تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الخضراء في السنوات الأخيرة الستائر البيضاء، رمزًا للحداثة من جانب الجيل الجديد من مسلمي الصين.

ويعلق المسلمون سجاجيد ذات ألوان زاهية، ومن لا يقدر على ثمنها يزين المصاطب بأشرطة قماش ملونة عليها رسوم لأشكال إسلامية تقليدية مثل الدائرة والمعين والأشكال المتعددة الزوايا، وفي وسط هذه الأشكال يوجد عادة رسم لزهرية جميلة فيها نباتات خضراء وثمار يانعة. كما تزين البيوت لوحات باللغتين العربية والصينية أو رسوم للأماكن الإسلامية المقدسة كبيت الله الحرام.

تجارٌ بلا حدود

عشر قوميات، وعشرون مليون نسمة، هذان هما الرقمان اللذان يصفان المسلمين بشكل عام، لكن هناك خصوصيات ربما تصف كل مسلم حين يتعلق الأمر بالاقتصاد، لأنهم يتفوقون في عدة مجالات أهمها التجارة، التي ورثوها عن الأسلاف الذين جابوا القارات والبلدان بحثا عن تسعة أعشار الرزق! وكثيرٌ من التجار يمثلون أسلاف هؤلاء الذين عركوا الحياة في قوافل طريق الحرير. وكانت تجارة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وعمل الخلفاء الراشدين بالتجارة دافعًا لعشق هذه المهنة المربحة للمسلمين في الصين.

ولا يمكن فهم ثقافة شينج يانغ ومجتمعها واقتصادها وحياتها ككل بمعزل عن جيرانها، لأنها أرض حدود جغرافية شتى. الباكستانيون التجار لم يأتوا بتجارتهم وحسب، بل بعاداتهم الإسلامية أيضا، وهم الذين قدموا الحجاب في أسواق قشغر، وهو الأمر الذي لم يلحظه رحالة القرن الثامن عشر إلى شينج يانغ، مثلما قدم الجيران الروس عادات وتقاليد أخرى، ليس كلها صالحًا. اتساع البرية في شينج يانغ جعل من المتاح شراء جلود الحيوانات وفراءها، وقرونها، مثلما أتاح شراءها محنطة! مع بضائع أخرى تحمل رائحة طريق الحرير.

وتقدم الأماكن الدينية حول المزارات الإسلامية فرصة للمسلمين لممارسة السياحة الدينية نشاطًا تجاريًا مربحًا، هكذا رأينا في القرى والمدارس والأضرحة.

في الثقافات التقليدية، والحضارات الموغلة في القدم، تجتاز القلادة حدود الإطار الجمالي، لتصبح رسالة إيروتيكية حسية، ولتنتقل بصاحبتها إلى إطار مجتمعي مغاير أو طبقة اجتماعية مختلفة، حيث تجسد القلادة حينئذ المكانة، والعنصر القبلي، والنسيج العائلي، وكذلك القيمة المادية، فضلا عن المعتقدات الدينية الأسطورية في حماية هذه القلائد للنساء من عيون الحاسدين، مثلما هي حماية لهن أيضا من الأرواح الشريرة. وفي الثقافات الشرقية العربية قد يبدو الذهب والفضة والمعادن من الخامات المألوفة، لكن قلائد القرغيزيات تقدم التنوع اللانهائي في الشكل والخامات والألوان، وبقدر ما نجد هذه القلائد جميلة، بقدر ما تحمله من ثراء غامر من المعاني. سنجد ثيمة زخرفية مشتركة أو موتيفة متكررة مع ابتكارها لصياغة تجمع بين أكثر من خامة معا، كالأصداف والخرز الزجاجي، وتستمد هذه الخامات نفاستها من ندرتها، حيث إنها تصنع من مادة قد لا تتوافر في المحيط القبلي، ولذلك فإن سفرها الطويل حتى تصل إلى صانعيها وتكون بأيدي صائغيها يجعلها بمنزلة ثروة. ويدخل أكثر من نوع واحد من الأحجار في صناعة هذه القلادة، الأمازونيت، والكوارتز، والحجر الطبيعي، والأحجار العتيقة وخرز الزجاج الملون، وبعضها يضيف الفضة، وفيها ـ كما هو واضح من الصور ـ بعض التأثيرات الصينية، حيث نرى صورة تنين على حجر شفاف، وغيرها من الأنماط المصنوعة من الفضة والزجاج الملون، التي تأثرت بتجارة درب الحرير لذا تتضح فيها تأثيرات كوزموبوليتانية كثيرة.

لحظة بناء الخيام القرغيزية، بجانب تجمع كبير من هؤلاء المسلمين الرحَّل. في زخارف السجاد بالخيام القرغيزية تتواتر موتيفات مصورة تختزل البيئة حول صانعي هذه الخيام، فنجد رموز الطيور كالبجع والصقور، أو أجنحتها، مثلما نجد توقيعات لصور الحيوانات كالماعز والوعول والذئاب أو أجزاء منها كالرؤوس والقرون، وربما ظلالها وهي تعدو، أو آثارها التي تركتها وراءها. الصورة لسيدة وابنتها تغطيان سياج الخيمة بالبسط، قبل أن تنقلا للداخل محتويات السكن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير