تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما هو مصطلح " المخطوطة العربية "، وماهي أركانها الأربعة؟؟؟]

ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:15 م]ـ

هذا الموضوع كان في حلقة الأسبوع الماضي لبرنامج " عالم المخطوطات " في قناة المجد العلمية، فيقول مقدم البرنامج:

" نحن نعلم أن العرب في جزيرتهم حين ظهور الإسلام، كانت معارفهم محدودة، وكانت الأمِّيَّة فاشيةً ومنتشرة، وقد وصل إلينا نُصوص تدل على ذلك، ففي كتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه الإندلسي، وهو كتب مشهور ومعروف، هذا الكتاب جاء بنص فيه أن عدد الذين يعرفون في مكة المكرمة من الكتابة وشيء من الحساب هم نفر قليل .. " فإذا كان بمكة المكرمة هذا النفر القليل فكيف بالمدن الأخرى؟؟! .. واستمرت الثقافة تتسع قليلا قليلا .. حتى وصلنا إلى العهد الأموي فابتدأ التأليف يظهر!، وما إن جاء العهد العباسي إلا وأصبح هناك مراكزَ علمٍ وجامعات ومدارس وحلقات علمية في المساجد وانتشر التعليم بكثافة شديدة، وما إن جئنا إلى الخليفة المأمون في العهد العباسي إلا وأنشأ مركزا علمياًّ ضخما سُمي: (بيت الحكمة)، هذا البيت احتوى على مكتبة كبيرة مزودة بالمصادر والمراجع للباحثين وكذلك بُني في هذا البيت مرصداً فلكياً ضخماً، وابتدأت الترجمة من أهل الحضارات السابقة، فترجم العرب والمسلمون آنذاك من الهنود ومن الفرس ومن الإغريق وهم أصحاب حضارة وتقدمٍ علمي سالف، لم يتحرج المسلمون من هذه الترجمة وقد ترجموا عمن ليسوا أهل دين أو أهل ذمة وإنما كانوا على الوثنية، طالما أن هذه التراجم العلوم لم تمس عقيدتهم أباحوها إباحةً تامة .. !! ..

في هذا العهد المأموني بدأ ينتشر مهنة أوحرفة جديدة وهي: (حِرفة الوراقة)، والوراقة: مأخوذة من كلمة ورق، يعني (دار نشر)، فدكاكين الوراقين كانوا يعتنون بمهمة الإتيان بالورق والنسخ، ثم تصحيح مانسخوه ثم التجليد فيخرجوا مخطوطة عربية بخط عربي واضح وجميل ومجلدة، فيُصبح كتاباً ليُباع.

وهكذا انتشرت هذه المهنة في العصر العباسي في بغداد ثم غيرها من المدن الأخرى ..

وقد استفاد من هذه الدكاكاين الوراقة كثير من العلماء .. فكانوا يترددون على هذه الدكاكاين ليعرفوا أي الكتب قد صدرت أو جُلدت ليشتروها ..

ومن لايستطيع أن يشتري هذه المخطوطات كان يستأذن الوراقين ليبيت في دكاكينهم ليقرأ ماهو جاهزٌ فيها من الكتب، وفي الصباح يعود إلى بيته وقد امتلأ علماً كثيرا كما كان يفعل ذلك الجاحظ.

* الصفة المادية لهذه المخطوطة وهي تتكون من أربعة أركان، الورق، والقلم، والحبر، ثم التجليد.

فأما الورق: فقد ابتدأ بالورق البَرْدِي الذي كان يُصنع في مصر، من لُباب نبات البردي الموجود في مستنقعات التلتة وعلى ضفاف النيل، ثم عَرف العرب الأديم أو الجلد، وأجود هذه الجلود للكتابة: كانت جلود الغزلان والضأن لرقتها ومَلْمَسها، ولكنها كانت غالية الثمن، لها إيجابية بإنها سهلة الكتابة عليها، وواضحة تماماً.

ويعيش الجلد مدةً أطول من ورق البَرْدي والورق العادي الذي سنتكلم عنه.

في العصر العباسي عرف العرب أيضا الورق، والذي صنعه واخترعه: الصينيون في بلادهم، عرفه العرب من مدينة سمرقند التي في خراسان، كان هناك عمال صينيون يعرفون هذه الصناعة، فيستورده العباسيون من سمرقند إلى بغداد ويستعملونه في الكتابة، وهو أرخص من الجلد، ثم صُنع في بغداد معملاً لصناعة الورق، أُتي من سمرقند بعمال صينين ليصنعوا الورق في بغداد نفسها، ثم انتشرت معامل صناعة الورق في العالم العربي والإسلامي، فكان هناك معمل مشهور في طرابلس في لبنان الآن، ومعمل في مدينة طبرية في فلسطين الآن، ثم انتشر بعد ذلك في مصر وشمال أفريقيا وانتقل الورق إلى الأندلس أو إسبانيا الإسلامية، وعرفه الأوربيون من العرب في الأندلس.

وأما الحبر: فقد صنع المسلمون الحبر من بِرادة الحديد ومادة الزاج، ثم الماء الصافي العَذب والصمغ العربي، كان ثابتاً وهذا الذي خدم المخطوطات العربية أن تصل إلينا غير باهتة ولونها غير متغير إلى البني مثلاً، إنما هو سوادٌ حالق شديد واضح.

وصنع العرب والمسلمون أيضاً: الأقلام من الغاب أوالبوص وكان لكل برية أو قَطَّةٍ نوع معين ليكتب به خطاًّ معيناً، والخط الكوفي هو أساس الخط العربي، ثم تنوع عنه أنواع كثيرة، منها: خط النسخ الذي كُتبت به المصاحف الشريفة، لوضوحه وجماله.

وأما التجليد: فكان أول ما ظهر عند أقباط مصر، ثم تعلموه في بغداد والعالم العربي والإسلامي، وكان الغلاف أوّلاً من الجلد قطعةً واحدة، وله مانُسميه بـ (لسان، -ذو أشكال مخمسة ليقفل فتحة الكتاب من جهة الشمال -) ثم يُعمل أيضاً غلاف لهذا الكتاب من الجلد أيضاً ومُبطّن بالحرير.

ثم عملوا شيئاً جديداً بدل ترقيم الأوراق، وهو مايُسمى: بالتعقيبة، والتعقيبة يعني: أن يكتب في آخر سطر من الصفحة اليمين كلمةٌ هي أول كلمة موجود في الصفحة الشمال، ليعرف تسلسل الأوارق، لأن الناسخ يكتب على ورق متناثر، ويجمعها التجليد، فحتى لايضطرب الناسخ أو القارئ ويكشف عن هذا النقص، لابد من مقارنة هذه الكلمة بما يليها في الصفحة في الشمال.

* الزخارف والتلوين في المخطوطات يكون من: النباتات والزهور والطيور والحيوانات أحياناً ".

هذا مانقلته إليكم من برنامج " عالم المخطوطات " مع بعض التغيير، أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير