تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والآن هل ستسمعيننا بعض الشعر؟ فإنه لا يضرُّ أحدنا إن أحسن أو أساء، فكل منا - معاشر الفصحاء- مجتهد مأجور؛ ثم إن المختبئ خلف المعرّف، كشبحٍ لا يُرى، فهو يستطيع أن يكتب بلا تحفظ، فإذا مُدح فله الغنم، وإن جرح فليس عليه غُرْم.

ماذا قلتِ؟ هل تكتبين أم أحيلُ ذلك الترحيب إلى هجاء؟:)

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:24 ص]ـ

.. أسمعي يا زهرة:

أولا دعيني أهنىء الشعر فيك .. وأبدي إعجابي في أسرتك التي تتكون من شاعرتين ولغوي .. وأبياتك التي كتبتها وهي الستة أبيات تدل على شاعرة قادمة .. ربما أثر فيك موقف السخرية .. ولكن أعلمي أن كل ناجح ٍ أو ناجحة ٍ بدايتها بأن يسخر الباقون منه أو يتهمونه بالفشل .. وهذا ليس غريبا على الناجحين .. وأخوك ربما لا يتذوق الشعر كما يتذوقه الناس .. أو لا يعرف للشعر كما يعرفه من دخل عالم الشعر .. وحتى أكون صادقا معك .. أنا عندما بدأت في محاولاتي للشعر .. لم أعرضها على أسرتي لأنهم لم يكتبوا الشعر .. ولكنني لم أتوقف .. فقد قمت بعرضها على قسم اللغة العربية في المدرسة وأساتذتي الذين قاموا بتشجيعي .. فقمت بالتواصل في كتابة الشعر من بداية فشلي به بسبب الكسور الوزنية .. حتى قمت بضبط الوزن وتواصلت مع الأساتذة وأصبحوا ينصحونني بالمعنى والتركيز عليه حتى قمت بكتابة بعض القصائد التي تتراوح ما بين 5 إلى 8 أبيات .. هذا الشيء جعلني أتشجع وأقوم بالدخول لعالم الشعر الشعبي ومعرفة أوزانه وقمت بكتابة 3 قصائد قصيرة في إحدى العربية المنتديات المتخصصة بالشعر الشعبي .. هذا الإصرار الذي أملكه لا يستطيع أن يوفقه أحد وحتى ولو استهزىء مني فأنا واثق بأنني عاشق للشعر وأستطيع أن أكتب الشعر متى شئت ولن أجعل كلامه يؤثر فيني .. أختي زهرة .. عندما قمت بمحاولة كتابة الأبيات هذا أكبر دليل على حبك وتعطشك للشعر وإصرارك على الكتابة والإبداع .. ووصولك لهذا المنتدى وهذه الشبكة سيكون أكبر عون لك ِ في العودة للكتابة فأنا والأعضاء الباقون سنكون عونا لك بعد الله .. شكرا لك أختي العزيزة .. وأتمنى أن يكون كلامي دافعا لك .. أخوك جرول بن أوس:)

ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 08:32 ص]ـ

سميرالعلم مهلا ... بالزيزفونة مهلا ...

حارت الأفكار مني ... غادرتني حروف الهجا ...

فارفقن بوزني الذي ... كادمن فرط التكسر ينعى ...

هذه قافيتي تنادي ... لاتشمت بي العدا ....

لاتدعني بين نارين ... نار القريض ونار الهجا ... ;)

ـ[سمير العلم]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 03:16 م]ـ

سميرالعلم مهلا ... بالزيزفونة مهلا ...

حارت الأفكار مني ... غادرتني حروف الهجا ...

فارفقن بوزني الذي ... كاد من فرط التكسر ينعى ...

هذه قافيتي تنادي ... لاتشمت بي العدا ....

لاتدعني بين نارين ... نار القريض ونار الهجا ... ;)

أهلا بالأخت الكريم التي أحسنت بنا الظن،وقد وفقها الله إلى كلمات طيبة، ومعان نبيلة، جرى بها قلمها الذكي.

ابتداء أشكرك، على هذه المقطوعة الوفية، التي تعبر عن حبك للعربية و للكتابة الشعرية، وتتجلى فيها العواطف النبيلة، والمشاعر السامية، والتوجس المشحون بالترقب .. وجاءت موزونة بشكل ما.

هناك ثلاثة أخبار، الخبران الأولان ساران، والثالث نصف سار، فلنبدأ بالخبرين السارين، الأول: أن أبياتك تخلو من الأخطاء النحوية، وهذا جواز المرور لأي كتابة إبداعية سواء كانت نثرية أو شعرية.

الثاني: أن الإحساس بالإيقاع الشعري والوزن العروضي موجود، (حارت الأفكار مني .. فاعلاتن فاعلاتن: مجزوء الرمل)، (لا تدعني بين نارَيْ .. ، فاعلاتن فاعلاتن،: مجزوء الرَّمَل)، ( .. ـنِ نارِ القريض ونار الهجا .. فعولن فعولن فعولن فعول: المتقارب) (يا سمير العلم مهلا، فاعلاتن فاعلاتن: مجزوء الرمل) .. إلخ.

أما الخبر نصف السار، فهو أن الأبيات جاءت على أكثر من بحر، وهذا لا يكون، إذ يجب أن تتخذ القصيدة أو المقطوعة شكلا واحدا، ما دمنا نتحدث عن الطريقة العمودية في اختيار الوزن العروضي. والجزء الإيجابي في هذا الخبر هو أن لديك معرفة بالعديد من الأوزان، حتى إنك كتبت في البحر المديد، وهو من البحور النادرة، وتكون تفعيلاته كالتالي: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن، والذي منه قصيدة تأبط شراً:

إن بالقبر الذي دون سلعٍ = لقتيلا دمه ما يطلُّ

فقلتِ: كاد من فرط التكسر ينعى

/ كاد من فر/ ط التكسـ/ سر ينعى/ وهذا يساوي: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن: المديد، ما يجعلنا نطمئن إلى القول بأن الطريق الذي سلكتِه مفتوح ولاحب، وسيصل بك إلى الغاية المرجوة إن شاء الله. ولن أسترسل أكثر فإن أبياتك غنية بالأوزان الجميلة، فالمجتث، الذي يجيء على: مستفعلن فاعلاتن، كان منه قولك: بالزيزفونة مهلا، تساوي: بالزيزفو/ نة مهلا، تساوي: مستفعلن/فاعلاتن.

يعني بإمكاننا أن نقول لك: مبارك و تهانينا، ولكن ..

دعينا نبدأ بإصلاح ما يجب إصلاحه، والمؤمل أن تجبري الكسر في الأبيات، وأن تنتظمي في حل الواجبات:). سنلعب لعبة، ابحثي عن قصيدة أبي العتاهية:

خانك الطرف الطموحُ = أيها القلب الجموحُ

واحفظي ما تستطيعين منها، بيتا أو بيتين أوثلاثة، وبعدها لنا كلام، حيث إنها ستفيدنا في معالجة وزن الأبيات، لأنها من مجزوء الرمل.

لا تَرُعْك مسميات الأبحر، ومصطلحات العروض، فلن يضرك أن تجهليها إذا انتظمت لك الكتابة، وتهيأ لك الإبداع. ولن أفشي سرا إذا قلت إن أعظم الشعراء قد جهلوا العروض مصطلحاتٍ وعلما، وإن كانوا طبقوه نظما وعملا، وعلى رأسهم كل شعراء الجاهلية، والإسلام .. فترفقي بنفسك، ولنأخذ المعرفة جرعة جرعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير