ما أقصده بالدربة هو القراءة الموسيقية الصحيحة للوزن،وليس ما فهمته أنت أي الألفة و التعود. في حواري مع الأخوين "عبد الهادي السايح و مصطفى حامد لفت انتباههما غلى ان القراءة الموسيقية الصحيحة للبيت تكون بالتقطيع التالي: فعولن/مفاعيلن/فاعلن.3 2/ 3 2 2/ 2 3.لأنهما قرآه انطلاقا من نغمة المتقارب التي تعودا عليها.
لو افترضنا أن "بحر الرمل" لم يكن موجودا و اخترعه احدهم فكيف سيقرأ الناس شعره الموزون على هذا البحر؟ لا شك انهم سيقرأونه بنغمة المديدأو الخفيف و هنا ستكون النتيجة عدم الاستساغة. هذا ماوقع لي مع الاخوين عبد الهادي و مصطفى قبل ان ادلهما على القراءة الموسيقية الصحيحة. إذن ما أقصده بالدربة ليس التعود و الألفة كما يتعود أحدنا على نغمة لا يحبها، بل ما أقصده هو معرفة النغمة و استيعابها.
و ضمن هذا السياق أتساءل: كيف حكمت على"أوزاني الجديدة" بأنها غير مستساغة؟ هل بذلت لها من الاناة ما يبرر مثل هذا الحكم القاطع؟!
في هنا أوافقك وأوافق من يذهب هذا المذهب 100 %، وذلك من منطلق التجربة التي أثبتت نجاح ما تدربت عليه النفس العربية من قبول ما يخالف ثوابتها في الفكر والسياسة بل والعقيدة.
وهذا يذكرني بما قلته لك على الرابط:
http://www.aklaam.net/forum/showthre...ca%cf%d1%ed%c8
اقتباس:
بدع الخليل العروض والنحو حفاظا على الوزن واللغة، والقول ببحور جديدة كالقول بنحو جديد.
قد تتغير الأمة لغة وذوقا وبذلك تقبل نحوا وعروضا جديدين بل تنسلخ من هويتها إلى سواها في السياق ذاته.
البحور تجسيد ذائقة الأمة فيما تقبله.
ما ترفضه الأمة من الأوزان الجديدة نستطيع بالجهد والمثابرة والتدريب إنتاج أمة جديدة تقبله. لم لا؟ والأمة قبلت كل ما أريد لها في كل مجال بالتدريب. فهل من العدل أن نقتصر في الحفاظ على ثابتها العروضي بعد أن صيغت لها ثوابت في ما هو أهم من العروض فقبلتها بالتدريب والترويض؟
أنت هنا تنتقل بالحوار إلى آفاق حضارية أرحب .. و نحن نتفق حول المبدأ.
لكن الأمة العربية لم يعرض عليها شيئ لتقبله أو ترفضه، بل فرض عليها التغريب فرضا. و لو كان الامر بيدها لرجعت إلى جذورها و لك في نتائج الانتخابات شبه النزيهة برهان على ذلك. لا شك أن الأذواق قد فسدت-إلا قليلا- وكثير من المسلمات قد اهتزت لكن ذلك تم بفعل"ترسانة" إعلامية ضخمة و أين ذلك مما نحن فيه؟
أتراني أفرض على الناس أمرا ام أعرضه عليهم بتواضع من لا يملك أي سلطان عليهم و على أذواقهم .. ؟ شتان ما بين الأمرين!
و أنت هل تفرض جديدك "العروض الرقمي" على الناس فرضا أم تعرضه عليهم عرضا رفيقا متحملا في سبيل ذلك كثيرا من الصد و سوء الفهم بل و اتهامات لك-دون وجه حق- بالانخراط في موجة التغريب؟؟!!
أظن مجال الشبه هنا منعدما.
ذلك أولا، أما ثانيا فهذه رياضة عروضبة، سأقتفي حسب فهمي العلاقة بين وزنك الجديد والمنسرح لأنسج أوزانا جديدة من بحور أخرى بنفس الأسلوب. أي إضافة متحرك قبل أشطر البحور التي تبدأ بسبب مع حذف مقطع أو اثنين من آواخرها
ولتوضيح العلاقة بالتسمية سأدعو وزنك بالبنسبة للمنسرح (رياضي المنسرح) ورياضي هنا نسبة إلى اسمكم الكريم (رياض)، وأرجو أن تتكرم علي بمدى استساغة أذنك لهذه الأوزان وإن لم تستسغها فهل ستسيغها بالتدريب؟
رياضي المنسرح = 1 + (المنسرح – 1 3)
مخلع البسيط = 2 2 3 2 3 3 2
رياضي المخلع = 1 2 2 3 2 3 3 = 3 2 3 2 3 3
وعليه النظم:
أيا رب عطفا هنا على ..... أخ ساقة القوم للبلى
فأضحى وحيدا مبَعّداً ..... فما ثمّ أهلٌ ولا أُلى
ومن كان يهواه صار ذا .... شعور به لفّه القِلى
إذا انطلقنا من المنظور الرقمي وحده و سلمنا بأن "وزني" قريب من المنسرح كما تدل عليه الأرقام لا الأذن و لا النغمة:
المنسرح = 0 2 2 3 2 2 2 1 2 1 3
الوزن الجديد= 1 2 2 3 2 2 2 1 2
فإنني أقول أنني لا أسيغ الايقاعات، و لعلك لاحظت امتناعي"أقصد امتناع أذني" عن خبن مستفعلن. و عليه لا بدمن إشباع الهاء في الشطر:
(ومن كان يهواه صار ذا) .. و بهذا يكون الشطر الوحيد الصحيح و المستساغ ايقاعيا "عندي".
أظن الزحاف الوحيد المستساغ فيه هوقبض فعولن الأولى 3 1.و هو هنا شبيه بالهزج في وحدة الزحاف المستساغ فيه.
رياضي السريع = 1 2 2 3 4 3 2 = 3 2 3 4 3 2
وهذا عروضيا = (مجزوء الطويل)
وإليك من الرابط:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=428
ما ذكره د. محمد الثمالي:
ومن الأمثلة المتداولة في كتب العروض:
قفا نبك من ذكرى الشباب ............ ومن ذكر سلمى والرباب
وقد أعجبني قول أحدهم:
فلا خير في الأشجار تنمو .............. إذا لم يكن فيهنّ ظلّ
وقد ذكر د. عمر خلوف في الرابط ذاته ما يلي:
يقول شهاب الدين المصري (مؤرخا):
ولما زهت حولي النّدامى ...... وزفّ الطلا ساقٍ فساقِ
وطابر التساقي قلت أرخ ..... بكم أصبحت تزهو الفساقي
هذه الشواهد أقرب إلى الصيغة التالية:
متحرك (1) +مجزوء الكامل أومجزوء الرجز السالم من الزحاف +2 (أي المرفل)
و النماذج التي أوردتها هنا لا شك أنها مستساغة عندي و عندك.
وما أنا فيما ذقته بالظنينْ =//ه /ه //ه/ه/ه //ه/ه ه ..... [11ه 1ه 11ه1ه1ه 11ه1ه ه]
ليعلم ما جئت به بعد حينْ
لقد علم الروح الخبير الأمينْ
هذا يبدو لي من الطويل الشاذ لا من مجزوئه "فعولن/مفاعيلن/فعولن/فعولْ " و هو غير مستساغ عندي.
رياضي الرجز = 1 2 2 3 4 3 3 2 = 3 2 3 4 3 3
وعليه
على كلّ حالٍ إنّ وزننا ..... إلى الشعر يُنمى أو فإننا
موزون طبعا لكنه خال تماما من الايقاع.
نحاول وزنا رغم علمنا .... بحسن الذي قد قيل قبلنا
كنت و لا زلت أستظل بروائع المتنبي و الشعر الجاهلي ..
تحياتي للحبيب خشان.