تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من صنف كتاباً له في حال السفر، أو الغربة، أو البعد عن الكتب:

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 02:42 ص]ـ

من صنف كتاباً له في حال السفر، أوالغربة، أوالبعد عن الكتب:

منهم: الإمام العالم أبو بكر هو محمد بن أحمد بن سهل أبو بكر السرخسي، المتوفى سنة (490هـ) القاضي، من كبار الأحناف، مجتهد، متكلم، فقيه، أصولي.

أملى كتابه المبسوط والذي يقع في 15 مجلداً- أملى جزءاً كبيراً منه وهو في السجن حيث كان محبوساً في الجب بسبب كلمة حق نصح بها السلطان، وكان يملي من خاطره من غير مطالعة كتاب وهو سجين في الجب.

قال رحمه الله في مقدمة كتابه المبسوط (1/ 4): " فرأيت الصواب في تأليف شرح المختصر لا أزيد على المعنى المؤثرفي بيان كل مسئلة أكتفاء بما هو المعتمد في كل باب وقد انضم إلى ذلك سؤال بعض الخواص من أصحابي زمن حبسي، حين ساعدوني لأنسي، أن أملي عليه ذلك فأجبتهم إليه، وأسأل الله التوفيق والصواب، والعصمة من الخطأ وما يوجب العقاب، وأن يجعل ما نويت فيما أملي سبباً لخلاصي في الدنيا ونجاتي في الآخرة إنه قريب مجيب ".

وقال عند فراغه من شرح العبادات: … هذا آخر شرح العبادات بأوضح المعاني وأوجز العبارات … إملاء المحبوس عن الجمع والجماعات في محبس الأشرار.

وكان يجتمع تلامذته على أعلى الجب يكتبون، فلما وصل إلى باب الشرط، أطلق من الحبس، فخرج إلى فرغانة، فأكرمه الأمير حسن، فوصل إليه الطلبة، فأكمله.

فمن لديه إضافة فلا يبخل بها.

ومنهم: الإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، ولد سنة (581) هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة (656) هـ.

ألف كتابه " الترغيب والترهيب " إملائاً بعيداً عن وطنه، وغيبة كتبه.

قال ـ رحمه الله ـ في آخر كتابه الترغيب والترهيب:

" وقد تم ما أرادنا الله به من هذا الإملاء المبارك، ونستغفر الله سبحانه مما زل به اللسان، أو داخله ذهول، أو غلب عليه نسيان؛ فإن كل مصنف ـ مع التؤدة والتأني وإمعان النظر، وطول التفكر ـ قلَّ أن ينفك عن شيء من ذلك، فكيف بالمملي مع ضيق وقته، وترادف همومه، واشتغال باله، وغربة وطنه، وغيبة كتبه ". أهـ

وكثيراً ما كان يعتذر ـ رحمه الله ـ من عدم الاستيعاب، والكلام عن تساهل أبي داود في السكوت عن تضعيفه، أو الترمذي في تحسينه، أو ابن حبان والحاكم في تصحيحه؛ بغلبت الذهول عليه حال الإملاء أو نسيان. كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه الترغيب والترهيب.

ومنهم: شيخ الإسلام أبوالعباس أحمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني، ثم الدمشقي، ولد سنة (661) هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة (728) هـ.

قال الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب المدخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية (ص 56): ". . كان يملي أكثر تصانيفه من حفظه، ويؤلف الكتاب في قعدة واحدة، أو في ليلة واحدة، وكثير منها صنفه في الحبس وليس عنده ما يحتاجه إليه من الكتب، فإنه ـ رحمه الله تعالى ـ يحيط خبراً بكتب أهل العلم إحاطة عظيمة ".

قال ابن عبد الهادي في القعود الدرية ص (47): " قال الشيخ أبو عبد الله ... وقد من الله عليه بسرعة الكتابة ويكتب من حفظه من غير نقل ".

وذكر شيخ الإسلام في الفتاوى (3/ 194): " أنه كتب " العقيدة الواسطية " وهو قاعد بعد العصر.

وذكر في الفتاوى أيضاً (28/ 244): أنه كتب " السياسة الشرعية " في ليلة واحدة ".

وذكر ابن عبد الهادي في القعود الدرية ص (49): أنه أملى " الحموية " بين الظهرين سنة (698) أي وعمره سبع وثلاثون سنة.

ومن الكتب التي ألفها ـ رحمه الله ـ في السجن:

ـ الرد على البكري، في الاستغاثة.

ـ الرد على الإخنائي.

ـ تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء.

فكتاب " الرد على الإخنائي "، " تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء " ألفهما ـ رحمه الله ـ في السَّجنة السابعة بسبب " مسألة الزيارة " وهي الأخيرة وفيها خاتمة حياته المباركة بدمشق دخل السجن يوم الإثنين 6 شعبان 726 هـ، وتوفي ليلة الإثنين 20 ذي القعدة 728 هـ ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.

انظر تفصيل سجناته ـ رحمه الله ـ في في كتاب " المدخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية " للشيخ العلامة بكر أبو زيد (من ص 32، وحتى ص 37).

ومنهم: الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي المعروف بـ (ابن القيم الجوزية)، ولد سنة (691) هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة (751) هـ

ألف كتابة المشهور " زاد المعاد في هدي خير العباد " في حال السفر والبعد عن الكتب.

قال الشيخ شعيب، وعبد القادر الأرنؤوط ـ رحمه الله ـ في مقدمة التحقيق لكتاب " زاد المعاد ": " ومما يثير الدهشة أن المؤلف ـ رحمه الله ـ قد ألف كتابه هذا في حال السفر، ولم تكن في حَوزته المصادر التي ينقل منها ما يحتاج إليها من أخبار وآثار تتعلق بموضوع الكتاب؛ مع ما ضمنه معظم الأحاديث النبوية القولية منها والفعلية المتعلقة به ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما هو منثور في الصحاح، والسنن، والمسانيد، والمعاجم، والسير، وأثبت كل حديث في الموضوع الذي يخصه مما يشهد بسعة اطلاعه، وجودة حفظه، وسرعة بديهيه، وربما تزول الدهشة إذا صح ما ترامى إلينا من أن هذا الإمام كان يستظهر " مسند الإمام أحمد بن حنبل " الذي يضم أكثر من ثلاثين ألف حديث من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ".

ومنهم: الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ولد سنة (773) هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة (852) هـ

قال الكشميري في (فيض الباري شرح صحيح البخاري 3/ 228):

ثم إن الشيخ ابن الهُمَام ... صنَّفَ في سفر الحج رسالةً في أحكام الصلاة سَمَّاها «زاد الفقير» وهي رسالة جيدة في أحكام الصلاة. ولعله قد كان بلغه أنَّ الحافظ أيضًا صنف رسالة في سفره، سماها «نُخْبَة الفِكَر».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير