هناك فارق بين «أتراك» اليوم في تركيا المعاصرة، حفدة العثمانيين، و «تُرك» الأمس في شينج يانغ، رغم أن الأتراك يقولون بأن أصولهم بدأت هناك. الترك القدامى في شينج يانغ قبيلة عاشت تحت إمرة روان روان، أسست إمبراطورية بداية من منتصف القرن السادس الميلادي يتحدث أفرادها لغة واحدة، رغم الاختلافات الشكلية التي جعلتهم أقرب إلى المنغوليين شبهًا. في سنة 583 يثور الترك على إمرة روان روان وتنقسم إمبراطوريتهم إلى خانات شرقية وغربية، فيحكم الترك غربًا زنجاريا، ووادي فرغانة، وبقاعًا من أفغانستان، وشمال الهند، وحوض سلسلة جبال تاريم في الغرب، ويقيمون علاقات ديبلوماسية مع البيزنطيين، وتقوم بينهم وبين الساسانيين في فارس معارك، بينما بقي الجزء الشرقي من إمبراطورية الترك صينيا. على هاتين الصفحتين صورة بانورامية للمدينة القديمة في قشغر، وطريق يشقها يصل إلى المدينة الجديدة، وإلى اليسار صورة من ميدان الشعب لتمثال الرئيس ماو.
بيت وحصان ودراجة نارية
إذا كان الريفي يوفر لبناء بيت، والقرغيزي لشراء حصان، فإن المرأة منذ صباها تدخر لاقتناء دراجة نارية. إنهن يعتبرنها جزءًا مكملاً من أسلوب الحياة، يذهبن بها إلى الأعمال والأسواق والمدارس، ويبتكرن مهارات في قيادتها، وحماية الوجه والرأس والذراعين، سواء كن بمفردهن، أو صحبن أولادهن.
مدرسة أصبحت مستشفى
الى اليسار صورة لصبي يراجع صفحة اختبار بلغة أجداده بعد خروجه من الامتحانات الدراسية، حيث يبدأ تعليم اللغة الأويغورية من الصف الثالث، وتقدم عنها عوضا منذ الصف الأول اللغة الصينية، عكس ما كان متبعًا منذ زمن قريب، أما اللغة العربية فقد انحسرت تمامًا، بعد ما انحصرت في المعاهد الرسمية (العليا) التي تتبع بكين، وأغلقت مدارسها الأولية. وفي الصورة أعلاه مدرسة كانت للغة العربية أصبحت اليوم مستشفى!
تمثال محمود بن الحسين بن محمد قشغري، المولود في سنة 1005 ميلادية، في مدينة قشغر، أمام متحفه ومسجده وضريحه (الصورة أعلاه)، حيث يعد ذلك اللغوي أحد أعلام الإسلام والأدب في شينج يانغ. أبرز ما قدمه هو تحويل اللهجات التركية المتداولة إلى أول قاموس مكتوب للغات التركية، باسم ديوان لغات الترك (الذي يمسكه بيمينه)، وكان ذلك سنة 1072 ميلادية، وضم كتابه رباعيات شعرية، تقدم الأصول الأدبية للملاحم والأغاني، كما ضم كتابه أول خريطة للشعوب التركية القاطنة في شينج يانغ. وقد توفي في سنة 1102 ميلادية عن 97 عامًا، في مدينة أوبال الصغير حيث زرنا ضريحه ومتحفه والشجرة المائلة التي تستند إلى عصاه!
أحد أشهر الأضرحة في شينج يانغ، ويقع على بعد خمسة كيلومترات من قشغر، إلى الشمال الشرقي، ويسمى مجمع آباك خوجة، ويضم رفات 72 علمًا يمثلون خمسة أجيال من الحكام المسلمين لشينج يانغ. وقد بني حوالى العام 1640 ميلادي، وظل التجديد والترميم ينالانه حتى القرن العشرين، وقد استخدم جزء من المجمع مسجدًا، ويؤمه اليوم سياح وحجاج كثيرون.
مجمع أضرحة ملوك وملكات هوي المسلمين، في غرب مدينة هامي، البوابة الشرقية لشينج يانغ، وهو الضريح الذي شيد في سنة 1838 ميلادية، ويختلف تصميمه عن باقي المنشآت المعمارية الإسلامية في شينج يانغ، حيث يمزج بين ملامح العمارة الإسلامية، وتلك المستقاة من العمارة الصينية المحلية العتيقة، ويقع بجوار الضريح مسجدٌ يعد الأكبر في شينج يانغ من بين المساجد المقامة داخل مبنى، وقد زينت جدرانه بنقوش من الزهور والأعشاب والآيات القرآنية، وتزخرف الأسقف أزهار اللوتس.
بجانب الحروف العربية للغة الأويغورية التي تستخدم محليا، فإن هناك سماتٍ معمارية مشتركة بين المباني التجارية والعمارة الإسلامية في قشغر، أولها القبة، وثانيها الركن الأسطواني الذي يشبه المئذنة المجوفة عند أركان المباني، وثالثها السلم الخارجي الذي يصعد إلى طوابق عليا من خارج المبنى، ورابعها النوافذ المقوسة التي تتماهى مع كل هذه العناصر مع تصميم المساجد في شينج يانغ.
المرجع / إسلام اون لاين
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8902
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 07 - 09, 09:17 م]ـ
مكرر
ـ[رشيد السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:28 م]ـ
للرفع