "الأزهر العاطرة الأنفاس" للمؤلف. فقد توسع في هذا المبحث.

-يتبع-

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:00 م]ـ
د – مصادر "السلوة":

عدد المؤلف – رضي الله عنه – في خاتمة "السلوة" مائة وأربعين مؤلفا من المؤلفات التي اعتمدها في الكتاب. وقد قال صاحب "مؤرخو الشرفاء" عن هذه المصادر ص274: ((الكتاني استعمل بصفة خاصة جميع كتب مواطنيه بطريقة متناهية في الدقة والأمانة، وإن قائمة المصادر المكتوبة بإيجاز في آخر الكتاب لتظهر أن الخمسة عشر سنة التي قضاها في تأليف "السلوة" لا تكاد تكفي لقراءة هذه المصادر والبحث فيها وأخذ كل ما يجب أن يؤخذ منها)). باختصار.

ونظرا لأهمية تلك المصادر؛ فقد خصت بعدة دراسات أكاديمية؛ منها: "دراسة عن مصادر سلوة الأنفاس" للمستشرق الفرنسي روني باسي. غير أن القاريء لـ"السلوة" يمكنه تقسيم مصادر المؤلف إلى:

? مصادر شفهية.

? مصادر كتابية.

أما المصادر الشفهية: فهي المعلومات التي تلقاها المؤلف عن الأفواه؛ وتنقسم إلى:

? معلومات متلقاة من أفواه العلماء.

? مصادر متلقاة من أفواه العامة وعموم الناس. وهي مصادر ذات صفة ظنية لا قطعية. خاصة فيما يتعلق بتراجم لم يذكرها المتحدثون عنها.

أما المصادر الكتابية؛ فتضم:

? الكتب والمؤلفات. وهي أهم مادة اعتمدها المؤلف.

? الوثائق والمستندات.

? النقوش وشواهد القبور.

هذه هي المادة التي اعتمدها مؤلف "السلوة" في كتابه. وبالنظر إلى القسم الذي لقي اعتناء كبيرا من الباحثين، بل ومن المؤلف نفسه، حتى أفرد له فصلا في خاتمة الكتاب؛ وهو: الكتب والمؤلفات التي بنى عليها كتابه؛ فيمكن تقسيمها إلى:

أ - مصادر غير أصلية. وهي التي اعتمدها في مقدمة الكتاب، وبعض المباحث في صلب الكتاب. وتضم – في العموم – كتب الفقه والحديث وغيرهما من علوم الآلة.

ب - مصادر أصلية. وهي المصادر التي أسس عليها كتابه "السلوة". ويمكن تعدادها إلى:

1. مصادر التاريخ العام.

2. مصادر في التاريخ المغربي فقط.

3. مصادر تخص تاريخ فاس فقط.

4. مصادر تخص تاريخ رجال وعلماء فاس.

5. مصادر تخص تاريخ صلحاء ومعاهد فاس.

6. المشيخات والمعاجم.

7. مصادر متخصصة في ترجمة أشخاص معينين.

8. مصادر متخصصة في عائلة من العوائل، أو زاوية من الزوايا.

9. مصادر تتحدث عن مدن غير مدينة فاس.

10. مصادر تتحدث عن علماء وصلحاء مناطق غير فاس.

11. الرحلات.

12. كتب عامة؛ تعنى بمختلف مجالات المعرفة ...

ومصادر "السلوة" من حيث وجودها وعدمه تنقسم إلى:

1. مصادر موجودة ومتداولة.

2. مصادر نادرة الوجود.

3. مصادر مفقودة.

ويعتبر صاحب "إعلام الحاضر والآت" بأن صاحب السلوة اعتمد في الأساس على أربعة مصادر أساسية: "جذوة الاقتباس" لأبي العباس ابن القاضي، و"الروض العاطر الأنفاس" لابن عيشون الشراط، و"سلوك الطريق الوارية" لمحمد بن علي الزبادي، و"اللؤلؤ المكنون في اختصار ابن عيشون" لمحمد بن أحمد بن المختار التاشفيني الساحلي – وهو اختصار وذيل على الكتاب المذكور.

وبالنظر إلى مدى الموضوعات التي اطلع عليها مؤلف "السلوة" واعتمدها في كتابة تراجمه؛ يظهر مدى تنوع المادة العلمية والثقافية في الكتاب، ومدى البحث والدقة في تراجمه، بحيث اهتم المؤلف بكل معلومة قد توصله إلى مبتغاه وتوخي البحث العلمي السليم، والحقيقة الصافية.

ونظرا لهذا البحث المتميز، والعمق في التحليل، والسعة في الاطلاع والاستقصاء؛ قال البحاثة الشريف المنوني رحمه الله (1): ((إن "سلوة الأنفاس" تعتبر أكبر مصدر لتاريخ رجال فاس إلى عصر تأليفها. ولم يدون قبلها ولا بعدها ما يوازيها في موضوعها ... )).

ولا شك أن مكانة المؤلف – رحمه الله تعالى – في مجتمعه، وطول المدة التي قضاها في تأليف هذا الكتاب؛ كانت السبب الأكبر في وفرة وثراء خزينة المصادر المعتمدة في "السلوة"، وكيف لا؟؛ ووالده أبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني كان شيخ الإسلام وشيخ الجماعة في وقته، ومستشار الملك الحسن الأول، له القدرة على الوصول لمختلف الخزائن العلمية والمعرفية بالمغرب.

هـ - مؤلفات على "سلوة الأنفاس":

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير