تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حرف الضاد]

ـ[يوسف الراجحي]ــــــــ[30 - 08 - 2002, 09:19 م]ـ

منقول من http://www.geocities.com/alrazhi60/hrfaldad.htm#_edn1

الضاد هو* الحرف الخامس عشر من حروف الهجاء " [1]

ويجتمع لها من الصفات ما لا يجتمع لغيرها من الحروف الأخرى فهي " مجهورة، رخوة، مطبقة، مستعلية، مستطيلة " [2] وربما اتفقت مع بعض الحروف الأخرى في بعض الصفات إلا أنها تنفرد بصفة (الاستطالة) والحرف المستطيل" هو الضاد المعجمة سميت بذلك لأنها استطالت على الفم عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج اللام وذلك لما فيها من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء واستطالت في الخروج من مخرجها " [3] 0

وهي مجهورة كما تقدم، والمجهور، حرف قوي منع النفس أن يجري معه عند النطق به لقوته وقوة الاعتماد عليه في موضع خروجه 40

وهي رخوة، والرخاوة في الصوت حالة ينحبس فيها الهواء عند مخرج الصوت انحباسا ناقصا يسمح بمرور الهواء، محدثا حركة احتكاكية تسمى بالرخاوة 5 [4] 0

وهي أيضا، مطبقة؛ والإطباق، أن ترفع في النطق طرفي اللسان إلى الحنك الأعلى مطبقا له فيفخم نطق الحرف " [5] 0 فهي إذن من حروف التفخيم،وإطباقها متوسط 0

وهي مستعلية، والاستعلاء هنا صعود اللسان وارتفاعه وهو خلاف الاستفال، "وسميت الضاد بذلك لأن الصوت يعلو عند النطق بها إلى الحنك فينطبق الصوت مستعليا بالريح مع طائفة من اللسان مع الحنك " [6] 0

وقد عدها الخليل من الحروف الشجرية ـ الجيم والشين والضاد حيث تحتل هذه الحروف حيزا واحداـ لأن مبدأها من شجر الفم أي مفرج الفم أي مفتحه [7]، والشجر، مجمع اللحيين عند العنفقة [8] 0 يقول الخليل:

والجيم والشين ثم الضاد معجمة والصاد والسين ثم الزاي والطاء

مخرج الضاد

ورد العديد من التعابير التي تبين مخرج الضاد، وعلى الرغم من الاختلاف اليسير في التعبير إلا أن مصبها في النهاية واحد وهو المخرج الحقيقي لحرف الضاد وربما يبدو للوهلة الأولى أن هناك تناقض بين الأقوال فيما يخص مخرج الضاد إلا أن الأقوال في مجموعها تعطي حقيقة هذا الحرف العجيب والفصل واسميه الفصل لأن به تعرف حقيقة الفصاحة من عدمها لدى الناطقين به، فقد أطلق العرب مسمى الجزء وأرادوا به الكل فقالوا عن اللغة العربية: لغة الضاد، ولم يفعلوا ذلك إلا بعد دراسة مستفيضة وتحر دقيق عن دقائق هذا الحرف الذي حير الباحثين قديما وحديثا بل وأجهد المتعلمين الذين حاولوا تعلمه على الكبر،فلا غرابة أن يعمد العرب قديما إلى إلحاق أبنائهم بالبادية ليتعلموا الفصاحة لأن مطلبها على الكبر عسير، وسيتبين ذلك من خلال ما سأورده لاحقا عن هذا الحرف،

عند الخليل شجرية أي تخرج من شجر الفم أي مفرجه وهو مفتحه [9]، وعند سيبويه من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس [10] ويوافق ابن جني سيبويه ويزيد: إلا أنك أن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن وأن شئت من الجانب الأيسر [11]،وخروجها من الأيسر أيسر، وخالف الجاحظ فقال: " فأما الصاد فليس تخرج إلا من الشدق الأيمن إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء 12" [12]، ومن خلال بحثي في هذا الموضوع وجدت الكثير من الكتاب تعرضوا لمقالة المستشرق الألماني براجستراسر في محاضراته التي ألقاها في الجامعة المصرية سنة 1929م والتي تحدث فيها عن حرف الضاد قائلا: "وأما رابعها وهي الضاد، فهي الآن شديدة عند أكثر البدو ومع ذلك فليس لفظها البدوي الحاضر نفس لفظها العتيق؛ لأن مخرج الضاد في جدول المخارج من حافة اللسان، ومن القدماء من يقول من جانبه الأيسر ومنهم من يقول من الأيمن ومنهم من يقول من كليهما فمخرجها قريب من مخرج اللام الذي هو أيضا من حافة اللسان وذلك يدل على أن الضاد كانت تشبه اللام من بعض الوجوه والفرق بينهما هو أن الضاد من الحروف المطبقة كالصاد وأنها من ذوات الدوي واللام غير مطبقة صوتية محضة؛ فالضاد العتيقة حرف غريب جدا، غير موجود حسبما اعرف في لغة من اللغات إلا العربية ولذلك كانوا يكنون عن العرب بالناطقين بالضاد، ويغلب على ظني أن النطق العتيق للضاد نطقا قريبا منه جدا عند أهل حضرموت وهو كاللام المطبقة ويظهر أن الأندلسيين كانوا ينطقون الضاد مثل ذلك ولذلك استبدلها الأسبان بالـ ( LD ) في الكلمات العربية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير