تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويلي مِن الأظعانِ ولّوْا عنّي بعتبة فاستقلُّوا (42)

هـ -التضمين:

وهو أن تتعلق القافية بما بعدها (43) و منه في التصريع قول البحتري:

(من الوافر)

عذيري فيك من لاحٍٍ إذا مَا شكوت الحب قطعني ملا مَا (44)

و- الإقعاد:

وهو ذهاب حرف أو ما يقوم مقامه من عروض البيت خاصة (45) , ومنه قول الربيع بن زياد: (من الكامل)

أفبعدَ مقتل مالك بن زهيرٍ ترجُو النساءَ عواقب الأطهارِ (46)

وقيل: الإقعاد من عيوب الشعر , وهو يختص بالبحر الكامل , وذلك بأن يجمع الشاعر بين عروضين في قصيدة واحدة , كأن يجمع بين (فعَلن) و (متفاعلن) كقول أحد الشعراء:

(من الكامل)

إنّا وهذا الحي مِن يمنٍ عند الهياجِ أعزةٌ أكفاءُ

قومٌ لهم فينا دماءُ جمّةٌ ولنا لديهم إحنةٌ و دماءُ (47)

فجاء بعروض البيت الأول على وزن (فعلن)؛ أي من العروض الثانية من الكامل , و جاء بعروض البيت الثاني على وزن (متفاعلن)؛أي من العروض الأولى من الكامل.

ز-التدوير:

البيت المدور هو ذلك البيت الذي تحوي مكوناته الداخلية كلمة تصبح شركة بين قسميه –شطريه – غير قابلة للتقسيم إنشاديّا (48) وقسم القدماء التدوير قسمين هما:

المدمج:

وهوكل عروض تقع حروفها منقسمة بين آخر الصدر وأول العجز (49) نحو قول عبيد بن الأبرص: (من الرمل)

يا خليليّ اربعا و استخبرا الـ ــمنزل الدارس عن أهل الحلال (50)

المداخل:

والفارق بين المدمج و المداخل " أن المدمج يختص بوقوع لام التعريف من الكلمة في آخر الصدر , وبقية الكلمة في العجز " (51) وما عداها فهو مداخل , نحو قول سبيعة بنت الأحب: (من مجزوء الكامل)

أبنيّ لا تظلم بمكّـ (م) ــــة لا الكبير و لا الصغير (52)

وهي قصيدة في ثمانية و عشرين بيتا التزم أن يكون آخر الشطر الأول من أبياتها (الـ) التي للتعريف عدا بيت واحد.

ويرى ابن رشيق أنّ أكثر ما يقع المداخل في عروض الخفيف , وهو حيثما يقع من الأعاريض دليل على القوة , إلا أنّه في غير الخفيف مستثقل عند المطبوعين , وقد بستخفونه في الأعاريض القصار:كالهزج ومربوع الرمل و ما أشبه ذلك (53).

وبعد ,فالتصريع والتقفية من أنماط الإيقاع الداخلي في القصيدة العربية ,وهما يقومان على السجع ,ومن ثمّ عُنِي بهما البلاغيون والعروضيون بيد أن عناية العروضيين كانت أكثر بروزا فمافتئ المتأخرون منهم يحرصون على بيان الحدود الفاصلة بين المصطلحين, رغم علاقة العموم و الخصوص بينهما فكل تصريع تقفية.

كما حرصوا كذلك على بيان الفروق الدقيقة بين مصطلحات عيوب التقفية و التصريع , ومن ذلك إطلاقهم على القصيدة التي يخلو مطلعها من التصريع (الوثب) وعلى المطلع الخالي من التصريع (المصمت) و (المدرج) أمّا المصطلح العام الذي أطلقوه على اختلاف حرف الروي في مطلع القصيدة فهو (الإكفاء) وفرّعوا عليه مصطلحات أخرى هي (الإخلاف) إذا كان المطلع مهيّأ للتصريع وأخلف الشاعر و لم يصرع ,و (المرسل) إذا كانت قافية العروض غير متمكّنة ولا يحسن وقوعها قافية ,و (التخميع) أو (التجميع) إذا درج الشاعر في الإنشاد فلم يقف إلا على القافية والمطلع غير مصرّع ولا مقفى.

والأمر نفسه نلقاه عندهم في (التدوير) ففرّّعوا عليه (المدمج) الذي يختص بوقوع لام التعريف من الكلمة في آخر الصدر, وبقية الكلمة في أول العجز, و (المداخل) لما دون لام التعريف.

الهوامش:

*- انظر, نقد الشعر:51,والعمدة:1/ 173,وسر الفصاحة:180,وقوافي التنوخي:67,والشافي في علم القوافي:101,والفصول في القوافي:97,والمثل السائر:1/ 375,وتحرير التحبير:305,والقول البديع:90,وأنوار الربيع:5/ 271.

1 - العمدة:1/ 173.

2 - شرح الكافية البديعية:188.

3 - فن التحرير العربي:19.

4 - سورة الحديد/آية27.

5 - سورة الإسراء/آية36.

6 - انظر, مقاييس اللغة (قفو) ,ولسان العرب (قفو).

7 - قوافي التنوخي: 75,والفصول في القوافي:97,والعيون الغامزة:140.

8 - الشافي في علم القوافي:102.

9 - نقد الشعر:58.

10 - ديوانه:8.

11 - لسان العرب (صرع).

12 - انظر, نقد الشعر:51,و العمدة:1/ 173,وقوافي التنوخي:76,والفصول:98,والمثل السائر:1/ 375,وشرح الكافية البديعية:188, و الشافي في علم القوافي:101,وأنوار الربيع:1/ 271.

13 - ديوانه:89.

14 - ديوانه:85.

15 - العمدة:1/ 174, ومنهاج البلغاء:282.

16 - ديوانه2/ 282.

17 - العمدة:1/ 174.

18 - نقد الشعر:58.

19 - ديوانه:27.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير