تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عندما أضاع الأستاذُ المفتاحَ لم يكن أمامه من خيار

ـ[عين ثالثة]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 07:35 ص]ـ

للكلمات التشجيعية التي يشنف بها الأستاذ سمع الطالب فعل السحر ..

لها أثر بالغ في دفع مواهب الطالب وتنمية قدراته ..

هذا التقدير المعنوي هام ولازم في كل شؤون الحياة مع الكبار والصغار ..

لا زلت أتذكر ساعة أن قام أستاذ التعبير بتوزيع دفاتر المادة على طلاب الصف وأبقى كراستي على طاولته ..

قلت له دفتري يا أستاذ ..

فأشار أن أصبر يا ..............

راح يتناول موضوع الدرس الجديد وما إن انتهى منه حتى حمل دفتري ..

وذهب يشير بكلمات لا زال صداها في ذهني كأنها تقال اللحظة ..

قال لي قم فقمت ..

ثم أشار إلى بقية الصف بأن زميلكم الواقف أمامكم يكتب موضوعات الإنشاء بأسلوب الكبار موهبته تظهر في سطور كراسته ..

أشعر أنا أستاذه بقيمة عندما أقرأ موضوعاته ..

لكم أن تتخيلو صدى هذه الكلمات في نفسي أثرها علي ..

عشت مع كلماته كما لو كنت في رحلة سياحية بعالم جميل ..

كنت أتفاعل مع كلماته ..

كنت أشعر به يضع لي سلم ومع كل كلمة ثناء وتشجيع أطلع درجة ..

وللحق فقد كان زملائي كرماء معي عندما قالوا يستاهل يا أستاذ ..

هل يضير المعلم هذا التشجيع ..

لا زلت أذكر المعلم وأدعوا له جزاء صنيعه ..

فقد منحني جرعات منشطة زدت بها حباً للأستاذ والتصاقاً بالكتاب ..

إذ أشار في ثنايا حديثه على أن مثل هذه الموهبة تحتاج إلى تعهدها بتواصل الإطلاع ومداومة القراءة ..

كان هذا هذا المعلم يكبر في عيني ويزرع حبه في قلبي مع كل كلمة تشيجع ينثرها في أجواء الصف شحذاً وتحفيزا ..

لم يكتف أستاذي الكريم بهذا الكرم الذي أبداه بكل تواضع في سماء الصف وعلى أسماع بقية زملائي ..

كانت هذه الكلمات من الأستاذ تحفر في ذاكرتي طريقاً للرسوخ ..

أخذت الدفتر أتطلع لكلمة ممتاز التقليدية فلم تكن ..

أتدرون ماذا كتب أسعد الله أمره في حياته وبعد مماته كما أسعدني بكلماته ..

وسهل له أمره ونور له قبره وجزاه عني خير الجزاء ..

كتب هذه العبارات ..

عندما أقرأ في موضوعاتك

أشعر وكأني أدخل حديقة غناء

نامية ثمارها باسقة أشجارها وارفة ظلالها ..

أتنقل منتشياً بين رائحة زهورها

أنهل من طيب ثمارها وأرتوي من عذب مائها ..

سر إلى الأمام كان الله معك ..

هذا الكلام كان قبل ما يزيد على 17 عاماً ..

فكم من الأساتذة آنذاك ترك ورسخ فهم وشرع باب وعي وأنار سبيل وأضاء طريق ..

أظن رقم لا يكاد يذكر ..

فكم بل من منكم لحظ مثل هذا الأثر وهذه الدلالة ..

من وجد في أستاذه اهتماماً بالتشجيع المعنوي ..

لا أغفل ما يغدق به الأساتذة على من جوائز عينية ولكنها تبقى ذا أثر وقتي لا يلبث أن يزول ..

ولا أغفل ما طالني منها طالباً بيد أنها لم تكن بقوة وتأثير ما وجدته من التشجيع والدفع المعنوي لمثل كلمات هذا الأستاذ ..

لا أريد أن يأتي أحد ليتصور أنني أتحدث خارج المضمار ..

فما سقت هذه الصورة الجميلة إلا ملتمساً من أساتذتنا حملة أمانة التعليم إحلالها مكان العصا ..

فهي أبلغ وأشمل في ثمارها ..

يكفي أنها ستوجد وشيجة المحبة في نفوس الطلاب نحو أستاذهم ..

أصل إلى أنه متى نجح مسعى المعلم في زرع محبته في نفوس طلابه ..

فسيتحول الصف إلى حقل جميل ينمو?فيه عطاء الطالب ..

تحصيله ..

إقباله على مدرسته بنفس رضيَّة ..

حبه للكتاب ..

ومعه حب التعلم ..

لتسهل في هذه الحالة على المعلم غرس المبادىء والمفاهيم والقيم والآداب التربوية ..

ذلك إن الطالب حينها سينظر للمعلم بأنه الأسوة والقدوة ..

وسيعمد لمحاكاته بأثر وفعل المحبة التي يكنها الطالب لأستاذه ..

وهنا سيتجدد الأمل نحو مخرجات التعليم واستفادتهم القصوى من مراحل الطلب ..

ولن يتوقف الأمر على مجرد حصول الطالب على شهادة شكلية ..

تمنحه فرصة الانتقال للمرحلة التالية ..

بذهن خالٍ تماماً من اختزال إلا القليل والنزر اليسير مما تعلمه في المراحل السابق ..

وقد يختفي الأثر كلية لدى بعض الطلاب ..

السؤال العريض ..

هل التعليم هو مجرد محو الأمية في القراءة والكتابة كما يرددها بعض الأساتذة زاعمين وهماً أنها من أفضال المعلم على الطالب ..

أعرف طلاب في ربيعهم الخامس تعلموا القراءة والكتابة من أشقائهم (الصغار) قبل أن يدرجوا نحو المدرسة ..

لكن المسألة تقف على تنمية محصول الطالب ..

القدرة على ترسيخ ما يلقى عليه ..

وهذا يتطلب كما أسلفت دفعاً معنوياً قاعدته ..

الحب المتبادل بين الطالب والمعلم ..

وهذا لا يمكن توافره في أجواء يغيب فيها الحب بين المعلم والمؤسسة التربوية والتعليمية ..

قد يأتي من يقلل من قيمة ما نحن بصدده بحجة سهل أن تنظر صعب أن تطبق ..

ليكون ردنا له سهل أن تدخل البيت صعب أن تفعل ذلك بدون المبادرة بوضع المفتاح وإدارته ..

عندما يضيع هذا المفتاح يكون أمام صاحب البيت خيارين ..

إما تسلق سور المنزل ..

أو كسر الباب ..

وهذا حال ما يقوم به بعض الأساتذة ..

بين متسلق لأسوار العملية التربوية والتعليمية ..

وبين كاسر لها ..

بقي أن نشير إلى أن تسلقنا للسور لا يكفي فعله مرة واحدة ..

إذ سنضطر لذلك كل مرة إلا إذا قمنا باستبدال الباب لنعود إلى الوضع الطبيعي ..

وهذا هو ما ننادي به الإستبدال ..

استبدال المعلم طريقته بتسلق الأسوار إلى الدخول من الباب مبتدئاّ بالمفتاح وفق وضعيته الطبعية (إذ لا يصح إلا الصحيح)

وفي أحيان يكون الحل في استبدال المعلم ..

حدث ذلك مراراً وأثمر عن تتائج باهرة ..

ذلك الإستبدال يتم بفعل ولي أمر الطالب الذي استنفذ كل الحلول لتحسين وضع ابنه مع طريقة أستاذه دون تقدم يذكر ..

فلم يجد بداً من أن يلجأ إلى عملية الاستبدال يوم أن أحضر المدرس الخصوصي يدفع له من جيبه الخاص ..

وهو بذلك يهدف إلى حفظ ابنه من متسلقي الأسوار على ما كلفه ذلك من أعباء ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير