ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[26 - 08 - 09, 12:26 ص]ـ
الذي ينقصنا هو العمل على تكوين مكتبة العامي - و هي فكرة تجول في خاطري منذ فترة - كتب ميسرة تتيح له التفقه في دينه, بلفة سهلة ميسرة, يسهل عليه حملها و فهمها, و تكون في متناول الجميع - سعرا و مادة - ثم بعد أن يتكون لدى كل منهم قاعدة يتمكن من خلالها من لفظ السئ المخالف, فلنتكلم عن الثقافة و القراءة بين أفراد شعب يلهث ليأكل.
عذرا إن أطلت, و لكنها زفرات مهموم تقلب بين تيارات كثيرة - فصار بها خبيرا - حتى إستقر على شاطئ الأمان و لم تزل أصوات العواصف و الأمواج تصك مسامعه, فنسأل الله الثبات.
لدينا مكتبة ثمينة فتحنا أبوابها منذ ثلاث سنوات ورغم أننا نقدم فيها كنوزا من المعرفة والثقافة فالمترددون عليها -مع كون الخدمة بالمجان -قلة بل ندرة نادرة.
اسأل أخي الكتاب والأساتذة عن حال كتبهم ومطبوعاتهم وكم المبيعات ولي في ذلك حورات كثيرة مع عدد منهم وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض فسيهولك حجم الشكوى من قلة الإقبال على الكتاب والقراءة في هذا العصر
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 01:55 ص]ـ
المشكلة في طبيعة الكتب, لقد جربت مع البعض - ممن لم يفتح كتاب في حياته كما يقولون - بنوعية معينة من الكتب, و كانت النتيجة مبهرة في إستمرار القراءة, بل و التوسع بعدها, نحن نتكلم عن مكتبة طالب العلم و ما يجب أن تحتويه و أفضل طبعاتها, و ننسى العامي البسيط المحتاج إلى أسلوب مختلف في الكتابة. ثم نشكو حال البعد عن القراءة. أنا لا أقلل من المشكلة, لكن الكل مشترك فيها, خذ مثال الفقه الميسر الذي يقوم بطبعه المجمع, كتاب بسيط و رائع و يصلح أن يكون حجر الزاوية الفقهية في مكتبة العامي المنشودة, ظللت قرابة العام أبحث عنه في مصر, و لم أظفر به إلا بعدما إبتدأ بشرحه الشيخ محمد إسماعيل, فوجدت طبعة سيئة الإخراج, واضح أنها طبعت على عجل لتوفير الكتاب إستغلالا لكون الشيخ يشرحه.
الكتب المخصصة لها رجالها, أما القراءة بصفة عامة فلها ثقافتها, لابد أن نعنى بتوفير الكتب السهلة المبسطة ثم نرتقي بذوق القارئ تدريجيا, بعد ذلك نتكلم عن ضعف القراءة و قلة الإقبال. ثقافة القراءة لا تأتي في يوم و ليلة, بل خطوة خطوة.
أخ محمد, في مكتبتكم, كم كتاب يصلح أن يقال أن رجل الشارع سيقرأها, و ما المقصود بضعف الإقبال؟ تأمل في هذين السؤالين ستجد أننا نساهم في هذه المسألة. أنا أظن أ المشكلة ليست في قلة القراءة - على الرغم من أن هذا قد يكون ملموسا في بعض الفئات - , و لكن المشكلة الحقيقية في طبيعة المقروء عند من يقرأ, فالعامي يقرأ ما يفسد عليه دينه و دنياه, وطلبة العلم يرفضون قراءة ما يصلحون به لهذا الرجل ما أفسدته قراءته العقيمة.
مسألة أخرى, الذي يقارن بيننا و بين الغرب في القراءة, فليتأمل في سعر الكتاب مقابل الدخل عندنا و عندهم. و سأذكر مثالا, منذ حوالي عشر سنوات أو تزيد إشتريت مجموعة الأعمال الكاملة لجوتة - و هو أديب و فيلسوف ألماني - طبعة شعبية لدار نشر إنجليزية تسمى penguin سعر المجموعة بالكامل حوالي 35 دولار و الترجمة من الإلمانية للإنجليزية رائعة, نفس الدار تطبعها طبعة فاخرة بأكثر من 250 دولار الفارق الوحيد في نوع الورق و التجليد, و لكن النتيجة أنها أتاحت الكتاب للكل, بإختلاف المستويات و الدخول. فهل يوجد عندنا من يفعل ذلك. و عندي عشرات الأمثلة إن أردت.
أضف على ذلك المكتبات العامة عندهم تتيح الإستعارة بلا مدة قصوى, غاية ما في الأمر أنك ستدخل على موقع المكتبة و تمدد مدة الإستعارة, أو حتى عن طريق الهاتف, عندنا المستعير سارق حتى يثبت العكس, و لا يستثنى من ذلك إلا المكتبات التابعة للكنائس و مراكز التبشير.
أخي الفاضل القراءة ثقافة مجتمع و دولة ظُلم فيها عندنا القارئ, و على الرغم من ذلك, فتأمل بداية مهرجان القراءة عندنا و كيف كان الإقبال على القراءة - و ليس مجرد الشراء - مع رخص الأسعار و سهولة المادة - مع عدم رضائي عن المادة -, و تأمل حال المهرجان الآن مع إرتفاع الأسعار - أقصى سعر للكتاب كان 3 جنيهات أما الآن فالحد الأدنى 6 جنيهات - هذا مع ضعف التوزيع.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[26 - 08 - 09, 02:17 ص]ـ
وكيف حال متوسطي التعليم والذين يحملون شهادات عالية - البكالوريوس -والليسانس
هل يقرأ الطالب مذكرات أستاذه أم يقرأ ملخصا لها ليلة الامتحان؟
هل يقرأ الخريجون في مجال تخصصههم؟
كانت هناك تجربة في مصر وهي تجربة امتحان المعلمين فيما يسمى الكادر
وكانت هناك مفارقات محزنة فالمعلمون-معظمهم- أكدوا أنهم لم يتناولوا كتابا لقراءته منذ تخرجهم
القراءة كونها ثقافة كما تقول ليست متوفرة بالدرجة المطلوبة في عالمنا العربي.
فعندنا القراء أشبه ما تكون بالقراءة الوظيفية لغرض تعليمي أو غرض كسب العيش فقط
ألست معي في ذلك؟
¥