[قصة معلم الابتدائية]
ـ[محبة العربية]ــــــــ[19 - 10 - 2005, 11:18 م]ـ
إخواني الكرام:
نحن نعلم أن دور المعلم لا يقتصر على التلقين فحسب
بل لابد أن يكون له دور تربوي فاعل، فما خلقنا إلا لعبادة الله
فيجب التركيز على ذلك في تعليم النشء بقدر الإمكان، نحاول
أن نربط الدين بالدنيا، من خلال حصص النشاط والانتظار
ومن خلال الشرح فعندما يعرض معلم العربية مثلا بعض الأمثلة التي
تثبت القاعدة النحوية فهنا الفرصة سانحة، هذه الأمثلة القرآنية أو النبوية تستطيع الوعظ من خلالها.
ولو كانت ثانية واحدة، فكيف نعلمهم لغة القرآن وهم لا يطبقون القرآن بتاتا في حياتهم؟
الفرص في ذلك كثيرة، ومن أراد الخير سيساعده الله فهناك طلاب لا يؤدون الصلاة
أبدا هم وأهاليهم فما دور المعلمين؟
إليكم قصة هذا المعلم، معلم الابتدائية الذي جعل من طلابه دعاة.
في حصة الانتظار سأل هذا المعلم الطلاب:
من يرغب أن يكون داعية إلى الله؟
أجابوا كلنا نريد
إذن فلنبدأ على بركة الله
ليحضر كل واحد منكم شريطا نافعا من تلاوة القرآن أو المحاضرات المناسبة
وبعد أن أحضر الطلاب المطلوب جعلهم يتبادلون الأشرطة بينهم بحيث يدور الشريط
على كل الطلاب وأوصاهم أن يقوموا بتسميعه لأهاليهم.
واستمر المشروع الدعوي المبارك بعد أن جعل طالبا مسؤولا عن الإعارة .. ثم انتقل
إلى الكتيبات الإسلامية.
وذات يوم حمل إليه أحد الطلاب رسالة خاصة فتحها فقرأ:
(أيها المربي الفاضل: هذه رسالة شكر وعتاب فلا تتصور كم كان أثر الشريط الذي
أحضره أخي الأصغر .. نعم لقد قلب هذا الشريط حياة أسرة بأكملها .. أسرة لاهم
لها إلا التمتع بملذات الحياة.
فوالدنا ترك لنا الحبل على الغارب وأمي لا تعرف عن دينها شيئا فكانت حياتنا
بعيدة عن منهج الله.
الصلاة هي آخر مانفكر فيه فلم تكن يوما موضوعا يطرح في بيتنا .. هذه حياتنا
لهو وعبث ..
ولكني أعرف من نفسي أن هناك فراغا روحيا قاتلا أحمله .. هناك ضنك أعيشه ..
ورغم أني جامعية وفي كلية علمية ومتفوقة في دراستي إلا أن السعادة الحقيقية كانت
مفقودة تماما في حياتي .. حتى جاء ذلك اليوم فأعطاني أخي الطالب لديكم شريطا شدني
عنوانه (السعادة بين الوهم والحقيقة)
... نعم لقد كان النداء الأول الذي أيقظني من رقدة طالت مدتها
لقد أمضيت إجازتي الأسبوعية أفكر في حديث الشيخ وأنتظر الشريط القادم من أخي
وقد أوصيته بذلك فكان يوم السبت انتظرت أخي على أحر من الجمر
هاهو يحضر لي شريطا عنوانه أرعبني وكأنه النذير الأخير:
انتبه فقد لا يترحم عليك
أخذت الشريط قبل الغداء فاستمعت إليه كانت خطبة مؤثرة جدا
فبكيت وبكيت
أهذا مصيري إن أنا مت وأنا تاركة للصلاة لا أغسل لا أكفن لا يصلى عليّ
ياللخزي في الدنيا والآخرة
لم أتناول الغداء ذهبت مسرعة توضأت وصليت الظهر وبقيت في سجادتي أدعو الله
أن يغفر لي ما أسلفت
وقبل أن أنهي رسالتي اعذرني إن قلت لكم أيها المربون:
لقد قصرتم كثيرا كثيرا ... فأبناؤنا بين أيديكم أمانة وهم رسل خير لأهاليهم
.. فكم هم الحيارى أمثالي ..
أيها المربي الفاضل: نعم لقد تغيرت أسرة كاملة أوهي على وشك بخمسة
ريالات فقط (ثمن الشريط) فهل أنتم مواصلون؟
ـ[لخالد]ــــــــ[20 - 10 - 2005, 12:43 ص]ـ
قصة مفيدة بارك الله فيك
صدق قائل: كاد المعلم أن يكون رسولا , فكل مواد البرنامج الدراسي لها امتداد الى دروس الآداب او العقيدة و يمكن تعزيزها بنصوص الكتاب و السنة , و لا يكفي فقط نقل هذه المواعظ و التوجيهات الى الطلاب عن طريق حشو الذهن ,لكن وضعهم في إطار الوضعية التعليمية و الإقتراب منهم لخلق جو روحي ديني نفتقده كثيرا في البيوت في ظل كل هذه التيارات الهدامة المعاصرة.