ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[30 - 09 - 07, 03:09 ص]ـ
ليست المشكلة في ابن تيمية ولا في الشافعي ولا في ابن حزم ولا في محمد رشيد رضا ولا في عبد الرحمن بن سعدي ولا في من كان على نسجهم
ولكن تكمن المشكلة في الأتباع.
عندي مثال قريب وواقعي:
أكبر المشاكل التي واجهها ابن تيمية كانت مع الأشاعرة، وبشكل طبيعي كانت أكثر مصنفاته في مقارعتهم، وأكبر الأبواب التي عالجها معهم هو ما كان في الأسماء والصفات.
اليوم، نجد أن الطالب يدرس في أوائل درسه "عقيدة الواسطية" ومبحث الأسماء والصفات يشكل الجزء الأكبر من الرسالة، ثم يدرس الحموية ثم التدمرية بشكل يكاد يكون ضروري، وغير قابل للنقاش.
ومعلوم أن هذه الكتب الثلاثة تعالج بشكل أساسي مبحث الأسماء والصفات، وبعبارة أخرى هذه الكتب الثلاثة على جلالتها إنما تعالج مشكلة واجهها ابن تيمية في عصره فعالجها بهذه الرسائل، ولذا سميت بأسماء البلاد التي أرسلت إليها.
هذا على مستوى تدريس الطلاب
ومثال آخر على على مستوى "المعلومة" إن صح التعبير: كلنا نعرف قاعدة: القول في الصفات كالقول في الذات والقول في بعض الصفات كالقول في بعض، ولا نكاد ننسبها إلا إلى ابن تيمية مع أن ابن تيمية نفسه ينسبها للخطابي، وقررها كثير من أهل العلم مثل الطبري وقبله أحمد وغيرهما كثير.
أما على مستوى الدراسات فإن أكبر مبحث أخذ حيزا في الدراسات العقدية هو مبحث الأسماء والصفات، والسبب أنه هو المبحث الرئيس في دراسات ابن تيمية والتي تلقيناها منه.
ولذا تجد أن الطالب الحدث في بداية طلبه للعلم والذي لم يستتم حفظ أجزاء من القرآن الكريم، يحفظ عن ظهر قلب هذه الأسماء: الأشعرية، والمعتزلة، والجمهية، والقدرية، ولا أنس - إن نسيت - الصعوبة التي كنت أواجهها في أول الطلب وأنا أدرس كتاب شرح الأصول الثلاثة لبعض أهل العلم، وهو يشرح الفرق: القدرية والجبرية .. وما إلى أولئك
بينما لا تجد هذا الطالب الحدث يعرف "الران " المذكور في القرآن، ولا يعرف معنى "الصمد".
لا تقل لي هناك رسالة لابن تيمية في تفسير سورة الإخلاص، فإني أكرر أن المشكلة ليست في ابن تيمية ولكن المشكلة تكمن فينا نحن.
ويمكن أن أختصر الكلام بالقول:
نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تلقي المعلومة حسب الأنفع فالأنفع من العلم، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
وتأمل في هذا الحديث ينبيك عن كثير مما انعقد اللسان دونه: قال صلى الله عليه وسلم: الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة.
ويبقى هذا رأي قابل للخطأ، وأتمنى أن تتقبله كذلك.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:38 ص]ـ
يبقى هذا رأي قابل للخطأ، وأتمنى أن تتقبله كذلك.
أعجبني هذا القول الدال على الإنصاف من النفس، والمرجو من كل مؤمن بالله ورسوله أن يفرق بين الوحي والرأي، فالوحي يقابل بالتسليم، والرأي يوزن بالوحي، والله قد أنزل مع الكتاب الميزان على رسوله فالحمد لله على فضله العظيم، نسأل الله تعالى أن يوزعنا شكره على هذا عملاً مع القول، آمين.
ومما رأيته مطابقا لما بلوته أيضا:
فلا جرم أنَّ هناك بونا شاسعا بين ابن تيمية وبين كثير مِن المنتسبين إليه مِن المعاصرين.
ابن تيمية لا يعدو كونه نموذج مثالي لتطبيق النصوص في زمانه.
وفهمت من هذا أن رأيكم ليس مبنياً على مجرد تطبيق النصوص، حتى يجعل بينكم وبينها مكروه أصلاً ..
ولكنه مبني فيما فهمت على أن تطبيق النصوص له نماذج قد تكون مثالية في زمن دون زمن.
وهذا أصله مسألة نسبية كيفية تطبيق النصوص، ولا نقول نسبية استحقاقها للتطبيق في زمن دون زمن، فإن كل نص ثابت عن الله ورسوله فالعمل به واجب على النحو الذي يثبت أن الله ورسوله يحبانه، فإن كان منسوخاً بآخر مثلاً، عمل بالناسخ دونه، ونحو ذلك ..
ولا ريب أن هذا إنما محله المسائل الاجتهادية التي وسع النص فيها المجال لاجتهاد الرأي ..
وليس المقصود مناقشة هذا ولكن لفت الانتباه إليه ..
ليست المشكلة في ابن تيمية ولا في الشافعي ولا في ابن حزم ولا في محمد رشيد رضا ولا في عبد الرحمن بن سعدي ولا في من كان على نسجهم
ولكن تكمن المشكلة في الأتباع.
.
الأتباع الذين نيطت بهم المشكلة ما الفرق بينهم وبين من كان على نسج المتبوعين من المذكورين أو غيرهم؟.
هل المقصود الاتباع السطحي؟
¥