تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المَخطُوطَات في سلطنة عمان

ـ[محب المخطوطات]ــــــــ[27 - 11 - 04, 02:08 ص]ـ

المَخطُوطَات في سلطنة عمان

عملت المخطوطات بمختلف أنواعها وعلى امتداد الحقب التاريخية المتعاقبة على حفظ تاريخ الأمم وإنجازاتها وما توصلت إليه في مختلف ضروب المعرفة وذلك من خلال التدوين والتوثيق حسب الإمكانات المتاحة في الزمن السالف.

وقد قامت المخطوطات والتي تعرف ببساطة بأنها ما تم كتابته بخط اليد في الأزمنة القديمة بمهمة حفظ المعرفة العامة في العلوم المختلفة خاصة فيما يتعلق بالتاريخ وسرد الأحداث المتعلقة بتطور الدول ومنجزاتها حتى تتمكن الشعوب اللاحقة من قراءة سمات وملامح الفترات التي سبقتها.

وانطلاقا من إيمان حكومة سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد بأهمية حفظ التراث وضرورة المحافظة عليه من التلف والضياع أولت هذا الجانب جل عنايتها خاصة وأن التراث والتاريخ العماني موغل في العراقة والإنجاز في كافة حقول المعرفة الإنسانية.

ومنذ البداية قامت الحكومة بجمع المخطوطات العمانية وتصنيفها وفهرستها وتحقيقها وطباعتها ونشرها كما تم إنشاء دائرة تُعنى بذلك تحت مسمى المخطوطات والوثائق وذلك بموجب المرسوم السلطاني 12/ 76 الصادر في أبريل.1976

فيما تطرق المرسوم السلطان السامي اللاحق رقم 70/ 77 الصادر في 27 أكتوبر 1977 والخاص بقانون المخطوطات إلى موضوع حماية المخطوطات والحفاظ عليها من التلف والضياع والانتفاع منها والتعريف بها والتوعية بشأن الحفاظ عليها من أجل إحياء التراث الفكري العماني.

وقد شرعت وزارة التراث القومي و الثقافة بعد صدور المرسوم السلطاني في جمع المخطوطات العمانية من مختلف مناطق السلطنة وشكلت لجنة مختصة لتعويض الأهالي عن قيمة تلك المخطوطات حيث سارع البعض بتقديم مخطوطاتهم كهدايا والبعض قدمها مقابل حصولهم على نسخ مطبوعة وآخرون من أجل حصول الوزارة على نسخة من مخطوطاتهم عند رغبتها في تحقيق أو طباعة أو نشر أي مخطوط.

ويقول مدير عام التراث بوزارة التراث القومي والثقافة محمد بن سعيد الوهيبي إن عدد المخطوطات الموجودة في سلطنة عمان تقدر بحوالي 30 ألف مخطوطة توجد في المكتبات العامة والخاصة المنتشرة في أنحاء البلاد.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن أكبر مجموعة من المخطوطات هي الموجودة بدائرة المخطوطات والوثائق بالوزارة إذ يبلغ عددها 4300 مخطوطة وهي أهم مجموعة وأندرها على وجه الإطلاق من حيث قيمتها الحضارية لقدمها وما تحتويه من فنون الخط والزخارف الفنية الرائعة كما أن بعضها مكتوبة بخط مؤلفيها أو أحد تلامذتهم من هنا تأتي أهميتها العلمية وندرتها من بين المجموعات الأخرى.

وأشار محمد الوهيبي إلى أن الموضوعات التي تطرقت إليها تلك المخطوطات الموجودة لدى وزارة التراث القومي والثقافة إلى جانب مصاحف القرآن الكريم المكتوب بعضها بماء الذهب ومزينة بزخارف فنية نادرة هناك أيضا مخطوطات في التفسير والحديث والفقه والأدب والتاريخ والطب والكيمياء وعلم الفلك والبحار ونظام الري بالافلاج إضافة إلى وجود نسخ من الوثائق الخاصة بالسلطنة والتي تمكنت وزارة التراث القومي والثقافة من الحصول عليها من دور الوثائق العالمية.

وأوضح مدير عام التراث بوزارة التراث القومي والثقافة أن أقدم مخطوطة توجد بدار المخطوطات والوثائق هي «مخطوطة الجمع بين الصحيحين» لأبي عبدالله محمد بن أبي نصر الحميدي عام 617 في الحديث الشريف لصحيحي مسلم والبخاري.

وقال إن الورق المستخدم في كتابة المخطوطات مستخلص من الأشجار أما الحبر الذي يكتب به المخطوط فهو مستخرج من الفحم أو من الحبار وهو نوع من الرخويات البحرية بعد أن يتم مزجه بمواد طبيعية أخرى لجعله صالحا للكتابة لا تمحوه السنون في حين كانت بعض النباتات تستخدم كأقلام في الكتابة.

وأضاف أن هناك العديد من المدن العمانية التي اشتهرت قديما وحديثا بكتابة المخطوطات مثل نزوى والرستاق ونحل كما برز العديد من الخطاطين العمانيين المبدعين في حرف الخط العربي ويشهد بذلك ما هو موجود في المخطوطات ولم تكن شهرة هؤلاء تنحصر في كتابة المخطوطات وحدها ولكن أيضا في كتابة الوثائق الشرعية والرسمية والمتوفرة بوزارة التراث القومي والثقافة آلاف من هذه الوثائق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير