وعليه وإن أوردت شرحاً مختصراً لهذه الطريقة ولكنني لم أذكر كل ما تم من نقاشات وحوارات انتهت في النهاية إلى توصيات عملية وعلمية عديدة لا يسعني الوقت الآن ذكرها ربما ذكرتها باتساع في وقت آخر إن شاء الله تعالى إذا سمحت الظروف.
من هذه التوصيات التي خرج بها الحوار التدريبي:
(1) مكاشفة للمنهج كلياً في أول فترة دراسية، ووضع مخطط يشمل كل موضوعات المنهج الفرعية والرئيسية.
بمعنى: (في مادة اللغة العربية مثلاً) في أول فترة وفي أول لقاء بين المعلم وتلاميذه يتم تعريفهم بشكل الكتاب وغلافه وأهدافه ومنهجه ودروسه جميعها، فيتم تعريف المتعلمين بأن مادة اللغة العربية لهذا الصف تحتوي على فصول أربع الفصل الأول يحتوي على موضوع كذا ومن خلاله سيتم التعرف على كذا وفائدته كذا ... والفصل الثاني يحتوي على موضوع ... ، وهكذا مع كل موضوع وكل فصل وكل باب في هذه المادة حتى يصل المعلم بتلاميذه إلى نهاية الكتاب في أول فترة تعليمية، ويتم تخصيص الفترة الأولى هذه للتعرف على كامل المنهج وأبوابه وفصوله وموضوعاته ودروسه وفوائدها، وكأنه شرح سريع لكامل المنهج في البداية، وهو ما أطلق علية (فترة التعرف على الفهرس) وقد أطلق عليها البعض فترة المكاشفة للمنهج، أو المعارية للدروس، وآخرون أطلقوا عليها الفترة التوضيحية للمحتويات.
(2) وضع القواعد العامة التي يجب الالتزام بها من قبل المعلم والمتعلمين. وهذه التوصية تشمل خطة السير في المنهج وخطة الحوار والتفاعل بين جميع المتواجدين في حلقة الدرس حسب نظام يطرحه كل من المعلم والمتعلم في ثاني لقاء بهم، وفي ثاني فترة تعليمية لوضع خطة يسير عليها التلميذ والمعلم توضح كيفية التعامل في داخل الحلقة التعليمية؟ وكيفية السير في نظام شرح الدرس،و التعامل مع الأنشطة وخلافه من نظام التأخر عن الفترة والآداب التي يجب الالتزام بها طوال العام والتعرف على أهداف وأخلاقيات كل من المتعلمين والمعلم.
ثم تبدأ التوصيات بعد ذلك في كيفية السير في المنهج وشرحه حسب طرق قيل أنها جديدة، ولكنني أرى أنه معظم المعلمين الآن يعملون بها فلم تخرج طرقهم التي أشاروا علينا بها عن تلك الطرق التي يسير عليها معظم المعلمين إلا من بعض الإضافات الجديدة والتعديلات في المسميات.
وعليه جاء طرح هذا الموضوع وهو ملخص شديد لدورة تدريبية استمرت الفترة المذكورة أعلاه.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 08:29 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ حلمي وعودة مثمرة. فجزاك الله خيراً.
ـ[لخالد]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 01:32 م]ـ
جميل جدا
الدورات و اللقاءات كثيرا ما تخرج المعلم من برجه العاجي و تغير نظرته الأحادية للتدريس و تسهم في توحيد خطة العمل على صعيد واسع.
جزاك الله خيرا
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 02:00 م]ـ
بارك الله في الأستاذ حمدي، ووفقه.
همّ التدريس يفوق كل همّ، ولا أذكر أن شيئا كان يعكر عليّ زمن التدريب العملي كما يعكر عليّ عدم قدرتي على الانتهاء من الدرس في الوقت المحدد!
أيام دراستي لمادتيْ طرق التدريس العامة، والخاصة، درسنا طرقا وأساليب متعددة للتدريس: كالطريقة التكاملية والطريقة الوظيفية، ولكن تطبيق مثل هذه الأساليب يعوقه عوائق كثيرة، منها _على سبيل المثال لا الحصر_:
_ قلة عدد المدرسين الأكفاء.
_ لا بد أن يطال التغيير المناهج لتتواءم مع مثل هذه الأساليب.
وغير ذلك.
بارك الله فيك أستاذ حمدي
ما أحسن تبادل الخبرات وتناقلها!
جزيت خيرا.
ـ[إكليل]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 03:03 ص]ـ
جزيت خيراً أستاذ حمدي على شعورك بالمسئولية تجاه لغتنا العربية ..
مشكلة تدريس اللغة العربية تكمن في جفاف القواعد وروتين التقليد ..
إن الطريقة المثلى -كما أعتقد - في تعلّم وتعليم هذه اللغة تتمثل في الانطلاق من (النص) إلى (القاعدة) وليس العكس ..
لقد برع النحاة قديماً لأنهم استمدوا قواعد النحو من النصوص .. وليست قواعد (توقيفية) بل اجتهادات من ذوي السليقة الذين أعملوا أفكارهم وذائقتهم في استنباط قواعد يمكن تحويرها وتطويرها إذا دعت الحاجة .. فاللغة العربية تخاطب كينونة المتلقي (عقلاً وعاطفة ووجداناً .. ) وليست كغيرها من اللغات التي لا تخاطب سوى الذهن خطاباً بارداً .. وبناء عليه فتعلمها يتطلب أولاً وجود سليقة .. والسليقة لا تأتي إلا بعد معايشة النصوص الأدبية الراقية حتى يتفتق اللسان وينطلق من عقاله .. ثم بعد ذلك نتحدث عن القواعد أو بالأحرى نُعمل أفكارنا وذائقتنا في استنباطها ..
اللغة هي مفتاح سر المعرفة وبناء الحضارة .. ولكنها - أعني اللغة - تظل قوالب جافة ما لم نقم بتجديدها وخرق نظامها النحوي والدلالي لإيجاد لغة شعرية قائمة على الإزاحة .. فالشعر هو الذي يمدّ اللغة بالحيوية والفاعلية ويفتح المنافذ ليصل الهواء إلى رئتيها .. ولولاه لأصبحت اللغة بمثابة مومياء فرعونية قديمة ..
ولا أعني بخرق النظام كيفما اتفق .. إنما أعني أن نبتعد عن الطرق التقليدية قليلاً ونترك لملكة الإبداع مساحة كي تستطيع هذه الملَكة أن تصل إلى الغرض بتلقائية .. وحين تتفق معاني الكلِم مع معاني النحو مع معاني النفس (على حد تعبير الجرجاني) نكون حينئذ قد بلغنا أرقى ممالك اللغة واهتدينا إلى كنوزها الخبيئة تحت ركام التقليد .. المعتقة في خانة الضياع .. التائهة في دروب النسيان ..