إذن حدود التلاقي بين الصرف و العروض لا تعدو ما ذكرناه.
مودتي الأخوية الخالصة.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 08:56 ص]ـ
للدكتور محمد العلمي في كتابه (العروض والقافية) لفتة لماحة إلى علاقة الوحدات الإيقاعية بالصرف، أحببت أن أنقلها هنا مساهمة مني في إغناء هذا البحث الطيب، وفي الوقت ذاتة تلبية لطلب أخي جرول المشاركة في النقاش الدائر.
يقول العلمي بعد ان بين منهج الخليل في اختياره لصيغ صرفية معينة للتعبير عن مختلف الوحدات الإيقاعية (التفاعيل): " ومن هذا يتضح ان وضع الخليل الأجزاء في صيغ صرفية لا يمت إلى الصرف بأدنى صلة، فالمقصود إذن حكاية الإيقاع عن طريق صيغ صرفية. وليس حصر العلاقة بين الجزء وما يقابله من كلام في الجانب الصوتي الإيقاعي بمانع أن يتوافقا في الصيغة الصرفية، كما ورد في شطر امرئ القيس: (لما نسجته من جنوب وشمأل)، ف (جنوب) تقابل (فعولن) إيقاعيا، وتقابلها صرفيا كذلك.
ثم يتساءل عن سبب اختيار الخليل لوصف الوحدات الإيقاعية الأساسية هذه الصيغ الصرفية المعينة دون غيرها، ليرى أن الإجابة تأخذ اتجاهين: "أولهما أن تلك الصيغ اختيرت دون غيرها لكونها تحقق الشرط الأساسي، وهو اشتمالها على الوحدات الصوتية التي تتكون منها الوحدة الإيقاعية. وقد غير الخليل من تلك الصيغ بإثبات التنوين في سبع منها، وصرف واحدة، ومنع أخرى من الصرف، حتى يحقق هذا الشرط الأساسي. وثاني الاتجاهين أن هناك صيغا أخرى يمكن أن تحقق هذا الشرط لم يخترها الخليل، مثل صيغية (يفاعل) بتسكين اللام، في مقابل (فعولن)، وصيغة (مفتعل) بتسكين اللام كذلك في مقابل (فاعلن). ولعله لم يختر هذه الصيغ وغيرها مما يحقق الشرط الإيقاعي، لسبب يتضح إذا نحن أنصتنا بانتباه إلى أجزائه، فإن سبعة منها تنتهي بنون ساكنة، وواحدا لا ينتهي بها، ولكن سياق بحره الأول (المنسرح) ذو طبيعة تركيبية خاصة تخفي انتهاءه بالثاء المتحركة، وبحره الثاني (السريع) يسكن تاءه المتحركة أو يحذفها، فلعل الغنة التي تصاحب سكون النون هي التي كانت وراء اختيار الخليل هذه الصيغ بالذات. وفي امتداد النون رغم سكونه ما يشعر باتصال الوحدات وارتباطها، وهو ما لا يجعل وحدات البيت الإيقاعية منعزلة عن بعضها. فالأساس الذي بنى عليه الخليل اختيار هذه الصيغ عندي صوتي إيقاعي سياقي".
وقد أعجبني تفسير صوتي يلفت النظر، أورده المحلي في كتابه شفاء الغليل،حول سبب تحول العروضيين لتركهم التعبير عن التسبيغ في (فاعلاتن) في مجزوء الرمل فتصير (فاعلاتان) بسبب أن النطق طال بوجود ثلاث ألفات، فقلبوا التاء والألف التي قبلها ياءين وكسروا اللام وأدغموا الياء الأولى في الثانية، فصار فاعليّان. وهذا مما يدل على عمق العلاقة والصلة بين هذين الفرعين من علوم اللغة العربية.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 02:00 م]ـ
أضيف أخي جرول شيئا مهما
هو أن الميزان الصرفي لا يتناول كل الكلمات في العربية فالحروف والدخيل والجامد من الأفعال هذه لا تدخل ضمن دائرة الصرف
مثلا: على ,إسماعيل, بئس .....
هذه الكلمات لا توزن بالميزان الصرفي ولكنها توخذ بعين الاعتبار في العروض
وهي موجودة في "الميزان العروضي"
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 05:08 ص]ـ
أذكر أن الدكتور جمال صقر له كتاب بعنوان (النظرية الصرقية العروضية)