تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و بديعي فالعروضي عبارة عن استواء عروض البيت و ضربه وزنًا و إعرابًا و تقفيةً بشرط أن تكون العروض قد غيرت عن أصلها , لتلحق الضرب في زنته , والبديعي كذلك , لكن بلا شرط " (24) فكأنّ البلاغيين يجعلون التقفية والتصريع تحت مصطلح واحد هو التصريع.

ومن المعاصرين من يرى أنّ "إطلاق مصطلح المقفى على النمطين أقرب إلى الموضوعية, وإن كان مصطلح التصريع أشهر. فالقافية ها هنا هي القافية التي وردت في نهاية الشطرة الأولى متحدةً مع القافية الأساسية للقصيدة " (25)

وعلى الرغم مِن أنّ التقفية أعم من التصريع , و أنّ كل تصريع تقفية إلا أنّنا لا نقر إطلاق مصطلح واحد على النمطين فبين النمطين فروق دقيقة ,ولكل منهما مواضعه0

عيوب التصريع:

و قد يقع في التصريع ما يقع في القافية من العيوب ,نحو الإقواء و الإيطاء و السناد و التضمين , ويقع فيه كذلك: الإقعاد و التدوير و الإدماج و الإدخال.

أ- الإقواء:

وهو عند الجمهور " اختلاف حركة حرف الروي في الرفع و الجر" (26) كقول أحد الشعراء: (من البسيط)

ما بالُ عينك منها الماءُ مهراقُ سحًّا فلا غاربَ منها ولا راقي (27)

فاختلفت حركة حرف الروي رفعًا وجرًّا , حيث جاء الشاعر بروي العروض مضمومًا في قوله: (مهراقُ) وجاء بروي الضرب مجرورًا في قوله: (راقي).

ب- الإكفاء:

وهو اختلاف حرف الروي مطلقًا, وبعضهم يرى أنّه لا يكون إلا بالحروف المتقاربة المخرج (28) , كقول حسان بن ثابت: (من الطويل)

ولستَ بخيرٍ من أبيك و خالكا ولستَ بخيرٍ من معاظلة الكلبِ (29)

فقد اختلف حرف الروي بين العروض و الضرب , فجاء الروي في العروض كافًا في قوله: (خالكا) , وجاء الروي في الضرب باءً في قوله: (الكلبِ).

وإذا اختلفت العروض عن الضرب في الروي في مطلع القصيدة سمِّي المطلع المُصمت (30) و سمِّي كذلك المُدرج (31)

الإخلاف:

وهو أن يخالف الشاعر بين قافية الضرب و قافية العروض في الروي في افتتاح القصيدة مع كون البيت مهيَّئًا للتصريع (32) كقول حميد بن ثور: (من الطويل)

سلِ الربع أنّى يمّمت أم ّسالم وهل عادةٌ للربع أن يتكلّما (33)

فتهيأ ت له قافية مؤسسة , ثم أتى بتمام البيت غير مؤسس.

المرسل:

وهو أن يخالف الشاعر بين قافية الضرب و قافية العروض؛ لأن قافية العروض غير متمكنة و لا مستعمل مثلها؛ أي وقعت بصورة لفظ لا يحسن أن تقع قافيته على هذه الصورة, وإن كان استعمالها جائزًا (34) كقول ذ ي الرمة: (من البسيط)

أإن ترسّمتَ من خرقاء منزلةًً ماء الصبابة من عينيك مسجومُ (35)

فإن قوله: (منزلةً) لا يسبق إلى الذهن أنه تصريع , ولا أن الروي يأتي على ذلك.

وإذا خلّى الشاعر عروض بيته الأول من التصريع و التقفية ,و درج في الكلام فكان وقوفه على القافية سُمّي ذلك التخميع أو التجميع (36) – بالجيم المعجمة من تحتها – وقد استعمله الشعراء المجودون , ومنه قول جميل بثينة: (من الكامل)

أبثينُ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظِّك من كريمٍ واصلِ (37)

وبناءً على ما تقدم نخلص إلى أن المصمت مصطلح عام يطلق على مطلع القصيدة إذا ما خلا من التصريع , ويتفرع على هذا المصطلح العام مصطلحات أخرى تحمل الدلالة العامة نفسها مع فروق دقيقة تميز كل مصطلح منها 0فالتخميع كالإخلاف في تخلية الشاعر مطلع قصيدته من التصريع مع كون البيت مهيّأ للتصريع فتأتي قافية البيت بخلافه إلا أن الشاعر لا يقف في التخميع على نهاية القسيم الأول بل يدرج في الكلام فلا يقف إلا على القافية.

أما الإرسال فهو تخلية الشاعر مطلع القصيدة من التصريع؛لأن قافية العروض غير متمكنة ولا مستعمل مثلها ,ولا يحسن أن تقع القافية على هذه الصورة ,وإذا لم يصرّع الشاعر قصيدته كان كالمتسور الداخل من غير باب , وتسمى القصيدة حينئذ الوثب (38).

ج-الإيطاء:

وهو تكرار كلمة القافية بلفظها ومعناها (39) ومن الإيطاء في التصريع , قول ابن المعتز: (من المجتث)

يا سائلاً كيف حالي أنت أعلم بحالي (40)

فردّد ابن المعتز كلمة الروي بلفظها و معناها في العروض و الضرب, وهي قوله: (حالي)

د- السّناد:

وهو كما عرفه المبرد (285هـ) "اختلاف حركة ما قبل الروي , وأقبح ما يكون في المؤسّس " (41) ومنه في التصريع قول أبي العتاهية: (من مجزوء الكامل)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير