تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أقوى المعارف ومراتبها.]

ـ[الزكي]ــــــــ[22 - 12 - 2002, 06:45 ص]ـ

[أقوى المعارف ومراتبها.]

إن أشهر آراء النحاة عن المعارف هو: أن أقواها- بعد لفظ الجلالة وضميره- هو ضمير المتكلم، ثم ضمير المخاطب، ثم العلم، ثم ضمير الغائب، ثم اسم الإشارة والمنادى (النكرة المقصودة) وهما في درجة واحدة، ثم الموصول والمعرف بأل وهما في درجة واحدة. أما المضاف إلى معرفة فإنه في درجة المضاف إليه؛ إلاَّ إذا كان مضافاً إلى الضمير، فإنه يكون في درجة العلم على الصحيح.

وأقوى الأعلام أسماء الأماكن؛ لقلة الاشتراك فيها، ثم أسماء الناس، ثم أسماء الأجناس.

وأقوى أسماء الإشارة ما كان للقرب، ثم ما كان للوسط، ثم ما كان للبعيد.

وقد خالف محمد العدناني في كتابه "معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة" النحاة ويرى "أن نجعل ضميري المخاطب والغائب أقوى من ضمير المتكلم؛لأن في تقديم ضمير المتكلم (أنا و نحن) مثل: أنا وأنتَ ونزار مسافرون غداً إلى القدس- ونحن وأنتم وجيرانكم سنسبحُ غداً) أنانية ما بعدها أنانية، مع أننا- والكلام للعدناني- نحن العرب اشتهرنا بإيثار الآخرين على أنفسنا،و بالمروءة والكرم، وإشباع الضيف (ولو جعنا)،والوفاء،و الشجاعة والفروسية، وهي صفات بعيدة جداً عن الأنانية.

ثم يقترح محمد العدناني على مجامعنا الأربعة:" أن يحذوا حذو الإنكليز ويجعلوا لفتنا مثل لغتهم، من حيث تقديم ضمير المخاطب والغائب على ضمير المتكلم؛ لما في ذلك من غيريَّة وإيثار، وتواضع، وإكرام للآخرين بدلاً من توجيه التكريم إلى أنفسنا. وبذلك يفرضون علينا أن نقول:

(أ) أنتَ وهو وأنا ننظم الشعر.

(ب) وأنتم وهم و نحن تخرجنا في جامعة واحدة. انتهى كلام محمد العدناني.

على أني – أيها الأخوة ويا أساتذتنا الأفاضل – أرى أنه يلاحظ على ذلك بعض الأشياء منها:

1 - دعوة الأستاذ الفاضل محمد العدناني لأن يحذوا الفضلاء في مجامعنا اللغوية حذوا الإنكليز في لغتهم مسألة فيها نظر؛ بل ومردود؛ لأن لغتنا العربية هي اللغة الخالدة، واللغة التي لا يشوبها شك أو ريب؛ لنزولها من الله تعالت آلاؤه؛ وهذا مما لا ينظر فيه، فكيف يريدنا أن نأخذ قواعد لغتنا من اللغات الأخرى؟!

قال تعالى:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"

2 - قد يسايره الصواب في بعض كلامه؛ حيث التحلي ببعض صفات العروبة الحسنة، من إنكار الذات والإيثار. ولكن ألا ترون معي أنه –الأجدر-في الإرشاد والموعظة وتقديم النصح تقديم المتكلم على غيره؟ فيقول الخطيب –مثلاً-:أوصيكم ونفسي بتقوى الله ... والأجدر به أن يبدأ النصيحة بنفسه فيقول: أوصي نفسي وإياكم ...

ننتظر تعليقاتكم لنتنوَّر بها ونزدد من علمكم، فأنتم أساتذتنا

رعاكم الله ووفقكم أبداً إلى الحق الصواب والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير