تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ شاكر رحمه الله كان يعتزم صنع كشَّافات تفصيلية للكتاب "أوضح تفصيلاً وأحسن ترتيبًا من الفهارس التي في مطبوعة أوربة إن شاء الله" كما أشار في مقدمته، إلا أنه اعتذر عن ذلك بآخر المجلد الرابع، بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، يقول رحمه الله: "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين. تم تحقيق الكتاب الكامل، وقد كنت أود أن أزيده إتقانًا وتحبيرًا، لولا أن الفرصة لم تسعف، ولأني لم أتعهد الكتاب من أوله، وكان في عزمي أن أضع فهارس متقنة مفصلة، أدق مما وضع لطبعة أوربة، ولكن حالت دُون ذلك الظروف القاسية، بسبب هذه الحرب التي ثارت بن أمم أوربة واكتوينا بنارها، ووقفت كثيرًا من الأعمال النافعة، بما قطَّعت السبل وضيقت من وسائل النقل. وأسأل الله أن يهيئ لي فرصة أخرى أخرج فيها الكتاب على ما أُحِبُّ، وعلى ما يَحِقُّ له، وأسأله الهداية والتوفيق والعصمة والسداد" [ص 1291]. ثم كلَّفت مطبعة الحلبي الأستاذ محمد سيد كيلاني فصنع مجلدًا من الفهارس التفصيلية، أوردتها الطبعة المصورة.

وهذه مقدمة الجزء الثاني للشيخ شاكر بنصها (المجلد الثاني / الصفحات: ب – د):

"الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد سيد الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

تفضل صديقي الأستاذ (الدكتور زكي مبارك) فكلفني أن أُتمم تصحيحَ (الكتاب الكامل) لأبي العباس المبرد، بعد أن صحح الجزء الأول وملزمتين من الثاني، وعضده في هذا الطلب إخواني الأفاضل أولاد المرحوم السيد مصطفى الحلبي، حفظهم الله. فنزلتُ عند إشاراتهم وبدأتُ في تصحيح هذا الجزء، من أول الصفحة (433).

واعتمدتُ في التحقيق والتصحيح على النسخة المطبوعة في أوربة في مدينة ليبزج سنة 1864م بتصحيح المستشرق (رايت)، وهي مطبوعة جيدة جدًّا، عمدة في تحقيق الكتاب، وقد اعتمد هو على أصول مخطوطة نفيسة، وأثبتَ في الحواشي كل خلاف بينها، وإن كان ضئيلا، حتى كأنها صورة لكل المخطوطات التي كانت في يده. وكتب مقدمة للنسخة باللغة الإنكليزية، وصف فيها الأصول التي اعتمد عليها. وقد ترجمها لي ابني السيد (أسامة أحمد شاكر) وفقه الله للخير، وهيأ له سبل الهدى والرشاد.

ورمز المستشرق (رايت) لهذه النسخ بحروف إفرنجية. وقد رمزت لها بحروف عربية في تعليقي على الكتاب، ولكني لم أذكر كل الاختلاف بين النسخ، وإنما تخيرت أكثرها فائدة، وأثبت ما في النسخ من زيادات، بعضها من أصل الكتاب وبعضها حواشٍ كتبها قارئوها، فيها فوائد جمة.

ثم إن المستشرق (رايت) وجد نسخا أخرى بعد طبع (الكامل) فنشر مجلدًا ثانيا فيه مقارنتها بالنسخ الأولى، وفيه زيادات وتصحيح للكتاب، واستدراك عليه، وقد استفدت من هذا الجزء فوائد كثيرة، ولكني لم أستطع تتبع ما فيه، في هذه الطبعة، لضيق الوقت وكثرة العمل.

واعتمدت أيضا في التحقيق على (شرح الكامل) المسمى (رغبة الآمل) لأستاذنا العلامة الكبير الشيخ سيد بن علي المرصفي، رحمه الله، وعلى ما يُسِّر لي من كتب اللغة والأدب والتفسير والحديث وغيرها.

وقد عزمت – بحول الله وقوته – على وضع فهارس مفصلة للكتاب، أوضح تفصيلا، وأحسن ترتيبًا، من الفهارس التي في مطبوعة أوربة، إن شاء الله.

وها هي رموز النسخ التي أشيرُ إليها:

أ قطعة مخطوطة في أواخر القرن الخامس أو أوائل السادس.

ب قطعة مخطوطة جديدة.

ج نسخة مخطوطة في سنة 537

س نسخة مخطوطة في سنة 1146

د نسخة نصفها مخطوط جديد والنصف الآخر بخط مغربي سنة 562

هـ نسخة مخطوطة في سنة 1114

ف إحدى النسخ المشار إليها في المجلد الثاني الملحق بالكتاب.

وأسأل الله العصمة والتوفيق،

كتب

أحمد محمد شاكر

عن كوبري القبة في يوم الأربعاء

12 ربيع الثاني سنة 1358

31 مايو سنة 1939"

...

أما التحقيق الثاني فهو لكتاب مهم من مصادر كتب أصول الفقه؛ ((الإحكام في أصول الأحكام)) للإمام أبي محمد علي بن حزم الأندلسي الظاهري (توفي 457هـ)، الذي طبعته مطبعتا النهضة والسعادة بالقاهرة سنة 1345 – 1347هـ. وهي نسخة نادرة كذلك، نقلت عنها طبعات أخرى، ومنها الطبعة التي قدَّم لها إحسان عباس رحمه الله.

وقد طبعت المصورة في أربعة مجلدات، تشتمل على ثمانية أجزاء، بآخر كل جزء فهارسها الأصلية مصورة، غير أنّه عدّل فيها خطوط عناوين الأبواب والفصول، ووقعت بغلاف النشرة أخطاء؛ ففي العنوان أبدلت همزة (الإحكام) المكسورة بهمزة مفتوحة، وتغيرت عبارة المؤلف –دون الغلاف الداخلي- من "بتحقيق أبي الأشبال أحمد محمد شاكر" إلى "عني بتصحيحه صاحب الفضيلة ... "، وكان الأصوب أن يلتزم بنصه، كما كان يحبذ في الكتابين أن يلتزم بخاتم الشيخ شاكر الذي كان يميز جميع كتاباته رحمه الله رحمة واسعة.

وقد أشار الشيخ في أول الكتاب لتنبيه هذا نصُّه: "طبع عن النسخة الخطية التي بيدنا، وقوبل بدقة على النسختين الخطيتين المحفوظتين بدار الكتب المصرية رقم 11 و13 من علم الأصول، ونشرناه في ثمانية أجزاء متبعين في ذلك تجزئة المؤلف رحمه الله تعالى". وما زال الكتاب ينتظر من يعتني بإعادة تحقيقه اعتمادًا على نسخه الخطيّة، مفيدًا من تحقيقات وتعليقات الشيخ شاكر رحمه الله.

وللدكتور صلاح الدين المنجد شفاه الله، مقال سرد فيه تحقيقات الشيخ أبي الأشبال - وفاتته أشياء -، رأيتُ أن أرفق رابطًا بصورتها عن المجلد الرابع من مجلة معهد المخطوطات العربية، بتاريخ 1985م سنة وفاة الشيخ رحمه الله.

http://www.alukah.net/UserFiles/shaker_edited_texs_biblio%20.pdf

الأحد 14 رمضان 1929 هـ

14 سبتمبر 2008 م

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير