عمق الصحراء، ليقضوا نحبهم هناك تاركين أماكنهم للعرق الأفضل (الأوروبي) ... " إلخ كلامه.
وأنّى لسليم بهذه المصطلحات "الغايات المالتوسية" و"أطاريح ماكس نوردوا"؟!!
5 - ثُم جاء بكلام آخر للمدرسي الشيعيّ:
http://www.almodarresi.com/books/691/8r10mi6k.htm (http://www.almodarresi.com/books/691/8r10mi6k.htm)
قال المدرسيّ: "والمواجهة الحضارية تبرز من خلال مظاهر مختلفة، بيد أن نقطة واحدة تقرر مصيرها النهائي لصالح الأمة أو في صالح أعدائها، تلك هي جدارة (الفكرة الحضارية) بالبقاء. فبقدر ما تكون الفكرة مليئة بركائز التقدم والنصر، وبقدر ما تبعثه في الإنسان المتقمص لها من الإيمان والمعرفة، سيكون تقدم الأمة وانتصارها.
ولن تغني الفكرة الحضارية شيئاً لو لم تملك الأصالة والواقعية، ولم تكن قادرة على تحميل نفسها على كتف الحياة حتى تصنع رجالاً، وتصنع بهم بطولات وتصنع بها حضارة متفوقة. إذ بدون التفاعل بين الإنسان والفكرة كيف يتمكن الإنسان من تغيير واقع وبناء حياة! فهل تتقدم أمة تملك تراثاً ضخماً من الفكرة الحضارية لو لم تتحول فعلاً إلى عطاء وعمل؟ ومن هنا فإن الإسلام لن يغني الأمة شيئاً ما دام فكراً تاريخياً في ذهنية المسلمين، دون أن يتحول إلى مادة حضارية تتفاعل مع الإنسان في واقعه الخارجي. ولن يقع هذا التحول دون ظهور الإسلام على المسرح بكل قوة حتى يقوم بدوره كفكرة حضارية.
ذلك لأن الإسلام كدين، والإسلام كتاريخ يختلف كثيراً عن الإسلام كإيمان وعمل وبالتالي كفكرة حضارية. إذ الدين بمفهومه الشائع انتماء وطقوس، والتاريخ عبر وحكم. أما الإيمان، فهو أصالة وكينونة. أما الحضارة فهي حركة وحياة. وبين القسمين فاصل كبير. فالمسلمون، كانوا أمة، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، وكوّنوا حضارة لا مثيل لها؛ كل هذا تاريخ لا يمكن أن يحقق شيئا. ولنا أن نتساءل عن أنه هل عاد المسلمون أمة، وهل هم اليوم خير أمة، وهل أنهم بناة حضارة، بل هل هم حماة حضارة؟ وبكل أسف يجب أن نجيب كلا، إننا لم نعد أمة لأننا اليوم نفقد الوحدة والتعاون. ولم نعد خير أمة، لأننا لا نملك كفايتنا من العلم والإيمان. ولم نعد نبني ولا نحمي حضارة، لأننا وبكل أسف، نعاني نكبات سياسية وعسكرية، وتخلفاً اجتماعياً علمياً اقتصادياً. و .. و .. وبالتالي: إن إسلام أمس لا يغني عن إسلامنا اليوم.
والسؤال هنا كيف نحول أمسنا إلى اليوم؟ والجواب بسيط: لا بد من طي الفترة التي تفصل اليوم عن أمس ليتصل يومنا بيوم تقدمنا، ونبدأ منه المسير" انتهى كلام الشيعيّ.
وقد وردت هذه المقالة التي لفّقها وسرقها (سليم الهلالي) في (شبكة المنهاج الإسلامية) على شبكة الانترنت بعنوان: (المجتمع الإسلامي المعاصر والتحدي الحضاري - (1)) بقلم: (زياد أبو رجائي).
http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=%206744 (http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=%206744)
فإذا كانت هذه المحاضرة لسليم الهلالي، فلم يضعها أبو رجائي هذا باسمه؟!
ثانياً: قال سليم (ص15 - 27): "ذلك لأننا بحاجة إلى واقعين:
قاعدة بناء.
ومنطلق مسيرة.
هما في الواقع أصالة وتفتُّح، وبدون واحد منهما نخسر المعركة الحضارية.
والاستلهام من الدين الصحيح يشكّل القاعدة والمنطلق والأصالة، والتفتح على الحياة يشكّل المسير والتفاعل.
فنحن إذاً بحاجة إلى تأصل وتفتُّح، ولا بد أن نحققهما عبر ثلاثة مراحل:
1 - رحلة التأصيل، وفيها نحاول استيعاب الفكرة الحضارية التي تتمثل في الدين الإسلامي المصفى إيماناً وعلماً.
2 - مرحلة البعث، وفيها نشعر بالتخلف، ونستيقظ من سباتنا العميق، ونريد أن نحيا.
3 - مرحلة التفتح، وفيها نحاول الاستفادة من معطيات العلم الحديث الصالحة.
إن هذا هو الخط الواضح القويم الذي لا يمكننا أن ننجح دون الالتزام به، والوفاء بمتطلباته.
إن أسس الحل واحدة، وتتمثل في العودة الصحيحة إلى المنبع الصافي، بمراجعة الواقع الذاتي، ونبذ البدع والشوائب التي أصابت المسلمين بسبب جهلهم وقصورهم.
أو برفض الآخر الذي يعمل على غرس جرثومة الانحلال، والفتنة، والضعف، والتفكيك في الجسم الإسلامي.
أو محاولة التوفيق بين الواقع والآخر؛ وذلك بتعديل الآتي من الخارج، والتكيُّف معه، دون التخلي عن الأصول والثوابت.
¥