ـ[أحمد عزو]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 08:31 ص]ـ
شكراً للكاتبة (أم زينب) على صدرها الرحب، وتقبلها للنقد شجعني لأقول المزيد ..
بعد مراجعة مشاركتي السابقة تبين لي أنها تنقص (بعض الأمثلة) عسى أن تعم الفائدة، وهذا ما نرجوه من الذي نقوله (الفائدة ليس إلا) وهذه هي الأمثلة:
- العنوان (ليل طويل): لا جديد فيه، فدائماً ليل العذابات والألم يكون طويلاً، وهكذا النهار والليل يقاسان بالطول والقصر بشكل طبيعي، أما إن أردنا التميز والأفضلية فنقول مثلاً: (الليل غول يأكلني)، (ليل لا ينتهي)، (أنتَ وردتي الشائكة)، أمثلة بسيطة لعناوين أدت دورها بشكل أفضل لوجود مجاز جميل محبب فيها، إذ لا يخفى على الكاتب أهمية أن يكون العنوان مشوقاً وبديعاً ومختلفاً.
- ليس بالضرورة أن نأتي بعبارات أو جمل صريحة سهلة دائماً، فهذا ما يجعل القارئ يقرأ فقط دون أن يُعمل خياله، مما يبعث في نفسه الملل، وكذلك يُتهم الكاتب حينها بأنه (يستغبي القارئ)، لذلك لا داعي للصراحة الكاملة وللشرح الذي يضعف السرد ويأخذه إلى السطحية بعيداً عن العمق، وإلى البساطة المنفرة بعيداً عن البلاغة المحببة، فمثلاً: (إن حبي لكِ يفوق حبي للأولاد والنسل)، من الممكن أن تكون: (حبي لكِ فوق كل شيء)، وأيضاً: (لا أستطيع العيش بعيدة عنه لحظة واحدة)، تصبح مثلاً: (هو الهواء الذي أتنفس)، والفرق واضح جلي.
- (لا يمكن أن يخونني)، هنا الخيانة لها معنى مختلف عما أرادته الكاتبة، لذلك وجب وضع: (لا يمكن أن يظلمني)، فهي الصحيحة والمناسبة أكثر للسياق.
- خطأ غير مقصود، ومعلومة غير صحيحة وهي: (لكنني أول امرأة تسوق إلى بيتها ضرتها .. ).
- جملة جميلة جداً هي: (تتنازعها رياح الخوف وعواصف الشك ثم تأخذها برودة اليقين) .. ومن الممكن أن تكون أجمل أيضاً إذا صارت: (تتنازعها رياح الخوف وعواصف الشك ثم تأخذها نسمة اليقين الربيعية)، بذلك نُخرج اللفظ عن المألوف المعتاد، الذي هو (برودة اليقين)، ونكون قد أتينا بما يناسب الرياح والعواصف، على النقيض منهما طبعاً.
- نأتي إلى الخاتمة وفيها: (استبدلتها بابتسامة صغيرة أخفت وراءها .... )، يكفي هنا أن نقول مثلاً: (كانت ابتسامتها تقطر حزناً وألماً)، فهذا التناقض هنا يخلق صورة بديعة، وتكون هذه الصورة ملخصاً لمحور القصة في الوقت نفسه، أما الباء الأولى في كلمة (بابتسامة) فقد أدت عكس المطلوب، لأن الباء في (الاستبدال) تدخل على الشيء المتروك، كقوله تعالى: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) فقد تركوا الخير وأخذوا الأدنى.
وباختصار: القصة جميلة بسيطة هادئة كما قلت، لكن تحتاج إلى ضغط واختزال واستبدال بعض الجمل والكلمات لتعطي اللمسة السحرية المطلوبة ..
والآن هذه الأبيات التي تناسب القصة، فكأن بطلة القصة المحروقة النادمة المحبة تقول على لسان الشاعر (ابن المعتز):
أطلتَ وعذبْتني يا عذولُ ** بُليت فدعني حديثي يطولُ
هواي هوىً باطنٌ ظاهرٌ ** قديمٌ حديثٌ لطيفٌ جليلُ
فما بالُ ذا الليل لا ينقضي ** كذا ليل كل محب طويلُ
أبيتُ أساهر بدر الدجى ** إلى الصبح وحدي ودمعي يسيلُ
بالتوفيق للأستاذة أم زينب .. ودمتم بخير جميعاً.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 05:03 م]ـ
القصة جميلة يا أخية وهدفها نبيل وتستحق القراءة
وبصراحة الأساتذة الكبار مدحوا القصة فأصبح مدحي من بعدهم تحصل حاصل لاقيمة له
أنتظر بشغف أن أقرأ لك ثانية وأرجو تنبيهي إلى ذلك
وانتظري قصتي التالية قريباً ولك مني كل تقدير واحترام