تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نبذة عن بيت الحكمة و مكتبته]

ـ[بن خميس]ــــــــ[26 - 01 - 05, 07:09 ص]ـ

[نبذة عن بيت الحكمة و مكتبته]

بيت الحكمة

هو أول دار علم أقيمت في عهد الحضارة الإسلامية، وقد قام على إنشائها الحاكم العباسي أبو جعفر المنصور في عاصمة الخلافة بغداد. وقد ظل بيت الحكمة يقوم بدوره طوال أيام هارون الرشيد 170 - 193هـ / 786 - 808م. ومن بعده المأمون، إلا أنه فقد ذلك الدور أيام حكم المتوكل الذي أدان المعتزلة، وكذلك بعد انتقال العاصمة إلى سامراء عام 221هـ / 836 م.

نبذة تاريخية

كان الحاكم المنصور مولعا بعلوم الحكمة لا سيما الطب والفلك والهندسة، وهو أول من راسل ملك الروم في طلبها فبعث إليه بكتاب أوقليدس وبعض كتب الطبيعيات، وكان المنصور شديد الحرص على هذه الكتب ووصى بها لابنه المهدي وكان المهدي قليل العناية بالكتب خاصة بعد انتشار حركة الزنادقة ببغداد التي شغلته فضعفت حركة الترجمة في عهده، وتجنب العلماء ترجمة كتب الحكمة والنجوم والكتب التي تبحث في الملل والنحل والأهواء والمعتقدات.

ولكن عندما جاء الحاكم هارون الرشيد (170 - 193هـ /786 - 808م) والذي يعد المؤسس الحقيقي لبيت الحكمة كان كثير الاهتمام بعلوم الحكمة وترجمة كتبها من اللغات المختلفة فاتسعت دار الترجمة وزاد عدد الموظفين المشتغلين بها وتألق في عصره نجم عدد من العلماء فأراد مكانا لتحفظ فيه الكتب التي جمعها فأنشأ بيت الحكمة الذي تطور فيما بعد وأصبح أشهر أكاديمية علمية عرفت في التاريخ.

أقسام بيت الحكمة

نشأ بيت الحكمة أولا كمكتبة ثم أصبح مركزا للترجمة، ثم مركزا للبحث والتأليف، ثم ما لبث أن أصبح دارا للعلم يتم إعطاء الدروس فيها ومنح الإجازات العلمية، ثم ألحق بها بعد ذلك مرصدا فلكيا. وبالتالي فإن هذه الدار كانت تنقسم إلى عدة أقسام هي:

التعريق بالمكتبة

كان قسم المكتبة هو المنوط به اقتناء الكتب من كل حدب وصوب وتنظيمها على الرفوف ومناولتها لمن يطلبها، ويلحق بذلك قسم النسخ والتجليد الذي كان يناط به بطبيعة الحال استنساخ الكتب وتجليدها وترميم ما يفسد مما هو موجود، وكانت الكتب الموجودة في المكتبة في قمة ازدهارها حوالي مليوني مجلد. وقد كانت طرق تزويد بيت الحكمة بالكتب كثيرة منها الشراء حيث كان المأمون يرسل بعثات إلى القسطنطينية لإحضار الكتب، وكان في بعض الأحوال يسافر هو بنفسه ويشتري الكتب ويرسلها إلى بيت الحكمة، ومن طرق التزويد أيضا الاستهداء حيث كان الخلفاء يبعثون بوفود إسلامية إلى الدول الأجنبية فكانت تستهديهم من الكتب الموجودة لديهم، ومنها الغنم والمصادرة، وكذلك التأليف والترجمة، وهكذا تجمعت لهذه المكتبة طرق مختلفة ومتعددة لتصل بكتبها إلى هذا الحد الذي لم تبلغه مكتبة قبلها عددا ونوعا.

مركز النقل أو الترجمة

كان قسم النقل منوطا به ترجمة الكتب من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية وربما أحيانا من العربية إلى لغات أخرى، وكان يعين في هذا القسم نقلة يختلفون من الناحية العملية والإدارية عن الخزنة الذين يعينون في قسم المكتبة، ومن هؤلاء يوحنا بن ماسويه وجبريل بن بختيشوع وحنين بن إسحاق الذي أرسل في رحلة إلى بلاد الروم ليتمكن من اللغة اليونانية، وكانت الكتب الأجنبية تجلب إلى المكتبة وتترجم فيها، كما كان بعض النقلة يترجم خارج المكتبة ويمد المكتبة بترجماته، وكان الحاكم يقدم مكافآت سخية للمترجمين إلى حد وزن الترجمة بقيمتها ذهبا.

مركز البحث والتأليف

أهم هذه الطرق التأليف الداخلي والخارجي حيث كان المؤلفون يؤلفون كتبا خصيصا لهذه المكتبة، وكان هؤلاء المؤلفون يقومون بذلك داخل قسم التأليف والبحث في المكتبة أو يقومون بذلك خارج المكتبة ثم يقدمون نتاج تأليفهم إليها، وكان المؤلف يثاب على ذلك بمكافأة سخية من قبل الحاكم.

المرصد الفلكي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير