http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=17308
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:34 م]ـ
اللهم ثبت اخواننا في الصين على الحق يا رب العالمين، وانصرهم على عدوهم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 07 - 09, 09:05 م]ـ
أحداث الإيجور .. مدخل لاكتشاف "الصين المسلمة"
بدا للكثيرين أن الأحداث الأخيرة التي شهدها "إقليم شينغيانغ" الواقع غربي الصين ذو الأغلبية المسلمة مفاجأة من نوع مختلف، فهم لم يتوقعوا أن يكون هناك من يشاركهم الدين في ذلك الاتجاه من الدنيا، وهو ما يدلل على عمق حالة الجهل العربي والإسلامي بواقع الأقليات المسلمة في أنحاء العالم المترامي .. ذلك الجهل أو لنقل "حالة اللا معرفة" (بتعبير مهذب) هو نفسه ما يدعو بعمق لتحقيق تواصل حضاري وثقافي، تواصل يهدف إلى مد جسور مع من يتشابهون معنا بالدين وبالإنسانية أيضا، بهدف إعادة اكتشاف أنفسنا وامتدادنا وعمقنا ...
وفي هذا "الريبورتاج / الاستطلاع" المنقول عن مجلة "العربي الكويتية" - عدد سبتمبر 2008 - للزميل أشرف أبو اليزيد، نحاول أن نجول بكم في رحلة استكشافية مفصلة داخل هذا الإقليم، إنها جولة حية داخل بيوت وقلوب وعادات المسلمين في إقليم شينغيانغ، ولتكن أرواح المسلمين الذين سقطوا في أحداث الإيجور قبل أيام وصرخات السكان محاولة لاكتشاف مسلمي الإيجور ... فتفضلوا يرعاكم الله:
سواء كان شيخًا «أويغوريًا» يتجه لصلاة الظهر في جامع «عيد كاه»، بمدينة «قشغر»، شمال غرب الصين، أو كان شابًا «قرغيزيًا» يبني خيمته بين كفي جبل «موزتاج آتا» الذي غطت الثلوج قمته بمنطقة «شينج يانغ»، أو كان موسيقيًا «قازاقيًا» يعزف على قيثارة «الدو نغ بولا»، ذات الوترين، في قلب «بازار الأحد»، فإن ما يجمعُ بينهم دين واحدٌ هو الإسلام، يوحدهم مع أكثر من عشرين مليون آخرين، يمثلون عشر قوميات في أكبر بلدان العالم: الصين!
على خطى الإسلام
الزمان: الخامس والعشرون من أغسطس العام 651 الميلادي. المكان: الصين تحت حكم الإمبراطور تانغ قاو تسونج، سليل أسرة تانغ (التي حكمت بين عامي 618 و907م)، وتحديدًا في مدينة تشانغآن، عاصمة الصين في ذلك الزمان قبل أكثر من 13 قرنًا. الحدث: وصول مبعوث ثالث الخلفاء الرَّاشدين؛ عُثمان بن عفان للقاء الإمبراطور للتعريف بأحوال الخلافة الإسلامية، وعادات المسلمين. إنه الحدث الذي اعتبر - رسميًّا - تاريخ دخول الإسلام إلى الصين، وخلال 148 سنة لاحقة، سجّلت المصادر التاريخية أن العرب أوفدوا 39 مبعوثا إلى أسرة تانغ الملكية!
الزمان: صيف العام 2008، والمكان: الصين؛ الإمبراطورية لا تغيبُ عن منتجاتها الشمس، وتحديدًا في عهد سلالة الحزب الشيوعي للرئيس ماو، والحدث: وصول بعثة «العربي» إلى أكثر المناطق الصينية قربًا إلى ذلك الدين الحنيف في مهده، ولكنها أبعدها في الوقت نفسه جغرافيًا عن العاصمة بكين على تخوم الحدود الدولية مع كازخستان، وأوزبكستان، وباكستان (التي تصلها بقشغر طريق دولية)، وقيرغيزيا.
لرحلة بدأت من الكويت، ومنها إلى كراتشي (1949 كلم)، ثم بكين، وصولا إلى أورومجي، وأخيرًا قشغر (3861كلم). تساءلتُ وأنا أحسب مجموع المسافة (5810 كلم) كيف كانت قوافل طريق الحرير تصل على ظهور الجمال. نستعيدُ هنا مهد الرحلة مع مسلمين لايزالون يعيشون على الفطرة الأولى، بل ويكتبون لسانهم وأبجديتهم بحروف تشبه أبجديتنا العربية.
نحن على أول الطريق البرية التي تسميها المراجع بطريق الحرير، حيثُ نُسِجت علاقات الصين بجيرانها برًّا. كانت تلك الطريق تبدأ في تشانغآن، وتمر بآسيا الوسطى وأفغانستان وبلاد فارس حتى تصل إلى بلاد الشام بجزيرة العرب، قبل أن تصل إلى قلب أوربا. وقد مهَّد انتشار الإسلام في هذه البقاع إلى قدوم كثير من التجار المسلمين يحملون إلى الصين، إلى جانب البضائع، العقيدة الإسلامية والعادات الخاصة بها. يقال إن أكثر من 4000 أسرة من التجار الأجانب أقاموا في مدينة تشانغآن في عهد أسرة تانغ، كان معظمهم من بلاد فارس وبلدان العرب. وإلى جانب التبادل التجاري طلب حكام أسرة تانغ - أحيانا - مساعدات عسكرية من بلاد العرب لقمع الاضطرابات الداخلية، فجاء الجيش العربي إلى الصين عبر الطريق الحريرية أيضا، ومكث بعض هؤلاء الجنود المسلمين في الصين، فتركوا نسلهم حيث وصلنا.
¥