[بين المعلمة منى وتلميذتها بسمة]
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 04:54 م]ـ
[بين المعلمة منى وتلميذتها بسمة]
منى صبحي الهنداوي
دخلت بسمة الصف لتجد معلمتها .. قلقة مضطربة وكان هذا الحوار:
بسمة: السلام عليكم ورحمة الله يا معلمتي.
المعلمة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. تفضلي يا بسمة.
بسمة: أراك متعبة يا معلمتي والحزن مسيطر عليك والتعب والإرهاق ظاهر على وجهك.
المعلمة: آه يا بسمة مشاكل العمل لا تنتهي ومتاعب التدريس كثيرة.
بسمة: أنا أعرفك يا معلمتي ليس هذا ما يتعبك.
المعلمة: صدقت يا بسمة فالعمل عبادة والله قبل اليد التي تعمل، والذي يقلقني ويتعبني هو الضعف لدى الطالبات في مادة الإملاء .. بل ونظرة الأهل لتلك المادة وعدم تفهمهم ماذا يعني؟
بسمة: صحيح يا معلمتي أغلب الناس لا يعرفون ما هو الإملاء ومدى أهميته .. هلاّ وضحت ذلك لنا يا معلمتي حتى يعرف الجميع؟.
المعلمة: الإملاء يا بسمة وسيلة للتعبير الكتابي وهو فن معرفة قواعد الكتابة والخطأ في الإملاء يسيء إلى الفهم ويشوه الكتابة ولا يقل خطورة عن الخطأ النحوي.
بسمة: جميل جداً هذا التعريف يا معلمتي والذي أسمع به أول مرة ولكن ما الهدف منه.
المعلمة: أهداف تدريس الإملاء كثيرة يا بسمة منها:
1 - تعويد التلميذة على الكتابة الصحيحة المنظمة السريعة.
2 - ربط عملية الكتابة بالفهم والإفهام أي بوظيفة اللغة الأساسية.
3 - تزويد التلميذة بألوان من الثقافة.
4 - إيقافها على الصلة الوثيقة بين النحو ومبادئ الإملاء إذ كلاهما وسيلة لضبط اللغة.
5 - تعويد التلميذات حسن الخط من خلال الكتابة.
6 - الاستفادة من نص الإملاء في حسن التعبير الشفوي والكتابي.
7 - إكساب التلميذات عادات ومهارات من درس الإملاء منها حسن الإصغاء - دقة الملاحظة - النظافة واستخدام علامات الترقيم وملاحظة الهوامش وتقسيم الكلام إلى فكرة تعرض بفقرات مستقلة وتنقل.
بسمة: مهلاً مهلاً يا معلمتي. قلت تقسيم الكلام إلى فكر تعرض بفقرات مستقلة وضحي ذلك.
المعلمة: آه يا بسمة. هذا ما أعانيه مع أغلب الأمهات يطالبن مني تنقيل الطالبات حرفاً حرفاً مع الإشارة إلى أحرف المد باليد. وهذا أكبر خطأ ترتكبه المعلمة أو الأم إذا حاولت تعويد التلميذة على هذه الطريقة. بل يجب أن يتم التنقيل جملة جملة اسمية أو فعلية حتى تستوعب التلميذة ما تقرأ وما تكتب.
بسمة: لقد عرفت الآن لماذا وجدت صعوبة في بداية السنة الثانية .. ولكن كيف أكتب إملاء صحيحاً يا معلمتي.
المعلمة: يا بسمة عملية الكتابة الإملائية تقوم على التذكير والاسترجاع أي استعادة ذكرى الكلمة بأربعة أشكال:
1 - الذكرى السمعية البصرية: سماع الكلمة عدة مرات مع فهم مدلولها.
2 - الذكرى البصرية: برؤية الكلمة المكتوبة.
3 - الذكرى المنطقية: بالتلفظ بها عدة مرات.
4 - الذكرى الحركية: بكتابتها بالإصبع في الهواء أو برسمها بالقلم وتسمى هذه الطريقة الجديدة (الوقائية) لأنها تقي التلميذة من الخطأ أو من رؤيته .. وتقوم على المبدأ التالي:
(لا نطلب من التلميذة كتابة كلمة لم تعرض عليها بل تكون قد سمعتها ورأتها مكتوبة وتلفظت بها).
بسمة: إذاً يا معلمتي الإملاء هو تذكر الكلمات من خلال السمع والنطق والرسم وبمقدار ما تعمق ذكريات الكلمات في أذهاننا يحسن إملاؤنا.
المعلمة: صدقت يا بسمة وجزاك الله كل خير على استنتاجاتك الرائعة.
بسمة: بل كل الشكر والعرفان لك يا معلمتي مني لأنك وضحت ما الإملاء وإن شاء الله مع التدريب المتواصل نكتب أصعب الكلمات .. ونكون عند حسن ظنك بنا.
المعلمة: جزاك الله كل خير يا بسمة وأملي بالله أن يكون التعاون مثمراً ما بين المعلمة والمدرسة والأهل ثم بكن أنتن على أن نصل إلى أعلى المستويات إن شاء الله.
الموضوع هنا ( http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/dec/9/rj4.htm)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 09:48 م]ـ
أحسنت الانتقاء.
يبدو أن كُرْهَ مواد اللغة العربية يتأثر بجينات وراثية.
بورك فيك أيها البديع.