تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جلمود]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 05:46 ص]ـ

على رسلك يا أبا يحيى!

حبذا لو أريتنا هذه المجافاة للحق حتى نرجع عنها، فالحق حبيب إلينا،

فلا ترسل الكلام على عواهنه!

وما الذي كنتَ تنتظره منا لشاعر يقول لأول قارئ لشعره عندما وافقه في موضع وخالفه في موضعين (جزء من الرد المحذوف للشاعر):

إما أنك أذكى من كل الأدباء الذين مدحوا هذا القصيد فيصدق فيك أنك جاهل،

أو أنك معاد لي تستخفي حول اسم وهمي،

أو أنك شخص أعمى.

فأنزلناه منزلته وعرفناه قدره وحجمه!

ولما بغى لم نر له حق الضيافة والتغافل،

فوفيناه حقه كما جاء في شعره.

وأعتذر للمشرفين عن إيراد هذا الجزء من المشاركة المحذوفة،

ولقد أوردته حتى يُعرف الأمر من بدئه ويعرف أول من بغى وتكبر،

فإن رأى الجبلي حذف هذا الجزء فليفعل ولا حرج عليه.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 06:45 ص]ـ

إما أنك أذكى من كل الأدباء الذين مدحوا هذا القصيد فيصدق فيك أنك جاهل،

أو أنك معاد لي تستخفي حول اسم وهمي،

أو أنك شخص أعمى.

معذرة مني إليك أستاذي "جلمود" وإلى جميع الإخوة؛ فإني لم أطلع على هذا الكلام غير المسؤول، ولو فكرتُ قليلا في سياسة الفصيح لعرفت لمَ حُذِف الردّ. والله المستعان ( ops

ولكني مع ذلك ما زلت أقول: إن ثمة مجافاة في النقد، في أشياء يمكن احتمال الصحة فيها، بل وحتى الحكم بجمالها فوق صحتها، والعذر في ذلك أن النقد ليس علما منضبطا؛ بل يختلف باختلاف الرؤى والأذواق والتصورات.

خذ ـ مثلا ـ أخي جلمودا نقدك لهذا البيت:

هلْ تذكرينَ زماناً كانَ يجمعُنا؟

والرَوْضُ في الليلةِ القَمْراءِ يُخْفيكِ

قلت: قافية غير فنية مجتلبة للوزن.

وقد يخالفك أحدهم في هذا الحكم النقدي ضدا بضد، فيقول:

القافية هنا في قمة الفنية والثراء والتمكن؛ لما فيها من مبالغة في الدلالة على الستر، ولانسرابها مع دلالة المضارعَة في: يخفيك.

بالإضافة إلى ملمح آخر يدلّ على عبقرية في استعمال الفعل (خفي ـ يخفى)؛ فهو من "الأضداد"، يدل على الخفاء حينا، والظهور حينا آخر. ولا يخفى على قامتكم النقدية الباذخة أخي جلمودا تناسب هذه الضدية مع مشهد تلك الحسناء؛ يسترها الروض، وينم عنها الحسن.

كل ما سبق ـ وأكثر منه ـ لهو دليل على تمكن هذه القافية وغناها وثرائها. وأنك يا أخي جلمودا لم تنصف الشاعر في حكمك هذا؛ وبخاصة أنك لم تشفع هذا الحكم بالتعليل الموضوعي الذي يجعل القارئ على بيِّنة من أمره، ولا يحمل صاحب القصيدة على أن يرميك بالتهم المغرضة؛ فأنت قد بيّنت له مع الدليل والبرهان؛ فإن أنكر عليك بعد ذلك دخل إنكاره في المعاندة والبغي وبطر الحق.

هذا نموذج واحد فقط لما أردته بقولي: مجافاة الحق، وإنما سقته لأدفع عن نفسي تهمة: إطلاق القول على عواهنه:).

بقي أن أقول لك ـ أخي الحبيب ـ ولي ولكل ناقد: إنه ليس كل من يُنقَد سواء في تقبّل النقد من عدمه؛ وليس كلُّ أحد يعلم منك صدق الغرض وسلامة الطوية؛ بل ربما زادت ثورته إذا جبهته بنقد غير معلَّل، أو فيه احتمال لصحة أو صواب؛ فما بالك إذا كان شعره فيه نوع حسن وقوة سبك، وقد نال من قبل مدح المدّاح وثناء المعجبين!

وأعلم إنك لستَ بغافل عن هذا كله، ولم أصل بعدُ لأكون ناصحا لمثلكم بارك الله فيكم. ولكنه من باب:وذكِّر.

أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد

والحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

ـ[جلمود]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 07:55 ص]ـ

السلام عليكم،

أولا: لو أنك راجعت تعليقاتي السابقة ستجدها كلها معللة، أما هذا الرد فلم أعلله لوضوح تكلفه، وكنت أظن أنه لا ينتطح فيه بعيران، بله أن يخفى على ذي لب، وسأعرض رأيي مفصلا فيما ياتي.

ثانيا: لا يعجبني استعمالك لكلمة مجافة الحق، فلقد صدرت مقالتي بأنها وجهة نظر وليست حقا ملزما، ومع كوني أخالفك فلست أفعل مثلك وأصفك بمجافاة الحق.

ثالثا: انكرتَ عليّ عدم تبيني لعلة حكمي على البيت الأول، وأنت قلت سابقا أن كلامي فيه مجافاة للحق دون ذكر أدلة ولم أنكر عليك كما فعلتَ وإنما طالبتك بالدليل، فانظر إلى الفرق!

رابعا: إن كان في جعبتك شيء آخر تراه مجافيا للحق فهاته نعرضه على مائدة النقاش والحوار، وإلا فابلع صمتك على مهل ولا تعرّض بمثل قولك هذا "هذا نموذج واحد فقط لما أردته بقولي"

خامسا: تفصيل علة حكمي على القافية بالتكلف وعدم الفنية:

هلْ تذكرينَ زماناً كانَ يجمعُنا؟

والرَوْضُ في الليلةِ القَمْراءِ يُخْفيكِ

لاحظ أبا يحيى أن الشاعر يصف لحظة لقائه بمحبوبته،

وهي لحظة شاعرية ينعم فيها الخل بخله والحبيب بحبيبه.

ثم لاحظ ما معنى ليلة قمراء،

فالليلة القمراء هي تلك الليلة المضيئة التي يحلو فيها السمر والعشق.

ثم لاحظ معنى الروض عند العرب، فالروض ليس أشجارا عالية كثيفة كتلك التي نعرفها في أدغال أفريقيا، وإنما الروض عندهم هو ذلك المكان الذي يجمع العشب اللين والخضرة النضرة والماء الجاري والجو اللطيف، ذلك المكان الذي تتخلله الشمس نهارا واالنسمة ليلا والندى فجرا، إنه ذلك المكان الذي يحلو فيه المقام ويحلو معه السمر والعشق.

بعد أن تلاحظ ما أريتكه تعال معي كي أريك التناقض،:

لاحظ التناقض بين قوله يجمعنا ويخفيك،

لاحظ التناقض بين ليلة قمراء مضيئة وتخفيك،

لاحظ التناقض بين لحظة لقاءه المرتقبه بمحبوبته وبين الروض يخفيها، تلك اللحظة التي ينعم فيها الحبيب بقرب محبوبته ووصالها، لا أن يلعب معها لعبة الخفاء والظهور وهي لعبة يلعبونها الصبية، فتختفي هي بين الروض وهو يبحث عنها!

ثم تعال معي أريك أسئلة ليس لها جواب:

كيف يخفي الروض (بمعناه الذي شرحتُه) محبوبته!

هل هي في حجم عقلة الأصبع حتى تختفي بين الحشائش والبقول!

هل تعرف شاعرا على مر الدهر قال إن محبوبته تختفي في روضة وقت لقائهما!

مرة أخرى أقول مرحبا بالحوار مرحبا بالنقاش مرحبا بنقد النقد!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير