[رددنا لله مئة فعوضنا ألفا!!!]
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:32 ص]ـ
جاء في" معجم الأدباء "، و "وفيات الأعيان "، و" والوافي بالوفيات "، في ترجمة إمام العربية أبي عثمان المازني (بكر بن محمد بن عثمان) البصري النحوي الصرفي، الذي لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو منه، وهو أول من دون علم التصريف، وكان قبل ذلك مندرجا في علم النحو، المتوفى سنة 249 رحمه الله تعالى، مايلي:
" كان المازني في غاية الورع، وقصده يهوديٌّ ليقرأ عليه "كتاب سيبويه " وبذل له مئة دينار في تدريسه إياه فامتنع، فقال له المبرد –تلميذه -: جعلت فداك، أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة إضاقتك؟ فقال: إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاث مئة وكذا وكذا آية من كتاب الله عز وجل، ولست أرى أن أمكن منها ذميا، غيرة على كتاب الله وحمية له.
قال المبرد: فاتفق أن غنت جارية بحضرة – الخليفة – الواثق، بقول العرجي:
أظلوم إن مصابكم رجلاً ***** أهدى السلام تحية ظلم
فاختلف من في الحضرة في إعراب (رجلا)، فمنهم من نصبة وجعله اسم (إن)، ومنهم من رفعه على أنه خبرها، والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب، فأمر الواثق بإشخاصه – من البصرة إلى بغداد -.
قال أبو عثمان: فلما مثلت بين يديه، قال: ممن الرجل؟ قلت: من بني
مازن، فقال: أي الموازن؟ أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعه، أم مازن اليمن؟ قلت: من مازن ربيعة، فكلمني بكلام قومي، وقال: با اسبك لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما، فكرهت أن أجيبه على لغة قومي، كيلا أواجهه بالمكر، فقلت: بكر ياأمير المؤمنين ففطن لما صدقته، وأعجب به وضحك.
ثم قال: ماتقول في قول الشاعر: أظلوم إن مصابكم رجلا؟
أترفع رجلا أم تنصبه؟ فقلت: إن (مصابكم) مصدر بمعنى إصابتكم، فأخذ اليزيدي في
معارضتي، فقلت: هو بمنزلة قولك: إنَّ ضربك زيدا ظلم، فالرجل مفعول مصابكم، وهو منصوب به، والدليل عليه أن الكلام معلق إلى أن تقول: ظلم، فيتم، فاستحسنه الواثق.
وقال: هل لك من ولد؟ قلت: نعم ياأمير المؤمنين، بنية لا غير، قال: فما قالت لك حين ودعتها عند مسيرك؟ قلت: أنشدت قول الأعشى:
تقول ابنتي حين جد الرحيل***** أرانا سواء ومن قد يتم!
أبانا فلا رمت من عندنا ***** فإنا بخير إذا لم تَرِم
أرانا إذا أضمرتك البلاد***** نجفى وتقطع منا الرحم
فقال الواثق: كأني بك وقد قلت لها قول الأعشى أيضا:
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ***** يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ***** نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
فقلت: صدق يا أمير المؤمنين، قلت لها ذلك، وزودتها قول جرير لابنته:
ثقي بالله ليس له شريك ***** ومن عند الخليفة بالنجاح
فقال: ثق بالنجاح إن شاء الله تعالى، ثم أمر بألف دينار، وردني مكرما، قال المبرد: فلما عاد إلى البصرة قال لي: كيف رأيت يا أبا عباس – هذه كنية المبرد -، رددنا لله مئة فعَّوضنا ألفاً
قال ابن كثير: فعوضه الله عن المائة الدينار - لما تركها لله سبحانه ولم يمكن الذمي من قراءة الكتاب لاجل ما فيه من القرآن - ألف دينار عشرة أمثالها.
ـ[طالب شريف]ــــــــ[05 - 07 - 07, 09:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:33 م]ـ
جزيت خيرا على هذا النقل الطيب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - 07 - 07, 01:10 ص]ـ
وجزاكم وبارك فيكم