تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل قرأت هذا الكتاب؟ (فقه الائتلاف)]

ـ[معبد]ــــــــ[20 - 10 - 08, 10:47 م]ـ

أخي القارئ ..

هل تذكر مرة استمتعت فيها بنزهة فائقة جميلة، لا يتكرر مثلها كثيرا، يُسّرُّ فيها القلب والعين والأذن، رأيت فيها مناظر من الجمال لم تنسها.

إنك حينها تود أن تنقل هذه الصور الرائعة لكل أحبابك، وأن تطلعهم عليها، وأن يشاركوك فيها؛ ولهذا نرى كثيرا من المصطافين والمتنزهين يلتقطون صورا لأجمل ما رأوا في رحلاتهم، ويطلعون عليها أهليهم وأصدقاءهم.

ذلكم هو شعوري عندما مُتِّعت بقراءة كتاب (فقه الائتلاف .. قواعد في التعامل مع المخالف بالإنصاف)، للأستاذ/ محمود محمد الخزندار ـ رحمه الله.

لقد وُفق المؤلف ـ فيما أحسب في اختيار موضوع الكتاب، وفي عنوانه، وفي نقوله.

أما موضوعه فهو حقوق الإخوة الإيمانية، التي أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم برعايتها وأكّدا ذلك، وكيفية الجمع بين حفظ هذه الحقوق وبين القيام بواجب بيان الحق وإنكار المنكر، ينطلق الكاتب مقررا ذلك في صورة قواعد وضوابط، مستدلا لها بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مستنيرا بفهم علماء الدين وأئمته، مع خبرة منه بالواقع ومشكلاته، كيف لا، وهو ـ رحمه الله ـ واحد من رجال الدعوة والتربية والجهاد الذين خاضوا ميادينها وخبروها.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب معربا عن محتواه: "ضبط النحو العربي بقواعد، وضبطت الأحكام الفقهية بقواعد فقهية، وضبط علم الحديث بقواعد .. وهذه المعاناة اليومية بين المختلفين وحول المسائل الخلافية ألا تجد قواعد تضبطها؟ وإن اختُلِف على قدر منها فلا شك أن قدرا آخر كبيرا سيكون متفقا عليه؛ فإذا تلاقينا على المتفق عليه: في الإعذار والإنكار، والموازنة بين المصالح والمفاسد وتغليب المحاسن وإهدار الهفوات .. لعل القدر المتفق عليه يخفف من حدة الخلاف ويضيِّق مجالاته، ويرطب أجواءه بندى المحبة، ويشيع بين المختلفين الائتلاف والحوار الهادئ والتعاون في الوصول إلى الحق .. وإنها لمحاولة نرجو لها التوفيق والقبول، ونأمل أن تكون خطوة على طريق تقريب المفاهيم".

وأما عنوان الكتاب فيشف عن لطف وذوق، إذ عدل المؤلف عن التعبير بـ (فقه الخلاف) كما قد يسبق إلى اللسان عند الكلام في هذا الباب، إلى عبارة أرقّ وأدل على المقصود؛ إذ إن الائتلاف هو المقصود شرعا وليس الخلاف.

وأما نقول الكتاب فقد حوى الكتاب كثيرا من درر القول، ونفائس الحكمة، التي تنير الطريق لمن يريد العمل لهذا الدين، متأدبا بأدب سيد المرسلين، وذلك في عبارات مختارة لجماعة من علماء السنة.

فتجد في ثناياه:

"العلم بين أهل الفضل والعقل رحم متصل؛ فلا أدري كيف يدعي الاقتداء بمذهبه جماعة صار العلم بينهم عداوة قاطعة؟! " الشافعي.

"الواجب أمر العامة بالجُمَل الثابتة بالنص والإجماع، ومنعهم من الخوض في التفصيل الذي يوقع بينهم الفرقة والاختلاف؛ فإن الفرقة والاختلاف من أعظم ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم" ابن تيمية.

"ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين" ابن القيم.

"أكثر الجهالة إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال أهل الحق: أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلاء، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء؛ فثارت من بواطنهم دواعي المعنادة والمخالفة ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها" الغزالي.

"ما أكثر ما يصور الشيطان ذلك ـ يعني الاشتغال بالحكم على الناس ـ بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، ويكون من باب الظلم والعدوان" ابن تيمية.

"إن التفكير بضرورة أن يصبح الآخرون نسخة مكررة عنا هو طريق المَهالكِ المُعاندُ للطبيعة في الخلق. إن الذي يريد أن يكون الآخرون نسخة مكررة عنه إنما يحكم بإلغاء الآخرين وإعدامهم فعلا" عن كتاب (حتى لا تكون فتنة).

"ليس كل ما يُعلم مما هو حقٌ ـ يُطلَب نشره، وإن كان من علم الشريعة ومما يفيد علما بالأحكام" الشاطبي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير