تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذلك لأنهما لم يعجباه .. ولو أكل وشرب لما ذهبت أموالنا هدراً

ولكنا غفرنا له .. ولكنه طماع .. ألم تلاحظ أنني اضطررت

أن أعرض عليك دعوة فافي للغناء ظناً مني أنني قد اتمكن من

استرضائه وجعله يبتسم لنا ويشاركنا المرح .. ولكنه طمع

بأكثر من ذلك أيضاً .. وأغلب ظني أن غضبه كله كان لأن الفأر

المسن المبجل أمره أن يعلمك مهارات يريد الاستئثار بها لنفسه

فنقم علينا وعلى كبيرنا وتاج رؤوسنا المسن ويجب أن نبلغه

بذلك .. ضحك الأخضر وقال: يا لك من خبيث .. شديد الدهاء

بارع في الافتراء .. قال الشرير: احترم نفسك ياأخضر ..

بل أنت البليد الساذج .. الذي لا يمكنه فهم ما يجري .. إنما

أحاول حمايتك من هذا الدعي الذي يمثل دور الأخلاقي

ليجني المكاسب والوجاهة .. فلا تنخدع به .. ويجب أن تأخذ

زمام المبادرة وتشارك في اتخاذ القرار .. ومنذ الغد تعلن

للفئران ميلاد عهد جديد .. وسأساعدك في إعداد كلمة مؤثرة

تسمعها لكل فأر حر مستقل .. والان هيا لنزور فافي فقد

نحتاجها لتشهد بأن طحبوش امتدح صوتها مراراً .. لا تستغرب

لقد فعل ذلك .. رأيته بعيني هاتين اللتين سيأكلهما الدود ذات

يوم .. ضحك الأخضر وقال: لا بد أنه سيصاب بتسمم مميت ..

زمجر الشريرقائلاً: لولا أنك منقذ الفئران المرتقب من كل

قهر وكبت وظلام لكسرت هذا الفك الغبي .. هيا تعال ولا

تتغابى أكثر .. قال الأخضر:لأنني لا أملك شيئاً أخاف

عليه غير فكي الجميل سأذهب معك .. هيا ..

يتبع

عظة الجد10

عدد غير قليل جاء يستمع إلى كلمة الأخضر الموعودة ..

المسن وطحبوش وعقلاء الفئران والغالبية لم يحضروا ...

قال الأخضر: أعلن لكم اليوم أيها الأحرارميلاد الدراما طيقية ..

همس الشرير: الدما قراطية يا غبي .. لم يحفل الأخضر بالتصحيح

وتابع قائلاً: صوتكم اليوم يهمنا .. ستختارون من ينطق نيابة عنكم

بملء حريتكم .. وكل فأر سيشارك سيحصل على قطعة جبن ..

لكزه الشرير وهمس: هذه ليست في نسختي .. ولم يحفل الأخضر

بما سمع بل تابع متحمساً: الحياة جثة نتنة .. يقنع منها الدنيء المنحط

بلقمة .. ثم يرى هذه اللقمة مقدسة .. أما نحن .. أنا وأنتم .. فبالمخالب

بالأنياب سنحصل على كل شيء .. كل شيء .. ثم سنرمي منه ما نشاء

لمن نشاء .. ولن نبخل ببذل الدماء لتحقيق هذا الهدف .. هذه هي البطولة

.. أريدكم أقوياء .. انزعوا من قلوبكم كل رحمة .. كل ضعف .. وإلا

لن تظفروا بشيء أبداً .. لا بأس في أن أنحني أنا للعواصف الهوجاء

حماية لكم ولكن إياكم والانحناء .. ولا تنسوا الهدف .. اسلكوا إليه كل

سبيل .. اتبعوني وسوف انتشلكم من المستنقع الذي تغرقون فيه ..

ستتخلصون من قيود الفهم الغبي للمواعظ .. وستنطلقون إلى فهم

جديد متجدد .. الغاية فيه رفعة ومجد أحرار الفئران .. وليسقط

كل فأر لا يريد النهوض .. قام فأر وقال: كلمتك لم تعجبني يا أخضر ..

وفي الحال هجم عليه فأر قوي البنية وأوسعه عضاً ونهشاً ..

ثم جره بعيداً ... قام الشرير وقال: وأنا لم تعجبني كلمتك ياأخضر ..

صفق الأخضر للشرير وأومأ للجميع بالتصفيق ... فقام فأر جريء

وقال: ولكنك ياشرشور قلت نفس كلام ذلك المنهوش المعضوض ..

فما الفرق؟ قال الشرير: أولاً: هذا الكلام كان يجب أن يقال في

الساعة التا سعة تماماً .. وذلك المنهوش قاله في التاسعة إلا دقيقة

لقد أخطأ التوقيت .. ثانياً: نواياه كانت تخريبية .. ثالثاً: لسنا نحن

من اتخذ خيار تأديبه بل كما رأيت شرفاء هذه الكوكبة الطامحة

إلى النور ... فاخرس واجلس وإلا لحقت به يا غبي ..

يتبع

ـ[عبدالحكيم ياسين]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 10:00 م]ـ

عظة الجد11

انقسمت الفئران على نفسها .. المسن وطحبوش

ومعهما الغالبية .. والأخضر والشرير ومعهما

عددمن الفئران .. وفي تلك الأثناء وصل الهر

اللعين .. وقف أمام الأبواب وراح يموء برقة

وعذوبة ويرمش بعينيه ... الفئران كانت قد سمعت

الكثير الكثير عن مكره وخداعه لذلك لم تكترث

لحركاته .. ومع ذلك لم ييأس بل أعلن أنه سيوجه

إليهم كلمةبلغتهم يرسم فيها حدود علاقته بهم

باعتباره جاراًجديداُ .... وحقوق الجار لها

عنده كل الاعتبار .. ولم يطل انتظار الفئران

إذ شرع بعد ساعات من وصوله بالكلام قائلاً:

اسمعي أيتها الفئران الطيبة .. لقد عشت دائماً

في الجحور المظلمة ولم تري من الدنيا مارأيته

أنا .. لم تسعدي كما يجب .. وهضم الكبار فيك

حقوق الصغار وعاشت الفأرات الرقيقات

حياة عبودية ومذلة .. والأسوأمن ذلك هو

إقصاء أصحاب الكفاءات المميزة والمبادرات

المبدعة .. لقد جئت أنانصيراً للحريةمعلناً

عصر الانفتاح على الاخر الذي هو أنا ...

ضحكت الفئران جميعاًوعلا صوت طحبوش

قائلاً: نحن جائعون أيها العم الطيب فبماذا

تنصحناأن نتعشى .. بفأرضعيف أحمق ..

أم تنصحنا أن يأكل كل فأرذيله وتأكل أنت الباقي؟

ضحك الجميع من جديد وتعالت الصيحات من

بينهم قائلة: اذهب والعب غير هذه اللعبة يا

حباب ... نحن لا ننخدع للأقوال .. ما يهمنا هو

الأفعال ... ولا نعتقد أنك تحمل هذه الأنياب

في فمك لتقطع بها البطاطا والخس .. وهذه المخالب

الحادة ليست بالتأكيد لتمشيط فرائنا .. هر الهر

بحنق وقال: لقد عرضت عليكم صداقتي ..

وأنا أمهلكم ثلاثةأيام .. فمن قبلها منكم فليسجل

اسمه عند هذا الفأر الأخضر الجميل المتفهم

الذي لم أر منه أية ميول عدوانية .. وليس لي أعداء

بينكم إلا هذا الفأر البدين المغرور المدعو

طحبوش .. وسأسمح بمرور الأطعمة والأدوية

فقط من بوابة حجر الأخضر .. والان وداعاً ...

انتهى الفصل الأول من القصة

مع تحيات عبد الحكيم ياسين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير