نُبذة عن بَعض خَصَائص ’’ المخطوطات ‘‘
ـ[بن خميس]ــــــــ[27 - 01 - 05, 05:59 م]ـ
نُبذة عن بعض خصائص ’’ المخطوطات ‘‘
أصبحت المخطوطة أشهر مواد الكتابة خلال أوائل العصور الوسطى في أوروبا، حيث حلت محل ورق البردي حتى اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر، الأمر الذي خلق حاجةً ملحةً إلى مواد أرخص وأكثر ليونةً.
وتصنع المخطوطات من جلد الأغنام والماعز، وهى أكثر قوةً وتحملاً من ورق البردي بدرجة ملحوظة. (يستخدم مصطلح ’’جلد الكتابة ‘‘ في بعض الأحيان دون تمييز، فجلد الكتابة يشير تحديداً إلى جلد العجول، وكان يتستخدم أساساً كمواد تجليد).
وتخضع جلود الأغنام أو الماعز لعملية معالجة تستغرق وقتاً طويلاً. ويتم إزالة بقايا الشعر واللحم باستخدام محلول الليمون (يعمل كمادة قلوية قوية)، ثم يُبسط الجلد على إطار حيث يكون مشقوقا وُرطَّبا، ثم يُبسط مرةً أخرى إلى أن تصطف الألياف إلى جانب بعضها البعض.
والاختلاف الأساسي بين الجلد والمخطوطات هو أنه عند إنتاج الجلود يتم تصميم جميع العمليات لإنتاج جلد لين تنزلق فيه الحزم فوق بعضها البعض بشكل مرن. أما عند إنتاج المخطوطات، فتُبسط الألياف بحيث تتوازى تقريباً لتكون صحيفةً قوية صلبة. وتتميز المخطوطات بالثبات الشديد وطول العمر إذا تم حفظها في وسط جاف مستقر.
وكانت لفائف المخطوطات شائعة بدرجة كبيرة غير أن القيمة الرئيسية لها كانت في إمكانية خياطتها معاً في مجموعات كبيرة لتكون مجلداتٍ متينةً ومرنةً. وكانت حياكة المخطوطات تتسم بالطابع القبطي فى الفترة الممتدة من القرن الخامس إلى القرن الثامن، حيث أصبح من الشائع حياكة توقيعات المخطوطات على الأحزمة الجلدية أو الأوتار باستخدام ألواح خشبية ثقيلة لتثبيت شكل النص.
التعرف
عادةً ما يمكن التعرف على الخصائص المميزة للمخطوطات، والتي تؤكد أصلها الحيواني، بإخضاعها للفحص الدقيق باستخدام عدسات يدوية (30 x) أو ميكروسكوب. وتشتمل هذه الخصائص المميزة على شكل تجاويف الشعر، والأوردة، والندبات والكدمات الطبيعية، بالإضافة إلى الرواسب الدهنية في أنواع معينة من الجلود. وقد تكون أشكال التجاويف أكثر ظهوراً في المناطق كثيرة العظام بالحيوانات، مثل الضلوع أو العمود الفقري. وغالباً ما يساعد ضوء الأشعة فوق البنفسجية السريع النافذ على إبراز هذه الخصائص بشكل أكبر.
ومن الممكن أيضاً إجراء اختبار تحليلي للتعرف على ذلك. ولكن نظراً لأن ذلك يستلزم عمل اختبار متلف لعينة صغيرة من المخطوط،, فيجب القيام به تحت إشراف اخصائيين فى الصيانة. ويمكن فحص المقاطع العرضية للمخطوط تحت الميكروسكوب الضوئى وبالمسح المجهرى للإلكترونات.
وقد يكون من الصعب أثناء الفحص بالنظر التمييز بين أنواعٍ معينةٍ من المخطوطات (عادةً ما توجد شقوق لحمية دقيقة في المخطوطات التي تعود إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويُطلق عليها أحياناً اسم " forrel") وورق التقاويم الكثيفة، الذي غالباً ما يسمى ورق ’’ المخطوطات‘‘ أو ورق ’’ جلد الكتابة ‘‘.
ومن السهل التعرف على المخطوطات المزيفة المصنوعة من الخضراوات أو المواد الشبيهة بالورق، نظراً لأن الخصائص السطحية فيها تكون منتظمة للغاية، ولا تحمل العلامات الموجودة على الجلود الحيوانية.
مخاوف بخصوص الحالة:
المخطوطات ماصة للرطوبة وهى مستقرةً كميائياً ولكنها غير مستقرة من ناحية الأبعاد وتتفاعل مع التغييرات التي تطرأ على مستوى الرطوبة. ونظراً لأن المخطوطة صُنِعت من خلال بسط الألياف تحت جهد شد كبير، فالرطوبة تسمح للألياف بتغيير شكلها وتسبب تشويهاً وتجاعيد فيها. ويجب حفظ المخطوطات تحت ضغط، وتعليب أغلفتها في صناديق.
قراءات متعلقة بالموضوع
Bell, L. A. 1992. Papyrus, Tapa, Amate, and Rice Paper. McMinnville, Ore.: مطابع Liliaceae
Kenyon, Frederick. 1951. الكتب والقراء في اليونان وروما القديمة. لندن: مطابع جامعة Oxford.
Reed, R. 1972. Ancient Skins, Parchments and Leather. لندن: مطابع Seminar.