ثم قال مَرْحَى بِطَيْفِكَ أَيُّهَا الظَّبْي الخَجُولْ (ليس الظبي الذي هداك إليه عقلك)
بل محبوبته التي شبهها بالظبي
والسلام
ـ[جلمود]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 10:35 م]ـ
يا مرحى يا مرحى!
مرحبا بصاحبنا الجبلي صاحب الغرائب والفرائد!
بالمناسبة كيف حال غمامتك التي تظل ولا تمطر:)،
أبلغها تحياتي ودعائي لها بأن يسهل الله لها الأمور فتمطر: p !
هذه العبارة تستخدمها كثيرا يا جلمود:)
يسعدني أنك تحفظ ما أقول:)، وليتك تواظب على الحفظ: p !
وهل أراد شاعرنا غير ذلك؟
يرنو إذا ما قيل موطنهم دنا فهو مسافر يا جلمود
يا جبلي! تأمل الأبيات جيدا، وستعرف أن الشاعر يقف على أطلال محبوبته، ولم يقابلها حتى يخفق قلبه، انظر:
خَفَقَانُ قَلْبٍ ذَاكَ أَمْ قَرْعُ الطُّبُولْ ... أَتُرَاهُ هَيَّجَ شَوْقَهُ ذِكْرُ الطُّلُولْ
يقول المتنبي:
تَرنو إِلَيَّ بِعَينِ الظَبيِ مُجهِشَةً وَتَمسَحُ الطَلَّ فَوقَ الوَردِ بِالعَنَمِ
ويقول ماني المُوَسوَس
وَأَبرَزَت مِن خِلالِ السَجفِ ناظِرَها تَرنو إِلَيَّ وَدَمعُ العَينِ يَنهَمِلُ
يبدو أن الموسوعة الشعرية تؤتي أكلها معك يا جبلي فهنيئا لك:)،
ولكنك لو لم تستعجل في اقتناص الصيد منها لعلمت أن بيت المتنبي لا شاهد فيه إلا على ما قلتُ.
انظر إلى قولي جيدا وكرره ثلاث مرات بعد الأكل وقبله: p :
" أيها الشاعر هل تستطيع أن ترنو بعينيك والدمع يهطل منها كالغيث الهطول"، ثم انظر إلى بيت المتنبي وقوله "مجهشة".
والآن تعال معي في نزهة لغوية لعلك تريح أعصابك وتسترخي قليلا: p ،
أبو سهيل قال: ترنو والدمع من عينيها كالغيث الهطول.
والمتنبي قال: ترنو وهي مجهشة.
هناك فرق بين العين الذي تهطل دموعها كالغيث الهطول، وبين عين مجهشة بالبكاء.فالهطل كثرة الدمع وتتابعه وسيلانه، أما الإجهاش فهو التهيؤ للبكاء، فهل عرفت الآن لماذا لا يجتمع الرنو مع الإجهاش ولا يجتمع مع هطول الغيث!
أما بيت ماني هذا (الذي لولا محرك بحث الموسوعة لم تكن لتعرفه:)) فشاذ يخالفه استعمال الشعراء الفحول المحتج بكلامهم، فالرنو عندهم هو إدامة النظر في سكون لأنه يتطلع إلى شيء جميل غالبا يساعد على التأمل وسكون الطرف، انظر:
إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً ... إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ
وَالأجْبَهُ بْنُ نُمَيْرٍ فَوقَ مُفْرَشَةٍ ... يَرْنُو إلى أحْوَرِ الْعَيْنَيْنْ ذِي عُكَنِ
الوقوف على الأطلال ليس فيه مرابع أو روابي، وإنما هو القفر والدرس بعد ترك الحبيبة للمكان.
أجبت نفسك وكفيتنا
يا صديقي لا تتعجل، ففي العجلة الندامة:)، اقرأ القصيدة جيدا، لتعرف أن الشاعر لم يقابل محبوبته وإنما هيج شوقه ذكر الطلول، فمحبوبته غادرت منذ زمن، وفي البيت الثالث طلب السقيا لمنزل حبيبته الدارس، فكيف يقابل طيفها في البيت الرابع بين المرابع!
بدر تنقب! كيف تنقبه إذا كان حسنه يفضحه!
وكيف يفضحه حسنه إن لم يستتر؟
ثم كيف حسنه وشى بها وهي منتقبة،
وكيف يشي بها وكل الناس قد رأوها؟ والله غريبة
أما كلامك هنا فيحتاج إلى ترجمان:)، وخلاصة قولي أنه لو قال أن عينيها تفضح جمالها المنتقب لصدق وأحسن.
قلتم: إني لأبصر طيف من أهوى، ثم: يمشي يهادي ... ، ثم: مرحى بطيفك أيها الظبي .. ، إذن هذا الظبي هو طيف حبيبك، فكيف تقول لطيف حبيبك: هل جئت مثلي زائرا! وكأنه جاء يزور حبيبه كما جئت أنت تزور حبيبك!
عجيب أمرك يا هذا افهم المعنى
لقد شبهها بالظبي
إِنِّي لَأُبْصِرُ طَيْفَ مَنْ أَهْوَى هُنَا ... بَيْنَ المَرَابِعِ وَالرَّوَابِي وَالسُّهُولْ
انظر هنا , ليس أمامك بل أسفل
يَمْشِي يُهَادِي خَطْوَهُ فِي رِقَّةٍ
ثم قال مَرْحَى بِطَيْفِكَ أَيُّهَا الظَّبْي الخَجُولْ (ليس الظبي الذي هداك إليه عقلك)
بل محبوبته التي شبهها بالظبي
لم يصلك قصدي بعد: p ، ودعني أمثل لك، لو أنك قابلت محبوبتك بين المرابع فهل ستقول لها: أهلا بك هل جئتِ تزورين حبيبك مثلما جئتُ أزور حبيبي! وكأن لكل منكما حبيبا غير الآخر، اعتراضي كان على كلمة "مثلي" فقط، وإنما الصواب أن يقول لها: هل جئتِ تزورينني كما جئتُ أزورك.
¥