لو تغاضيتُ عن هذه الملاحظة فسأقول إن في البيت لطائف جيدة، فلقد أفرد القلب وجمع الطبول، وفي هذا دلالة قوية على شدة خفقان القلب الذي صارت دقاته تشبه قرع الطبول لا قرع طبلة واحدة، كذلك استخدامه الأسلوب الإنشائي الاستفهامي في الشطر الثاني، فقد جاء موظفا توظيفا بديعا جزلا غير متكلف، كذلك استخدامه صيغة المبني للمجهول، والشطر الثاني عندي كله بديع.
يَرْنُو إِذَا مَا قِيلَ مَوْطِنُهُمْ دَنَا ... وَالدَّمْعُ مِن عَيْنَيْهِ كَالغَيْثِ الهَطُولْ
أيها الشاعر هل تستطيع أن ترنو بعينيك والدمع يهطل منها كالغيث الهطول، أتحداك:)، فالرنو إدامة النظر مع سكون الطرف.
إِنِّي لَأُبْصِرُ طَيْفَ مَنْ أَهْوَى هُنَا ... بَيْنَ المَرَابِعِ وَالرَّوَابِي وَالسُّهُولْ
الوقوف على الأطلال ليس فيه مرابع أو روابي، وإنما هو القفر والدرس بعد ترك الحبيبة للمكان.
إِنِّي لَأُبْصِرُ طَيْفَ مَنْ أَهْوَى هُنَا ... بَيْنَ المَرَابِعِ وَالرَّوَابِي وَالسُّهُولْ
يَمْشِي يُهَادِي خَطْوَهُ فِي رِقَّةٍ ... مَرْحَى بِطَيْفِكَ أَيُّهَا الظَّبْي الخَجُولْ
هَلْ جِئْتَ مِثْلِي زَائِرًا وَمُسَلِّمًاتَ ... هْدِيكَ أَشْوَاقُ الصَّبَابَةِ لِلوُصُولْ
قلتم: إني لأبصر طيف من أهوى، ثم: يمشي يهادي ... ، ثم: مرحى بطيفك أيها الظبي .. ، إذن هذا الظبي هو طيف حبيبك، فكيف تقول لطيف حبيبك: هل جئت مثلي زائرا! وكأنه جاء يزور حبيبه كما جئت أنت تزور حبيبك!
بَدْرٌ تَنَقَّبَ حُسْنُهُ عَنْهُ وَشَى**يَرْمِي سِهَامَ لِحَاظِهِ يَسْبِي العُقُولْ
بدر تنقب! كيف تنقبه إذا كان حسنه يفضحه! ثم كيف حسنه وشى بها وهي منتقبة، ولو قلت عيناها وشت بها لصدقتَ.
فَمَضَى مَعِي فِي الدَّرْبِ نَرْوِي قِصَّةً**الحُبُّ مَبْدَؤُهَا وَخَاتِمَةُ الفُصُولْ
يَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَعُودُ زَمَانُنَا ... بِالوَصْلِ مِنْ بَعْدِ التَّفَرُّقِ وَالذُّبُولْ
البيت الأول يصلح خاتمة لقصيدتك وأذانا إلينا أن وصالك مع محبوبتك عاد إلى سابق عهده، فلقد مضت معك في الدرب تروي قصة ً الحب مبدؤها وخاتمة الفصول، لاحظ: الحب مبدؤها وخاتمة الفصول، ثم بعد هذا البيت الذي كنت نتوقعه خاتمة جئتَ ببيت يناقضه فتمنيتَ أن يعود بك الزمان إلى أيام الوصال!
وأعتذر عن الإطالة فقد اختصرتُ ما استطعتُ!
والسلام!
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 08:02 م]ـ
[ quote= جلمود;359405] سلام الله عليكم،
وعليكم السلام رمة الله وبركاته
بيت وقفتُ عنده مليا، مفكرا ومتسائلا، ثم مستحضرا لتلك الحالة الشعورية
هذه العبارة تستخدمها كثيرا يا جلمود:)
التي تنتاب الحبيب عند الوقوف على أطلال محبوبته، فاتضح لي أن خفقان القلوب الذي يشبه قرع الطبول لا يكون عند تذكر الحبيب بل لا يكون عند الوقوف على الاطلال،
لله درك كيف اتضح لك ما خفي علينا:)
وإنما يكون خفقان القلوب عند لقاء الحبيب،
وهل أراد شاعرنا غير ذلك؟
يرنو إذا ما قيل موطنهم دنا فهو مسافر يا جلمود
لو تغاضيتُ عن هذه الملاحظة
فتغاض هذه المرة فقط
أيها الشاعر هل تستطيع أن ترنو بعينيك والدمع يهطل منها كالغيث الهطول، أتحداك:)، فالرنو إدامة النظر مع سكون الطرف.
يقول المتنبي:
تَرنو إِلَيَّ بِعَينِ الظَبيِ مُجهِشَةً وَتَمسَحُ الطَلَّ فَوقَ الوَردِ بِالعَنَمِ
ويقول ماني المُوَسوَس
وَأَبرَزَت مِن خِلالِ السَجفِ ناظِرَها تَرنو إِلَيَّ وَدَمعُ العَينِ يَنهَمِلُ
الوقوف على الأطلال ليس فيه مرابع أو روابي، وإنما هو القفر والدرس بعد ترك الحبيبة للمكان.
أجبت نفسك وكفيتنا
بدر تنقب! كيف تنقبه إذا كان حسنه يفضحه!
وكيف يفضحه حسنه إن لم يستتر؟
ثم كيف حسنه وشى بها وهي منتقبة،
وكيف يشي بها وكل الناس قد رأوها؟ والله غريبة:)
قلتم: إني لأبصر طيف من أهوى، ثم: يمشي يهادي ... ، ثم: مرحى بطيفك أيها الظبي .. ، إذن هذا الظبي هو طيف حبيبك، فكيف تقول لطيف حبيبك: هل جئت مثلي زائرا! وكأنه جاء يزور حبيبه كما جئت أنت تزور حبيبك!
عجيب أمرك يا هذا افهم المعنى
لقد شبهها بالظبي
إِنِّي لَأُبْصِرُ طَيْفَ مَنْ أَهْوَى هُنَا ... بَيْنَ المَرَابِعِ وَالرَّوَابِي وَالسُّهُولْ
انظر هنا , ليس أمامك بل أسفل
يَمْشِي يُهَادِي خَطْوَهُ فِي رِقَّةٍ
¥