تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إصدار جديد: جهود الحافظ ابن عبد البر في دراسة الصحابة]

ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[27 - 11 - 06, 01:04 م]ـ

جهود الحافظ ابن عبد البر في دراسة الصحابة

للدكتور مجيد الخليفة

ملخص الكتاب:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين:

إن البحث الفكري في التاريخ الإسلامي يشكل ثقلاً كبيراً في التراث العربي الإسلامي، الذي نبع نوره من شبه جزيرة العرب، بمبعث النبي e ، وبمرافقة صحبة خيرة صالحة اصطفاها الله تعالى لمصاحبته ومؤازرته ونصرته، وقد شهد الله تعالى لهم بالفضل والفلاح في الدنيا والآخرة، فقال تعالى:] كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [([1]):

ولا شك إن معرفة هذه الكوكبة الخيرة، من هذه الأمة، تعد ذات أثر عميق في نفوس المسلمين كافة، لذا فإن هذه الدراسة (كتاب الاستيعاب لابن عبد البر، دراسة في منهجه وموارده) تحاول الكشف عن جوانب عديدة من نواحي الاهتمام التي أولاها العلماء المسلمون لتدوين سيرة الصحابة وأحوالهم وإسهاماتهم في نواحي الحياة كافة، ولا نستطيع الإحاطة التامة بهذه الجوانب، دون أن نحدد عالماً من علماء المسلمين الذين كان لهم دور في تسجيل مآثر صحابة النبي e ، وتنبع أهمية هذا الموضوع من شهرة مؤلف الكتاب وسابقته في التأليف في هذا العلم، إذ يحتل مكانة مرموقة باعتباره من أبرز العلماء الذين أنجبتهم أرض الأندلس، ومن أكثرهم شهرة، حتى حمل لقب (حافظ المغرب) بجدارة ([2]).

أما فيما يخص كتاب (الاستيعاب)، فهو من أوائل المؤلفات التي تناولت تاريخ الصحابة بإطار تاريخي وفكري مميز، والذي يزيد هذا توكيداً، تلك العبارة التي كتبها ابن حزم الأندلسي (ت 456هـ/1064م) عن الكتاب، وفيها تقييم حقيقي، ووصف دقيق هو قوله: ((ولصاحبنا أبي عمر بن عبد البر المذكور كتبٌ لا مثل لها ... منها كتابه في الصحابة سماه كتاب الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم، وتلخيص أحوالهم ومنازلهم، وعيون أخبارهم على حروف المعجم، أثنا عشر جزءاً، ليس لأحد من المتقدمين مثله، على كثرة ما صنفوا في ذلك)) ([3])، وبقيت هذه العبارة عالقة في ذهني، مشجعة لي في الولوج لدراسة هذا الكتاب، وكشف النقاب عن معانيها ودلالاتها، فكان ذلك دافع قوي في هذا الاتجاه.

كما لا ننسى تلك العناية التي أولتها العديد من الجامعات العربية، لدارسة جهود هذا المفكر، وإبراز إسهاماته الفكرية في الحضارة الإسلامية، عن طريق إحاطة نتاجه الفكري بالبحث والدراسة، فبَّرزت عدداً من الدراسات الأكاديمية منها ([4]):

§ دراسة إسماعيل الندوي: (ابن عبد البر القرطبي وأثره في الحديث والفقه).

§ دراسة الطاهر بن الصادق الأنصاري: (ابن عبد البر محدثاً).

§ دراسة صالح أحمد رضا: (مدرسة الحديث في الأندلس وإمامها ابن عبد البر).

§ دراسة ليث سعود جاسم: (ابن عبد البر الأندلسي وجهوده في التاريخ).

§ دراسة سليمان بن صالح الغصن: (عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان عرضاً ودراسة).

§ دراسة علي سليمان الربيع: (ابن عبد البر وآراؤه التربوية).

ولم يتسنَ لنا الاطلاع على معظم هذه الدراسات حول هذه الشخصية الفذة، إلا ان الحظ حالفنا في الحصول على دراسة ليث سعود جاسم (ابن عبد البر وجهوده في التاريخ)، وهي إسهام جيد، يبدو فيها الجهد الكبير الذي بذله الباحث، والذي أولى عناية كبيرة لسيرة ابن عبد البر ومكانته العلمية، إلا ان نطاق البحث الكبير لهذه الرسالة، والذي شمل نتاج هذا المفكر كله، قد جعلت هذه الرسالة تتسع في استعراضها، وتتعدد في تحليلها وتقويمها الدقيق لنتاج هذا المفكر، وهي فضلاً عن ذلك كانت جهداً مميزا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير