[نبذة تاريخية عن جامعة القرويين و مكتبتها]
ـ[بن خميس]ــــــــ[26 - 01 - 05, 07:13 ص]ـ
[نبذة تاريخية عن جامعة القرويين و مكتبتها]
جامعة القرويين
تقع جامعة القرويين في القطاع الغربي من مدينة فاس بالمغرب. والجامعة كانت في الأصل جامعا صغيرا أول من أسسه إدريس الثاني من حكام دولة الأدارسة، وكان يسمي جامع الشرفاء. وظل الحال هكذا حتى اتسعت العمارة في فاس وساد الرخاء المغرب.
نبذة تاريخية
صادف في ذلك الوقت أن مهاجرا من عرب الحجاز يسمى محمد بن عبد الله الفهري كان قد سكن القيروان وكسب مالا عريضا، فلما توفي ورث ماله ابنتاه فاطمة ومريم، وشاءتا إنفاق جزء كبير من المال في أعمال الخير، فأنفقتاه في تجديد بناء الجامع وتوسعته عام 245هـ / 859 م. فتضاعف حجمه، ووسع صحنه، وأنشئ للجامع محراب ومنبر جديدان، وبنيت المئذنة. ثم لما كان عهد الزناتيين، وازداد سكان مدينة فاس، زاد عليه الأمير الزناتي عام 322هـ / 934 م. زيادات كبيرة من جهاته الثلاث الشرقية والغربية والشمالية، وأدخلت عليه بعض الإصلاحات.
فلما جاء المرابطون أولوا الجامع عناية كبيرة، فزاد فيه الأمير علي بن يوسف المرابطي زيادة كبيرة، وأعاد بناء أبواب الجامع، كما وضعت القباب الصغيرة المزخرفة في سقف رواق المحراب. ثم كان عهد بني مرين وأقام الأمير يعقوب يوسف بن عبد الحق المريني بتبييض المئذنة وكسوتها بالجص والقاشاني وتدعيم وصلات أحجارها وصقلها حتى أصبحت كالمرآة.
أهداف الجامعة
كان الهدف الديني هو الهدف الرئيسي من الدراسة بجامع القرويين عند إنشائه، ولكن مع اتساع العمران بالمغرب وكثرة الوافدين إليها، تطورت الدراسة وتحول الجامع إلى جامعة وشملت علوما أخرى تهدف إلى أغراض سياسية واقتصادية واجتماعية، فكانت هناك دراسة الفلسفة والطب والصيدلة والطبيعة والفلك والهندسة. كما حظيت الموسيقى باهتمام علماء القرويين، فاحتلت مركزا بين موادها، وكانت يتم تناولها من قبل علماء مشهورين كتناولهم لعلوم النحو والأدب.
طلبة القرويين
تميزت جامعة القرويين منذ نشأتها بشروط وضعتها لالتحاق الطلبة بها، فكان يجب على الطالب أن ينهي دراسته بأحد الكتاتيب حتى يلم بمبادئ الدين وقواعد اللغة العربية، ثم يستظهر القرآن الكريم ويتعلم مبادئ العلوم العامة حتى يتمكن من الالتحاق بالجامعة. وكان الطلاب يسكنون في مبان ملحقة بجامع القرويين، وكل مبنى من هذه المب اني يتسع لعدد من الطلبة يتراوح ما بين ستين ومائة وخمسين طالبا، ويزود الطالب يوميا بوجبة من الخبز وبمياه الشرب، ويشاركه في غرفته طالب أو أكثر من زملائه.
وكان من تقاليد الجامعة عادة تنصيب سلطان للطلبة ربيع كل عام، فيمتطي فيه الجواد الأميري وترفع فوق رأسه مظلة السلاطين، ويأمر بتأليف حكومة له من بين زملائه، ويزوره عاهل البلاد في يوم مشهود من أيام سلطنته التي تدوم زهاء الأسبوع. وفي خلال أسبوع هذه السلطنة ينصرف الطلاب إلى المرح واللهو، ويعيشون حياة بعيدة عن الجامعة، فيها متعة النفس وصفاء الحديث، وكان يشاركهم في هذا أحيانا أساتذتهم من الجامعة.
كما كان هنالك احتفالات جامعية يساهم فيها جميع الطلبة الفاسيون وغيرهم على السوء فإذا ختم أحد الأساتذة شرح مختصر خليل كان الطلبة يرفعونه على أكتافهم ويحملونه بانتصار إلى القاعة الكبرى حيث يهنئه الناس.
أساتذة القرويين
عرفت جامعة القرويين حلقات العلم منذ أيامها الأولى، حيث كان يتحلق الطلاب حول العلماء والفقهاء يتلقون منهم ما يملون عليهم. ومنذ عام 651هـ / 1253 م. أخذت الجامعة بنظام الكراسي العلمية، فأنشأ أول كرسي للأستاذية لدروس التفسير، ثم توالى إنشاء الكراسي العلمية منذ ذلك الوقت، وخصص كل منها لمادة من مواد الدراسة، فكان هناك كرسي للفقه وآخر للحديث وثالث للنحو. وقد بلغ عدد الكراسي العلمية مع بداية القرن العاشر الهجري ثمانية عشر كرسيا. ومن العلماء المشهورين في عصرهم ممن شغلوا هذه الكراسي كان المقري، وابن الفحام، وابن الصفار، والتلمساني، وابن الإمام وغيرهم. وكانت هذه الكراسي لا يحصل عليها من العلماء إلا من نال شهادة العديد من العلماء وإبلاغ السلطان به وموافقته عليه، ومنذئذ يصبح صاحب الكرسي من جملة الهيئة التعليمية للجامعة التي كانت منقسمة إلى خمس طبقات ترتيبية، وللانتقال من
¥