تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتعظيم .. ويوماًبعد يوم تعود أن يحصل على ما يريد دون أن يبذل

أي جهد .. وصار يعامل الفئران كخدم وكعبيد .. ومن جديد اجتمعوا

لتدارس الأمر .. قال أحدهم: إن أخانا الأخضر يعتبر كل نصح وكل

وعظ مجرد استجداء ويزدري الكد والعمل وينفق وقته كله في

الاهتمام باستعراض شكله والعناية به .. وكل أحاديثه عن جمال

العيون ورشاقة القوام ونقاء الألوان .. وهو لم يخرج إلى

الصيد حتى الان .. قال الفأر المسن: فليخرج إلى الصيد .. نعم هذا

هو أول طريق الإصلاح .. يجب أن يتعلم الاعتماد على نفسه ..

إنه الان مجرد طفيلي مستهلك .. فليخرج إلى الحياة العملية

حيث سيتعلم بالعمل .. صاحت أم الفأربجزع: ولدي المسكين .. إنه

لن يحتمل .. الرحمة .. أرجوكم .. قاطعها المسن قائلاً: نحن في

نظره المساكين إنه لايرى نفسه كما هو ويجب أن يصحو ....

انسحبت الأم إلى مكان مابينما تابع المسن قائلاً: بالكلمة الطيبة

بالرفق .. بالتسامح .. عاملوا هذا المدلل .. ولكن لا تتهاونوا في

إلزامه بالخروج إلى الصيد غدا .. انطلقوا إلى العمل أيها الأحباب ...

يتبع

عظة الجد-5

في اليوم التالي .. أطل الفأر الأخضر برأسه من الجحر .. تشمم الهواء

وارتجف أنفه الأحمر الجميل .. وتراقصت عيناه غير قادرتين على

التدقيق في شيء .. وانطلق فجأة صوب أقرب وأسهل هدف .. قطعة جبن مسمومة موضوعة خصيصا للقضاء على الفئران .. التقطها

بفرح وهم بالعودة .. ولكنه سمع زعيق الفئران تحذره من خطر داهم

وظن أن هراً شريراً سيلتهمه فقفز إلى قطعة أثاث عالية وهو يركض

بكل قوة .. محدثاً ضجة كبيرة سمعها ولد شقي يتربص بالفئران

ويحمل بندقية ضغط وسمعته أيضاً بومة جائعة تقف على حافة

الجدار .. وفي اللحظة التي أطلق فيها الصبي بندقيته انقضت

البومة .. وحدثت سلسلة من الأحداث الغريبة ... الفأر تعثر بمسمار

وسقطت قطعة الجبن المسمومة في إناء ماء عميق .. الفئران

صرخت تنذره من شيء لم ينتبه إليه مطلقاً لأن كل اهتمامه ونظره

تركز على قطعة الجبن .. الطلقة أصابت البومة .. الولد انشغل بها

والفأرأرعبه صراخ الفئران فعاد إلى الجحر باكياً شاتماً لاعناً

ولائماً الفئران لأنها أربكته وجعلته يفقد صيده الثمين ...

وقد بذل الفأر المسن جهداً كبيراً في تهدئة هذا الفأر الأهوج

الأحمق .. الذي لم يصدق أنه كان أحمقاً ومغفلاً إلا بعد أن أطل

من ثقب في الجحر ورأى الصبي يدلق

إناء الماء بتقزز ورأى البومة

مجندلة مضرجة بالدم ... عندها التفت إلى الفئران مذهولاً وفي

عينيه تساؤل واستسلام .. قال المسن: أيها الأخضر .. كم من رزق

وفير نراه نعمة وهو نقمة .. وكم من حرمان فيه خيرنا وصلاحنا

.. نصيحتي لك يا بني راجع نفسك دائما واتهمها .. وشاور تسلم ..

يتبع

عظة الجد 6

بعد رحلة الصيدالفاشلةللأخضر ... تطلعت أنظار

الفئران إلى الفأر المسن تنشد عنده العبرة الشافية

وتوحدت مشاعرهاعند الدرس البليغ المنتظر

منه .. أما هو فلم يكن لديه جديد يقوله .. كان يعلم

أنها تنتظر منه الكثير .. لذلك قرر رمي الكرة في

ملعب الجماهير ... فقال:ايتها الفئران الطيبة هذا

الولد الأخضر المدلل وعاء جميل فارغ .. علينا

أن نملأه بأفضل ما لدينا .. فبماذا نملؤه؟ قام فأر

بارد النظرات وقال: فليدرس التاريخ ففيه العبر

وفيه البحث والنظر .. قال الشرير: أي تاريخ ياعم

.. التاريخ مجرد حكاية يسطرها الأقوياء ..

فيسلبون الاخرين محاسنهم وينسبونها إلى

أنفسهم ثم يلصقون بهم عيوبهم ومخازيهم ..

درسوه الجغرافيا فإنها لا تتغير ... قام طحبوش

وقال: لقد درست في الجغرافيا أن جارنا الفلاح

يزرع هكتارا من خصب أرضه حبوباً فسارعت

إلى بناء صومعة لخزن غنائمي منه .. فهل تعرفون

ماذا حدث؟ فوجئت بأنه استبدل الحبوب بالفجل

والبصل .. فليدرس شيئاًاخر .. الشعر مثلاً .. قال

المسن: صف الشعر محجوز للعشر سنوات

القادمة ولا مكان مطلقاً لأي شخص .. ما رأيكم

في تدريسه التكتيك الحربي؟ قام الأخضر

وصاح مستنجداً: مستحيل لا لا .. لا يمكن .. أنا

فأر مسالم .. خياري الوحيد البعد عن المشاكل ..

قام طحبوش وقال: لم يبق في قائمة الخيارات

إلا علم الأخلاق .. إذا لم تدرسها فلن تدرس

شيئاً .. قال الأخضر:وما الأخلاق؟ همس

الشرير في أذنه: إنها مجرد قيود وممنوعات

لمن يملك المفاتيح والرغبات .. ولكن لا بأس

يمكنك الاستفادة مما لدارسها من ميزات ....

يتبع

عظة الجد 7

في الطريق إلى منزل الأخضر حجر مدببة .. اجتازها الأخضر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير