تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• وإذا ابتلي الإنسان بسفيه أو دنيء في مجلس أو منتدى فلا يجاره، لأن مجاراة السفيه تقود العاقل إلى مشابهته، والسفيه لا يريد من العاقل إلا ذلك، لأن السفيه يعلم أنَّه لا يملك إلا هذه الوسيلة للانتصار لنفسه، ولو كان يعرف طريقة غيرها لينتصر لنفسه أو لرأيه لسلكها كما يفعل العقلاء، فما أحسن ترك السفيه وسفاهته، وسأسوق هنا بعض الأبيات حول هذا المعنى.

• قال الإمام الشَّافعي رحمه الله

قَالُوا سَكَتَّ وَقَدْ خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ === إِنَّ الْجَوَابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتَاحُ

فَالصَّمْتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أَحْمَقٍ شَرَفٌ === أَيْضًا وَفِيهِ لِصَوْنِ الْعِرْضِ إِصْلاحُ

أَمَا تَرَى الأُسْدَ تُخْشَى وَهِيَ صَامِتَةٌ === وَالْكَلْبُ يَخْسَى لَعَمْرِي وَهُوَ نَبَّاحُ

• وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب " الحِلْمِ " قال حدثني عبد الرحمن بن صالح أنا محمد بن بشير قال أنشد رجل مسعر بن كدام

لاِ تُرْجِعَنَّ إِلَى السَّفِيْهِ خِطَابَهُ === إِلاَّ جَوَابَ تَحِيَّةٍ حيَّاكَهَا

فَمَتَى تُحَرِّكَهُ تُحَرِّكَ جِيْفَةً == تَزْدَادُ نَتْناً إِنْ أَرَدْتَ حِرَاكَهَا

• وقال أيضا أنشدني محمود الوراق

رَجَعْتُ عَلَى السَّفِيْهِ بِفَضْلِ حِلْمٍ = وَكَانَ الْفِعْلُ عَنْهُ لَهُ لِجَاما

وَظَنَّ بِيَ السَّفَاهَ فَلَمْ يَجِدْنِي ===== أُسَافِهُهُ وَقُلْتُ لَهُ سَلاَمَا

فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيْلاً ====== وَقَدْ كَسَبَ الْمَذَمَّةَ وَالْمَلامَا

وَفَضْلُ الْحِلْمِ أَبْلَغُ فِي سَفِيْهٍ === وَأَحْرَى أَنْ يَنَالَ بِهِ انْتِقَامَا

• وقال حدثني ابن أبي حاتم الأزدي نا عبد الله بن داود قال سمعت الأعمش يقول: السُّكُوْتُ جَوَابٌ.

• في لسان العرب: سَفِهَ علينا وسَفُهَ: جهل فهو سَفِيهٌ والجمع سُفَهاء وسِفَاهٌ، قال الله تعالى {كما آمنَ السُّفَهاء} أَي الجُهّال، والسفيه الجاهل، والأُنثى سفيهة والجمع سَفِيهات.

واشتقاق الكلمة له عدَّة معان تراجع في قواميس اللغة.

والسفاهة أي الجهل قد يكون جهلا بسيطا وقد يكون جهلا مركبا

فالجاهل البسيط: هو من تكلم فيما لا يحسن، وإذا نبه أو عُلِّم، شكر من علَّمه وعاد إلى الصواب

وأمَّا الجاهل المركَّب: الذي لا يعلم ويظن أنه يعلم فهو يتكلم ويجادل فيما لا يحسن ويصر على رأيه، فلا يرجع إلى رشده، ولا يعقل كلام من يناقشه، ويظن أنَّه الفاهم وغيره الجاهل، وأنه الذكي وغيره الغبي.

وهذا النوع هو الذي قصدته في كلامي.

لأن الجهل اليسير نقع فيه جميعا، لكنا نقبل كلام من يرشدنا ويصحح خطأنا إن كان أهلا لذلك، وهذه الحالة تكون غالبا في الشباب قبل نضجهم وكمال عقولهم، ولذلك قال الشَّاعر:

وإنَّ سَفَاه الشَّيْخِ لاَ حِلْمَ بَعْدَهُ === وَإِنَّ الْفَتَى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُم

وإنَّما استخدمت هذه اللفظة بدل لفظة الجاهل، لأن تأثيرها أقوى، ومدلولها أعمق.

• اللهم اهدنا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[29 - 07 - 09, 09:29 ص]ـ

بارك الله فيك شيخنا خالد وحمدلله على سلامتك ...

ولكن سلّمك الله شيخنا ... لوتكرّمت وذكرت لنا شيئا من صفاتهم ((الأحمق والسفيه وشاكلتهم)) .. لكي يعرف العاقل صفات القوم فيكون على حذر ...

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا انت واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها إلا أنت ...

سأنقلها للفائدة ... أرجوا الإذن منكم .. وفقكم الله ...

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 07 - 09, 10:29 م]ـ

وبارك فيك وسلَّمك من كل سوء ومكروه

ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 02:04 ص]ـ

جزاك الله خيرا

يا شيخ خالد بن عمر

هذه هي أخلاق الكبار

شيخنا الكريم هل تأذن لنا بنقلها

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[30 - 07 - 09, 03:34 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا على هذه الدُرر.

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:14 ص]ـ

وجزاكم خيرا وبارك فيكم

لم أضعها إلا لأستفيد منها، ثم يستفيد منها غيري إن رأها صالحة، سواء في الملتقى أو غيره

ولا مانع من نقلها أو غيرها إن رأى النَّاقل فائدتها

وفقكم الله

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[28 - 10 - 09, 02:22 م]ـ

جزاك الله خيراً .. لعل هذه الإضافة لها علاقة في الموضوع ..

قال أبو حاتم ابن حبّان كما في مختصر [روضة العقلاء ونزهة الفضلاء] الذي اختصره أسعد سالم ص91

من علامات الحمق: أي الأحمق, التي يجب على العاقل تَفَقّدُها ممن خفي عليه أمره:

سرعة الجواب, وترك التثبّت, والإفراط في الضحك, وكثرة الالتفات, والوقيعة في الأخيار والاختلاط بالأشرار, وإن من أعظم إمارات الحمق في الأحمق [لسانه] , فإنه ماخطر على قلبه نطق به لسانه.

والأحمق: إذا اعرضت عنه اغتم, وإن أقبلت عليه اغتر, وإن حَلُمت عنه جهل عليك. وإن جَهِلَت عليه حَلُم عنك, وإن أسأت إليه أحسن إليك, وإن أحسنت إليه أساء إليك, وإذا ظلمته انتصفت منه, ويظلمك إذا أنصفته ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير