تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السفاريني وكتابه البحور الزاخرة في علوم الآخرة (مخطوط)]

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 12:19 م]ـ

[السفاريني وكتابه البحور الزاخرة في علوم الآخرة (مخطوط)]

الشيخ محمد بن أحمد بن سالم السفاريني (1114 - 1188هـ) = (1707 - 1774م)

الأستاذ / عبد اللطيف زكي أبو هاشم

مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار

وزارة الأوقاف والشئون الدينية

انطلاقاً من أهمية التراث العربي الإسلامي في فلسطين، ولما للتراث بشكل عام من أثر كبير في بناء الشخصية الحضارية من حيث ارتباطها بالماضي وتفاعلها مع الحاضر، واستعدادها للمستقبل، ومن خلال واجبنا نحو تراثنا العظيم، تراث الأجيال، هذا التراث الذي يصل في عدده إلى الملايين من المخطوطات المتناثرة في مكتبات العالم في أوروبا وغيرها .. شرعنا بالتعريف بهذا التراث الزاخر، لتتعرف عليه الأجيال ولتتواصل مع ماضيها ولتنهل من كنوز أجدادها، لأن التراث في النهاية هو المحصلة التراكمية لتاريخ الأمة وحضارتها وإبداعها. ولا تستطيع أمة من الأمم أن تتنسم ذُرى الحضارة وترتقي سلم المدنية إلاّ إذا كان لها تراثها العريق الذي يربط حاضرها بماضيها، وإن الأمم الراقية تضع تراثها في حبات عيونها .. لذا أرى لزاماً علينا أن نعرف بعض هذا التراث وبعض تلك الكنوز، والبداية هي التعريف والعرض لمخطوط نادر للعلامة محمد بن أحمد بن سالم السفاريني (1114 - 1188هـ) = (1707 - 1774م) وهو في العقيدة الإسلامية وتدور معظم مباحثه حول علامات الساعة الصغرى والكبرى واليوم الآخر. وهو بعنوان: (البحور الزاخرة في علوم الآخرة). وقبل أن أتحدث عن المخطوط، أود أن أعرّف القارئ بمؤلف المخطوط العلامة السفاريني -رحمه الله- من حيث مولده ونشأته وطلبه للعلم ومعرفة مؤلفاته الزاخرة والمتعددة ..

ترجمته (اسمه ومولده):

هو محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني (1) النابلسي الحنبلي، أبو العون، شمس الدين، محدث وفقيه أصولي، وصوفي ومؤرخ، ولد بسفارين من قرى نابلس ونشأ بها، ثم رحل إلى دمشق، وولد بمدينة نابلس ودفن بالتربة الشمالية فيها.

مولده: ولد الإمام العلامة فريد عصره وأوانه، بقرية سفارين من قرى نابلس سنة أربع عشرة ومائة وألف، ونشأ بها، وقرأ القرآن في سنة ألف ومائة وإحدى وثلاثين هجرية في نابلس. (انظر صفحات منترجمة السفاريني (ص9 - 10).

نشأته وطلبه للعلم وشيوخه:

قرأ القرآن في سنة ألف ومائة وإحدى وثلاثين في نابلس، واشتغل بالعلم قليلاً وارتحل إلى دمشق سنة ألف ومائة وثلاث وثلاثين، ومكث بها قدر خمس سنوات، فقرأ بها على الشيخ عبد القادر التغلبي "دليل الطالب" للشيخ مرعي الحنبلي من أوله إلى آخره قراءة تحقيق، و"الإقناع" للشيخ موسى الحجازي، وحضره في الجامع الصغير السيوطي بين العشائين وغيره، مما كان يقرأ عليه في سائر أنواع العلوم، وذاكره في عدة مباحث من شرحه على "الدليل"، فمنها ما رجع عنها ومنها ما لم يرجع لوجود الأصول التي نقلها منها، وكان يكرمه ويقدمه على غيره وأجازه بما في ضمن ثبته الذي خرجه له الشيخ "محمد بن عبد الرحمن الغزي" في سنة (خمس وثلاثين)، وعلى الشيخ "عبد الغني النابلسي) "الأربعين النووية" و"ثلاثيات البخاري"، والإمام أحمد، وحضر دروساً في تفسير "القاضي" وتفسيره الذي صنفه في (علم التصوف)، وأجازه عموماً بسائر ما يجوز له وبمصنفاته كلها، وكتب له إجازة مطولة وذكر فيها مصنفاته. وعلى الشيخ عبد الرحمن المجلد (ثلاثيات البخاري)، وحضر دروسه العامة، وأجازه وعلى الشيخ عبد السلام ابن محمد الكاملي بعض كتب الحديث وشيئاً من رسائل إخوان الصفا، وعلى (ملا إلياس الكوراني) كتب المعقول، وعلى الشيخ (إسماعيل بن محمد العجلوني) (الصحيح) بطرقه مع مراجعة شروحه الموجودة في كل رجب وشعبان ورمضان من كل سنة مدة إقامته بدمشق، و"ثلاثيات البخاري" وبعض "ثلاثيات أحمد" وشيئاً من (الجامع ا لكبير) وبعضاً من كتاب (الإحياء) مع مراجعة تخريج أحاديثه "للزين العراقي" و (الأندلسية) في العروض مع مطالعة بعض شروحها، وبعضاً من "شرح شذور الذهب" و"شرح رسالة الوضع" مع حاشيته التي ألفها و"حاشية ملا إلياس"، وأجازه بكل ذلك وبما يجوز له روايته، وعلى الشيخ (أحمد بن علي المنيني) شرح (جمع الجوامع) للمحلي، وشرح (الكافية) (لملا جامي) وشرح (القطر) (للفاكهي)، وحضر دروسه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير