تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

امتن الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن شرح (1) له صدره (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (2) [سورة الشرح، الآية: 1]. ووصف أهل الجنة (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ) (3) [سورة الأعراف، الآية:43]. وأثنى على المؤمنين الذين يقولون في دعائهم: (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا) (4) [سورة الحشر، الآية: 10]. ووصف المؤمن والكافر في آية واحدة فقال: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) (5) [سورة الأنعام، الآية: 125].

إن تصفية القلوب من الأحقاد والحسد وسوء الظن من أعظم أسباب شرح الصدر، بل إن شرح الصدر وسلامة القلب مقترنان، وليس أقسى على المرء ولا أثقل من قلب مليء بالغل والهوى وسائر الأدناس، يقعده عن العمل ولا يهنأ بعيش، أما صاحب القلب السليم، والصدر المنشرح الحليم، فإنه يتجدد ويزداد نشاطا وإشراقا، وهكذا كان أبونا إبراهيم - عليه السلام – (إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (6) [سورة الصافات الآية: 84].

ومما يساهم في تصفية القلوب، وتنقيتها من الضغائن ما يلي:

أ- استمرار الصلة بين العاملين في حقل الدعوة إلى الله، وفتح باب المناقشة وتقريب وجهات النظر، لأن البعد جفاء، والخلاف شر.


(1) - وشرح الصدر حسا ومعنى حيث إن الشرح المعنوي أثر من الحسن.
(2) - سورة الشرح آية: 1.
(3) - سورة الأعراف آية: 43.
(4) - سورة الحشر آية: 10.
(5) - سورة الأنعام آية: 125.
(6) - سورة الصافات آية: 84.

ب- التماس الأعذار، وحمل الناس على أحسن المحامل، ودفع السيئة بالحسنة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (1) [سورة فصلت، الآية: 34]. والعفو زينة الرجال (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) (2) [سورة الشورى، الآية: 40].
جـ- المصارحة بين المسلم وإخوانه، وعدم الاستماع إلى الأقاويل والوشايات، والمبادرة إلى إزالة ما يقع، والتحقق مما تسمع، لأن التأخر والتسويف يزيد الأمر سوءا وفتورا.
د- تذكر دائما قصة الصحابي الذي شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وكان من صفاته: أنه ما بات ليلة وفي قلبه غل على مسلم.
ومن صفات المؤمنين أنهم يقولون: (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا) (3) [سورة الحشر، الآية: 10]. فكن منهم وفقك الله.
5 - طلب العلم والمواظبة على الدروس وحلق الذكر والمحاضرات
العلم نور يرفع صاحبه إلى الدرجات العلى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (4) [سورة المجادلة، الآية: 11]. والعلماء هم الذين يخشون الله لأنهم يعرفونه (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) (5) [سورة فاطر، الآية: 28]. وشتان بين عالم وجاهل: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (6) [سورة الزمر، الآية: 9].
إن العالم الرباني يزداد عطاؤه يوما بعد يوم، فعلى قدر زيادة علمه يزيد عمله، لأنه يزداد معرفة بالله وبحقه وما أعده للعاملين، ولذلك كان " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير