تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القسم الثاني: مَن مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للأدواء ونحوها فإذا قضيت حاجتك من مخالطة هذا الضرب بقيت مخالطتهم من:

القسم الثالث: وهم مَن مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ومع ذلك فلا بد من أن تخصر عليه الدين والدنيا أو أحدهما فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف.

ومنهم مَن مخالطته كوجع الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم.

ومنهم من مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس وإن سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض.

ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر!.

ورأيت يوما عند شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) قدس الله روحه رجلا من هذا الضرب والشيخ يحمله وقد ضعف القوى عن حمله فالتفت إلي وقال: مجالسة الثقيل حمى الربع، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة أو كما قال وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة.

ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.

القسم الرابع: من مخالطته الهلك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، فيجعلون البدعة سنة، والسنة بدعة، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا.

ـ[كاتب]ــــــــ[23 - 04 - 08, 09:30 م]ـ

ورأيت يوما عند شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) قدس الله روحه رجلا من هذا الضرب والشيخ يحمله وقد ضعف القوى عن حمله فالتفت إلي وقال: مجالسة الثقيل حمى الربع، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة أو كما قال وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة.

ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.

.

الرِّبْعُ في الحُمَّى: إِتيانُها في اليوم الرابع، وذلك أَن يُحَمَّ يوماً، ويُتْرَك يومين لا يُحَمّ، ويُحَمّ في اليوم الرابع وهي حُمَّى رِبْعٍ ..

ـ[كاتب]ــــــــ[23 - 04 - 08, 09:31 م]ـ

من " الأذكياء " لابن الجوزي:حدثنا جعفر الخلدي قال سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول:اعتللت بطرسوس علة الذرب فدخل على هؤلاء القراء يعودوني فجلسوا فأطالوا فآذاني جلوسهم .. ، ثم قالوا: إن رأيت أن تدعو الله!، فمددت يدي فقلت: اللهم علمنا أدب العيادة!!!.

ـ[كاتب]ــــــــ[23 - 04 - 08, 09:42 م]ـ

ومن " العقد الفريد " لابن عبد ربه الأندلسي:

الثقلاء

قالت عائشةُ أم المؤمنين رضي الله عنها: نزلتْ آيةٌ في الثُّقلاء: " فإذا طَعمتُمْ فِانْتَشرًوا ولا مًسْتَأْنِسِين لِحَديث ".

وقال الشعبي: مَن فاتَتْه رَكْعتا الفَجْر فَلْيلعن الثقلاء.

وقيل لجالينوس: بِمَ صار الرجلُ الثقيلُ أثقلَ من الْحِمْل الثقيل؟ فقال: لأنّ الرجلَ الثقيل إنما ثِقَلُه على القَلْب دون الجَوارح. والحِمْل الثَّقيل يَسْتَعِين فيه المرء بالجَوَارح.

وقال سَهْل بن هارون: من ثَقل عليك بنَفْسه، وغمك بسُؤاله، فأَعِرْه أُذناً صَمَّاء، وعيناً عمياء.

وكان أبو هُرَيرة إِذا استثَقل رجلاً، قال: اللهم اغْفِر له وأرِحْنا منه.

وكان الأعمشُ إِذا حَضر مَجلسه ثقيلٌ يقول:

فما الفِيلُ تَحْمِلُه مَيِّتاً ... بأثقلَ من بَعْض جُلاسِنَا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير