تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كتاب " الأعلام " لخير الدين الزركلي: تعريفٌ ونقدٌ

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:50 م]ـ

كتاب " الأعلام " لخير الدين الزركلي: تعريفٌ ونقدٌ


هذه نبذة ٌ تعريفيّة ٌ يسيرة ٌ، وعرضٌ موجز ٌ سريعٌ، لكتابٍ من أشهر ِ كتبِ التراجم ِ على الإطلاق ِ، زاحمَ بهِ مؤلّفهُ أهلَ عصرهِ ففاقَ عليهم، وشاكلَ بهِ من سبقهُ من أهل ِ العلم ِ فلم يقصُرْ دونهم، جمعَ فيهِ التراجمَ فأوعى، واستوعبَ المشاهيرَ فقاربَ الحصرَ، فغدا كتابهُ معلماً بارزاً من معالم ِ النهضةِ العلميّةِ المُعاصرةِ للمُسلمينَ، ومنهلاً موروداً لكلِّ باحثٍ ودارس ٍ، واتفقتْ الكلمة ُ وانعقدَ الأمرُ على كونهِ مرجعاً رئيساً في التراجم ِ والتعاريفِ، بالمشاهير ِ والأعلام ِ.

ذلكم الكتابُ هو: الأعلامُ، لمؤلّفهِ العلاّمةِ اللغويِّ المؤرخ ِ: خير ِ الدين ِ بن ِ محمودٍ الزركليِّ – رحمهُ اللهُ رحمة ً واسعة ً -.

والكلامُ على الكتابِ في أربعةِ محاورَ: في التعريفِ بالمؤلِّفِ، ثُمَّ الكلام ِ على خصائص ِ الكتابِ ومنهج ِ مؤلّفهِ، ثُمَّ ذكر ِ ما يُنتقدُ عليهِ إجمالاً، ثُمَّ عدِّ الأعمال ِ التي لحقتْ بهِ كالذيول ِ والتتمّاتِ والنقدِ.

أمّا مؤلّفهُ فهو العلاّمة ُ: أبو الغيثِ خيرُ الدين ِ بنُ محمودٍ بن ِ محمّدِ بن ِ عليِّ بن ِ فارس ٍ الزركليُّ الدمشقيُّ، وُلدَ في بلادِ الشام ِ في بيروتَ تحديداً سنة َ 1310 هـ، ونشأ وترعرعَ في دمشقَ، ودرسَ فيها مراحلَ دراساتِهِ الأوليّةِ، ثُمَّ عادَ إلى بيروتَ تلميذاً فأستاذاً، وجرتْ لهُ فيما بعدُ من عمرهِ فصولٌ توالتْ عليهِ في إثرها المحنُ والكروبُ، وحُكمَ عليهِ في دمشقَ بالإعدام ِ إثرَ واقعةٍ حدثتْ، وكانَ حُكمُ الإعدام ِ صادراً من قبلَ الفرنسيينَ.

تنقّلَ في حياتهِ بينَ بلادِ الشام ِ والحجاز ِ، ورزقهُ اللهُ حُظوة ٌ كبيرة ً عندَ حُكّام ِ الحجاز ِ في تلكَ الفترةِ، وحينَ أجلوا من الحجاز ِ إلى الأردنِّ خرجَ معهم وصحِبهم، ثُمَّ تركهم وغادرَ إلى مصرَ ومنها إلى الحجاز ِ مرّة ً أخرى، وفي تلكَ الفترةِ كانَ الملكُ: عبد العزيز ِ – رحمهُ اللهُ – قد بسطَ سلطانهُ على الحجاز ِ ودانَ لهُ أهلها بالولاءِ والطاعةِ، فدخلَ الزركليُّ في حكمهِ، ولتقدّمهِ وفضلهِ قلّدهُ الملكُ عبد العزيز ِ عدّة َ مناصبَ في الحكومةِ السعوديّةِ، كان آخرها سفيراً في دولةِ المغربِ.

وللزركليِّ في حياتهِ رحلاتٌ كثيرة ٌ إلى عواصمَ شتّى، منها ما كانَ للعمل ِ ومنها ما كانَ للبحثِ والتنقيبِ عن الكتبِ، ومنها ما كانَ استشفاءً ونقاهة ً وراحة ً، وقد أفادتهُ هذه الرحلاتُ في سعةِ الاطلاع ِ والوقوفِ على النفيس ِ والنّادر ِ من كتبِ التراثِ، ممّا لا يتيسّرُ الوقوفُ على مثلهِ إلا لأفذاذِ الرجال ِ ونوادر ِ الزّمان ِ.

توفّيَ – رحمهُ اللهُ – في سنةِ 1396 هـ في مدينةِ القاهرةِ، ولهُ 86 سنة ً، قضى أكثرها باحثاً ومفكّراً وكاتباً، فكانَ ثمرة َ ذلكَ هذه الشهرة ُ الطاغية ُ والمكانة ُ السامية ُ، ومن ثمراتِ بحثهِ ونِتاج ِ فكرهِ عدّة ُ بحوثٍ، منها – وهو أشهرُها – الأعلامُ، وكذلكَ كتابٌ عن الملكِ عبد العزيز ِ – رحمهُ اللهُ – سمّاهُ: الوجيز ُ في سيرةِ الملكِ عبد العزيز ِ وهو مشهورٌ مُتداولٌ، ولهُ ديوانُ شعر ٍ مطبوعٌ كذلكَ.

والزّركليُّ: بكسر ِ الزاي المُشدّدةِ وبعدها راءٌ مكسورة ٌ، وهي قبيلة ٌ أو أسرة ٌ كرديّة ٌ.

أمّا كتابهُ الأعلامُ فهو أحدُ الموسوعاتِ العلميّةِ المُتقنةِ في هذا العصر ِ، والذي صارَ المرجعَ الأوّلَ للباحثينَ عن التراجم ِ، وبخاصّةٍ أصحابَ الدراساتِ الجامعيّةِ والبحوثِ العلميّةِ لنيل ِ شهاداتِ العالميّةِ والعالميّةِ العاليّةِ – الماجستيرُ والدكتوراه -، وذلكَ لأنَّ مؤلّفهُ استوعبَ – أو كادَ – المشاهيرَ من المُترجم ِ لهم على مرِّ التأريخ ِ، ولم يختصَّ بطائفةٍ دونَ أخرى، أو علم ٍ دونَ علم ٍ، أو عصر ٍ دونَ عصر ٍ، وإنّما جعلَ أساسَ الترجمةِ هو شهرة ُ المُترجم ِ لهُ، وقد لخّصَ وصفَ من يُترجِمُ لهُ بأنّهُ من كانَ صاحبَ علم ٍ تشهدُ لهُ بهِ تصانيفهُ، أو كانَ صاحبَ خلافةٍ أو مُلكٍ أو
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير