تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نقد طبعة الشيخ أحمد شاكر للرسالة]

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:47 م]ـ

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد، فإن أصل هذا البحث جزء من رسالتي المقدمة لنيل درجة الماجستير عام 1421 - 2001 والتي عنوانها "التوضيح والتصحيح للمنقول عن الشافعي في علم الأصول"، والذي دفعني إلى تسطيره التزامي النقل الحرفي من الرسالة للشافعي في كثير من المواضع من البحث المذكور، مع علمي بأن ما في الأصل مرجوح بدلالة السياق وباتفاق النسخ التي اعتمد على خلافه، فلما أعرضت عما رجحه الشيخ أحمد شاكر فيها، كان واجبا محتما علي أن أذكر الحجج والأدلة التي تبين أن النسخة التي حسبها كتبت بخط الربيع ليست كذلك.

وليس قصدي في هذه المقالة التنويه بجهد الشيخ أحمد شاكر في مقابلة النسخ أو قراءة المخطوط أو التعليق عليه، فإن ذلك أمر لا خفاء فيه ولا يحتاج مني إلى ذكر أو تنويه، وربما كان ذلك سببا في أن يعتمد كل من جاء بعده على طبعته، انصراف المحققين عن إعادة تحقيق الكتاب مع توفر النسخ الخطية لها في كثير من المكتبات في العالم،- اللهم إلا طبعة الدكتور رفعت فوزي الصادرة عام 1422 - 2001م عن دار الوفاء ضمن كتاب الأم -.

ولقد كان من الصعوبة علي بمكان أن أناقش في مثل هذا الأمر -الذي ليس لي به اختصاص -، خاصة مع عدم وقوفي على المخطوط المعتمد أو غيره، ولكني بذلت الوسع في النظر فيما هو متاح لي: الرسالة بطعبة الشيخ أحمد شاكر وتقديمه لها، وبعض الكتب الناقلة عن الرسالة كالمناقب والأحكام للبيهقي وغيرها مما أتيح لي، وقد رتبت الدلائل المعتمدة على النحو الآتي:

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:49 م]ـ

أولا: مواضع لا شك أن الصواب في غير الأصل

إن اعتقاد الشيخ أحمد شاكر أن النسخة الأصل خطت بيد الربيع بن سليمان المرادي، جرَّه إلى أخطاء كثيرة في الترجيح عند اختلاف النسخ، وقد يتكلَّف للأخطاء الواردة فيها التوجيهات البعيدة من شاذ اللغة وغريب المعاني، ولم يجعل ما جاء في الأصل مرجوحا إلا في النادر القليل، حيث لم يجد للتوجيه سبيلا، ولقد أحسن أيما إحسان إذ أثبت الفروق في الهامش فلولاها لما أمكنني كتابة شيء في الموضوع ولا معرفة الصواب بدلائله إن شاء الله تعالى، فرحمه الله رحمة واسعة. وقد انتقيت بعض المواضع التي رأيت خطأ الأصل فيها جليا، ورتبتها حسب ورودها في الكتاب.

1 - جاء في الأصل (ص57): «والأطفال الذين لم يبلغوا وعُقل التقوى منهم».

والصواب ما جاء في النسخة (ب) و (ج) و أحكام القرآن للبيهقي (1/ 24): «والأطفال الذين لم يبلغوا عقل التقوى منهم». من دون الواو، والسياق يدل عليه، إذ قال بعد ذلك: «فلا يجوز أن يوصف بالتقوى وخلافها إلا من عقلها، وكان من أهلها. أو خالفها فكان من غير أهلها».

2 - جاء في الأصل (59): «فإذ كان من مع رسول الله ناسً، غير من جمع لهم من الناس، وكان المخبرون لهم ناسً غير من جمع لهم».

والصواب ما جاء في (ب) و (ج) وأحكام القرآن (1/ 25): «فإذا كان مع رسول الله ناسٌ». ولا شك في أن هذا هو المناسب للسياق، ويدفع الإشكال عن رسم كلمة (ناس) من دون الألف.

3 - جاء في الأصل (215): «ولم يدع أن يبين كلما نسخ من سنته بسنته».

والصواب ما جاء في سائر النسخ التي اعتمد: «ولم يدع أن يبين كلَّ ما نسخ من سنته بسنته». والخطأ نفسه وقع فيه الناسخ بعد أسطر؛ إذ جاء في الأصل: «وكلما كان كما وصفت أُمضي على ما سنه». لكن في هذا الموضع خالف الشيخ الأصل وقال: «ليكون المراد واضحا ومحدودا».

4 - جاء في الأصل (379): «لا يحدث واحد منهم عمن لقي إلا ما سمع منه ممن عناه بهذه الطريق قبلنا منه؛ حدثني فلان عن فلان، ومن عرفناه دلس مرة،فقد أبان لنا عورته في روايته».

والصواب ما جاء في سائر النسخ وشرح العلل (211) والنكت للزركشي (2/ 42): «لا يحدث واحد منهم عمن لقي إلا ما سمع منه فمن عرفناه منهم بهذه الطريق…». والسياق لائح في تأييده لكن رد الشيخ في هذا الموضع حتى التصحيح الذي وجده في الأصل.

5 - جاء في الأصل (401): «فإن قال قائل».

والصواب ما جاء في سائر النسخ: «قال لي قائل». ويدل عليه ما بعده، فإنه قال في الجواب: «فقلت له» فرد الشيخ هذا والتصحيح الذي وجد على الأصل، وقد أقر الشيخ أنه الأنسب وأبى إثباته في المتن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير