.. واعلم أن التصريع من الشعراء بمنزلة السجع في الفصلين من الكلام المنثور، وفائدته في الشعر أنه قبل كمال البيت الأول من القصيدة تعلم قافيتها وشبه البيت المصرع بباب له مصراعان متشاكلان. وقد فعل ذلك القدماء والمحدثون، وفيه دلالة على سعة القدرة في أفانين الكلام، فأما إذا كثر التصريع في القصيدة فلست أراه مختاراً، إلا أن هذه الأصناف من التصريع والترصيع والتجنيس وغيرها إنما يحسن منها في الكلام ما قل وجرى مجرى الغرة من الوجه، أو كان كالطراز من الثوب، فأما إذا تواترت وكثرت فإنها لا تكون مرضية، لما فيها من أمارات الكلفة"
المثل السائر لابن الأثير
"باب التصريع
... ووقوعه في الأشعار دليل على غزر مادة الشاعر، وحكمه في الكثرة والقلة حكم بقية أنواع البديع، إذ كل ضرب من البديع متى كثر في شعر سمج، كما لا يحسن خلو الكلام منه غالباً، وكل ما جاء منه متوسطاً من غير تكلف فهو المستحسن ... "
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر لابن أبي الإصبع
" ... والذي أراه أن التصريع يحسن في أول القصيدة ليميز بين الابتداء وغيره ويفهم قبل تمام البيت روي القصيدة وقافيتها، ولذلك قال أبو تمام:
وإنما يروقك بيت الشعر حين يصرع
فأما إذا تكرر الصريع في القصيدة فلست أراه مختاراً، وهو عندي يجرى مجرى تكرر الترصيع والتجنيس والطباق وغير ذلك مما سيأتي ذكره، وأن هذه الأشياء إنما يحسن منها ما قل وجرى منها مجرى اللمعة واللمحة، فأما إذا تواتر وتكرر فليس عندي ذلك مرضياً
فإن قال لنا قائل: كيف يكون التصريع وغيره من الأصناف التي أشرتم إليها حسناً إذا قل وإن كثر لم يكن حسناً؟
قيل له: هذا غير مستنكر ولا مستطرف وله أشباه كثيرة، فإن الخال يحسن في بعض الوجوه ولو كان في ذلك الوجه عدة خيلان لكان قبيحان ويكون في بعض النقوش يسير من سواد أو حمرة أو غيرهما من الألوان فيحسن ذلك المزاج والنقش بذلك القدر من اللون، فإن زاد لم يكن حسناً وتستحسن غرة الفرس وهي قدر مخصوص فإن كان وجهه كله أبيض أو زاد ذلك القدر من البياض لم يحسن، وأشباه هذا أكثر من أن يحصى والعلة فيه أنه إنما كان حسناً بالإضافة إلى غيره."
سر الفصاحة ابن سنان الخفاجي
لا بأس أهرب معك الآن يا أبا خالد قبل أن يدركني أستاذي أبو يحيى:)
يا رب سلم:)
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 01:16 ص]ـ
وكم أعشق مناقشات العظام .. ومداخلاتهم ..
وسأحاول أن أقف هنا كالبطل الذي لايهرب ...
ولكي أبقى دون هرب لن أنتقد ..
عدلت أخي أبا يحيى على القصيدة بعد تنسيقها واعتمدت التعديل دون استخدام الوضع المتقدم فطارت القصيدة ولم نرها .. - هذا نقدي حالياً -
همسة في أذن الشاعر:
(كم لهذا الاسم معنىً بالمعنى!)
أهرب يا قلم ...
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 01:24 ص]ـ
لا تظهر القصائد المنسقة على جهازي اليوم .. ولكنني قرأتُ منها ما اقتبسه أستاذنا الجبلي، فأردتُ أن أشير إلى أن أحكام التصريع لا تنطبق عليها البتة، وإنما هي قصيدة كتبت على مشطور الرمل ..
وقصائد المشطورات مقفاة شطراً شطراً ..
ويحسن بالشاعر أن يكتبها أشطراً متوالية لا أبياتاً (إلاّ إذا أراد توفير الورق)!!
أه لو تدرين لا بل أنتِ أدرى
حينما أشرقتِ في الأرجاءِ فجرا
كان قلبي مظلمَ الأقطار مُرّا
فاحتواه الشوقُ حتى عاش عُمْرا
في رحاب الحُبّ والأشواقُ مَسْرَى
رقص الوجدُ ببرديكِ فأغْرَى
فتراءى في سماء الحسن بدرا
وسقاني من كؤوس العشق خمرا
كلما أصحو بهنَّ ازدَدْتُ سُكْرا
فأنا أعشقُ من في الأرضِ طُرّا
وأنا أنْسَبُ من يشتاق شعرا
وهواكِ العذب يغريني وأحرى
أتغارين وما أحدثتُ أمرا!
إنني ما عُدْتُ مثل الأمس غِرّا
لسوى عينيك ما شطَّرْتُ شطرا
لا ولا سطّرْتُ في القرطاس سطرا
تبتُ عن ليلى وعن سُعْدى وذكرى
أتغارين وقد أهواكِ بَهْرا!
أنتِ أحلى، أنتِ أغلى، أنت أسْرَى
أنتِ نبضُ الروح مني أنتِ بُشْرَى
أنتِ بُشْرَى
وهكذا سأقف ها هنا (بشجاعة) فلا أهرب!!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 01:25 ص]ـ
عدلت أخي أبا يحيى على القصيدة بعد تنسيقها واعتمدت التعديل دون استخدام الوضع المتقدم فطارت القصيدة ولم نرها .. - هذا نقدي حالياً -
مشكلة عدم ظهور القصائد المنسقة ستحل قريبا إن شاء الله
اهرب يا قلم ...
هذا حال المسكين الذي لم يقل شيئا:)
كان الله في عونك يا أبا خالد:)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 02:34 ص]ـ
لا تعليق على القصيدة ولكن ردي هو:
أنظر سبكك في هذا القريض وانظر سبكك السابق في قصيدة " الله الله فينا إننا بشر "
إذ قلت فيها:
اللهَ اللهَ فينا إننا بَشَرُ = دمٌ ولحمٌ وفي الأحشاء مُنْفَطِرُ
يا لائمًا في هواهُ والهوى قَدَرٌ = أعْذَرْتَ حقًا ولكنْ عندَنا عُذُرُ
مَنْ للغُزَيِّلِ في ألفاظه حَصَرٌ = له الوقارُ وفي ألحاظه غَجَرُ
قد كنتُ أحسبُ بدراً واحداً أبداً = حتى بدا قمرٌ ما مثله قمرُ
مِنْ عندِ حَيِّهمُ أحْوَى ربِيبُ غِذاً = مُهَفْهَفُ الذَّيلِ نَفْنافُ الصِّبا عَطِرُ
تَعْشَى محاسنُ شعريْ من محاسنه = وعندَ صورته تستعجم الصُّوَرُ
أرْهَنْتُهُ القلبَ مختاراً وقلتُ له = مولاك رَهْنٌ بما تُبقي وما تَذَرُ
كذاكَ عِزُّ الهوى في ذُلِّ صاحبِهِ = وما هُرِيقَ له من أنْفُسٍ هَدَرُ
تعليق تعليقك القادم:) ...
دمتم بود
¥