أم المقصود المنتسبون صورياً إلى اسم ابن تيمية مثلاً، وإن كانوا علمياً ومنهجياً وأخلاقياً وسلوكياً مخالفين له؟
* ما سميته يا أبا عبدالرحمن مثالاً عشوائياً وهو مسألة طلاق الثلاث طرحها في هذا الموطن، ومقارنتها بإباحة الغناء أخشى أن يجلب إشكالاً للأفكار السابقة،
ولو انفتح الباب لمسألة الشذوذ في المسائل والفتاوى للسابقين واللاحقين وكبار أئمة الدين من الصحابة ومن بعدهم لما كان جميلاً، وإن كان الدافع عنه الدفاع.
ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وهو الذي لا ينطق عن الهوى،
وكذلك غلو الأتباع أو المنسوبين ينبغي أن لا ينفتح به باب مؤاخذة من لم يأمر به من المتبوعين والمنتسب إليهم، فما كل منتسب محق، وما أكثر الأدعياء ..
ودونك أهل الكتاب وانتسابهم إلى الكليم والمسيح عليهما الصلاة والسلام ..
ثم انتساب عتاة الغلاة إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
وكذا غيرهم إلى غيرهم ..
* أما مسألة الأسماء والصفات
فطرحها لا أدري ماذا سيجلب على الفكرة ولكن قد يكون في طرحه خير إذا نصح جميع المشاركون لله ورسوله، ولم يقدموا بين يدي الله ورسوله، وهذا ما أسأل الله تعالى أن يهبنيه وإياهم برحمته ..
ولكن يا أخي ألا ترى أن من سميتهم بالأتباع ومن أرى أن يسموا بالمنتسبين لهم في طرح هذا الموضوع دخل كبير فيما أحفظك؟ ..
الرجل _ أعني ابن تيمية_ بين أن عقيدة أهل السنة والجماعة هي تحقيق أصول الإيمان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم مجتمعة في حديث جبريل الجامع الجليل، بل نص عليها الله تعالى في كتابه إجمالاً ..
وقد فصل كلاً منها فيه وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما بيان في سنته ..
وفهم ذلك كله عنه أصحابه أكمل فهم فهو أصل دينهم وبه _ لا بظاهر الإسلام_ يمتاز المؤمن من المنافق، وعليه مدار صحة الإسلام في الباطن من اختلاله أو انتفائه.
وكان القوم يتعلمون الإيمان تعلماً كما صرح بذلك منهم غير واحد، وهو أعظم ما اعتنوا بتعليمه لأبنائه وأصحابهم الذين هم أو من اتبعهم بإحسان.
وكان الدين عندهم هو ما جاء في حديث جبريل: الإسلام بشعائره الظاهرة، والإيمان بعقائده الباطنة، والإحسان بأحواله القلبية.
والثلاثة عندهم مترابطة بعضها يغذي بعضاً، وهي كلها الشريعة وهي الحقيقة، وكل شعيرة لا تؤدى بإيمان ليست من الدين حقاً، وكل شعيرة لا تؤدى بإحسان فهي ناقصة بلا ريب ..
وأصل الإيمان الإيمان بالله عزوجل وهذا يتفرع عنه سائر الأركان، لأن الله تعالى ذكرمطلق اسم الإيمان به للمشركين به، ونبه بهذا على أن اسم الإيمان به منه ما لا ينافي الشرك وهو ما عليه أكثر البشر بعد نوح صلى الله عليه وسلم، ومنه ما ينافي الشرك به ويكون به صاحبه مؤمناً حقاً وهو الإيمان الرسالي الشرعي الذي بعث لأجله جميع الرسل وأنزل به جميع الكتب.
قال الله عزوجل:" وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون".
فالإيمان الإجمالي بالله سبحانه الذي ليس فيه إلا مجرد اعتقاد وجوده، أو بعض صفاته على سبيل الإجمال كمطلق الربوبية أوالخالقية ونحوها أو التدبير الإجمالي أو العلم الإجمالي كل هذه لا تمنع الجهل بالله عزوجل الذي هو سبب الكفر والإشراك به.
فبعث الله تعالى رسله عليهم الصلاة والسلام ليفصلوا الإيمان به تفصيلاً يصحح تصور العباد عنه ومعاملتهم له ولعباده.
ويعرفوهم أن صحة معرفتهم بالله تعالى وحبهم المنبعث عن هذه المعرفة الصحيحة الحسنة، وامتثالهم لما تقتضيه في معاملته ومعاملة عباده، هي عبادة الله التي خلقهم لأجلها، وهي خالص حقه عليهم، وهي التقوى التي بها الوقاية من غضبه وعقابه وأليم عذابه ..
ولما كان عدو آدم وذريته قد أقسم ليقعدن لهم صراط الله المستقيم الذي نصبه لهم ليسلكوه إليه مستقيمين عليه، وأنه ليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم حتى لا يجد أكثرهم شاكرين لربوبيته لهم بعبوديتهم له.
فإن كل ما دعا إليه الرسل من أمر الإيمان وهو لب دعوتهم وأصلها فإن العدو المبين بغاه لهم عوجاً وقعد لهم إزاءه ليصدهم عنه أو يحرفهم عنه، فإن لم يخرجوا عن الصراط انحرف سيرهم فيه فلم يستقيموا إلى الله حق الاستقامة وإن ساروا إليه على صراط رسله في الجملة ..
¥