تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنشأ المأمون هذا المرصد في حي الشماسية بالقرب من بغداد ليكون تابعا لبيت الحكمة. وكان يعمل فيه الفلكيون الذين يستعين بهم الحاكم في استطلاع الظروف المواتية للحرب، وعلماء الحيل الذين يعدون آلات هندسية وما إلى ذلك، وكان بيت الحكمة يتردد عليه أفاضل العلماء أمثال محمد بن موسى الخوارزمي أحد فلكي المأمون، ويحيى بن أبي منصور المولى الراصد المشهور، وأبناء موسى بن شاكر الثلاثة الذين كانوا يتدربون على أعمال التنجيم تحت إشراف يحيى بن منصور، ومن خلال هذا الفريق طلب المأمون التأكد من محيط الأرض بعد أن بلغه أن اليونان قد قدروا محيطه، وقد خرجت بعثة لصحراء سنجار لأداء هذه المهمة.

المدرسة

قرب الخلفاء الذين جاءوا من بعد الرشيد العلماء الذين اشتهروا في عصرهم وأقاموا على تعليم أبنائهم وتأديبهم فأجزلوا لهم العطاء ومن أمثال هؤلاء: الكس ائي علي بن حمزة، وأبو زكريا يحيى بن زياد الذي حظي عند المأمون وعهد إليه بتعليم ابنيه النحو وله مؤلفات في النحو واللغة وابن السكيت وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق وكان يؤدب ولد جعفر المتوكل. وارتفعت ثقافة بعض العلماء وتنوعت، فسجلت أسماؤهم مع الفقهاء ومع العلماء وكان البعض يأخذ أرزاقا في هذه الطوائف كلها، كالزجاج الذي كان له رزق في الفقهاء، وفي العلماء، ومبلغ ذلك (200) دينار كل شهر. وقد أجرى الحاكم المقتدر على ابن دريد خمسين دينارا في كل شهر حينما قدم بغداد فقيرا.

وعندما أنشئت المدارس وعين المدرسون بها أصبح لهم مرتبات شهرية منتظمة من الخزانة العامة أو من إيراد الأوقاف التي كانت عادة تعين لينفق من ريعها على هذه المنشآت، وقد كانت هذه المرتبات تختلف باختلاف مكانة المدرس وريع الوقف، ولكنها كانت على العموم أميل إلى الجود والسخاء.

وكان يعقد مجلسا للنظر ويجري فيه من كل نوع من العلوم القديمة بأحسن عبارة، وكان يجتمع إليه تلاميذ كثيرون يأخذون عنه ويدرس عليه بعضهم ما يرغب فيه من العلوم.

وكان التلاميذ يتلقون العلم بالمجان كما كانوا يحصلون على الطعام والعناية الطبية ويتناول كل منهم دينارا من الذهب كل لمصروفاته الأخرى، وقد حظي بيت الحكمة في عهدي الرشيد والمأمون بجعله دار إقامة للطلاب والأساتذة على حد سواء.

أما عن المنهج المتبع في الدراسة في بيت الحكمة فكان يتم من خلال نظامين: نظام المحاضرات، ونظام الحوار والمناظرة والمناقشة. وكان المدرس يحاضر في بعض العلوم العالية في قاعات كبيرة، يساعده المعيد فيجتمع بفئة من الطلاب ويشرح لهم ما استغلق من المحاضرة ويناقشهم في مادتها والأستاذ أو الشيخ هو المرجع الأخير في موضوعه، وكان الطلاب ينتقلون من حلقة إلى أخرى يعالجون في كل منها فرعا من فروع العلم.

وكان التدريس يشمل من العلوم الفلسفة والفلك والطب والرياضيات واللغات المختلفة كاليونانية والفارسية والهندية إلى جانب اللغة العربية. وعندما ينهي خريج بيت الحكمة دراسة علم من العلوم يمنحه أستاذه إجازة تشهد بأنه قد أتقن ذلك العلم، فإذا كان من الممتازين نصت الشهادة على أنه قد أجيز له تدريسه، فكان حق منح الشهادة للأستاذ. وكان طريقة المنح أن يكتب الأستاذ للخريج إجازة يذكر فيها اسم الطالب وشيخه ومذهبه الفقهي وتاريخ الإجازة.

إدارة بيت الحكمة

تعاقب على إدارة بيت الحكمة في بغداد عدد من المديرين العلماء، وكان يطلق على المدير لقب "صاحب" فكان مدير بيت الحكمة يسمى صاحب بيت الحكمة، وأول مدير لبيت الحكمة هو سهل بن هارون الفارسي من أئمة المتكلمين، وقد ولاه هارون الرشيد القيام بخزانة كتب الحكمة، وكان ينقل من الفارسي إلى العربي ما يجده من الحكمة الفارسية، وحين تولى المأمون الخلافة عينه مديرا لبيت الحكمة، وكان يعاونه في هذا المنصب شخص آخر هو سعيد بن هارون الملقب بابن هريم، وكان ممن تولى إدارة بيت الحكمة أيضا أحمد بن محمد، والحسن بن مرار الضبي.

http://rowad.al-islam.com/rowad/?ac...ng=ar&from=tree

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير