1. استقراء مشروع وهو تتبع النصوص المحكمة والإجماعات وما كان عليه العمل عند المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما صنعه الرادون
2. استقراء غير مشروع وهو تتبع المتشابهات من النصوص وزلات العلماء والأقوال المهجورة والشاذة على مر العصور وإثباتها كمنظومة متكاملة يراد لها أن تكون هي صورة الإسلام اليوم وهذا ما صنعته أنت وهو الأقوال التي دندن بها الترابي
فكان نقصك أنت وصاحبك في النوع الأول وهو ما أوجب لكما الذم وكان نقص الرادين من النوع الثاني وهو ما أوجب لهم المدح والله المستعان)
وصياغة المسائل الفرعية صياغة اعتقادية، (أقول هذه الجملة والتي تفصل بين العقيدة والشريعة يتبين بطلانها وما فيا من المحاذير ومراد الداعين إليها وحكم ذلك من خلال البحث التالي لبعض أهل العلم وسأنقل مقدمته فقط وفيها بيان خطورة هذه المسألة:
التلازم بين العقيدة والشريعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإنه من المعلوم من الدين بالضرورة ومما أجمع عليه أئمة الدين أن الدين عقيدة وشريعة، وعلم وعمل، إن العقيدة والشريعة هما الإسلام، ومن استغنى بأحدهما عن الآخر خرج من الدين.
وكانت الأمة كلها بمختلف طوائفها من أهل القبلة تدين بهذا الأمر طيلة القرون السالفة إلى مطلع القرن الثالث عشر الهجري (العشرين الميلادي) حين تكالبت قوى الكفر والفساد على الإسلام وعلى المسلمين من الخارج ومن الداخل، من الخارج عبر الاحتلال الغربي وما سبقه وما صاحبه من الغزو الفكري الغربي والشيوعي والاستشراق والتنصير والمنظمات الصهيونية والماسونية والمخابرات الغربية والشرقية .. وغيرها.
ومن الداخل عبر التيارات والأحزاب والجمعيات العلمانية وعبر الفرق الباطنية، والأقليات غير المسلمة وغيرها.
• وقد تعاونت كل هذه القوى وتضافرت جهودها (رغم اختلافها) لحرب الإسلام والكيد للمسلمين، ونتجت عنها تلكم الثمار النكدة من هيمنة العلمانية، وأحكام الجاهلية، وفصل حياة الناس عن شرع الله والعمل بالقوانين الوضعية، أو ما يسمى بالأنظمة، ورفض شرع الله، أو إهماله والإعراض عنه، أو التحايل عليه والتلبيس على المسلمين في ذلك، بالاكتفاء من الإسلام بالدعوى والشعار، دون المضمون.
وكان مما أفرزته هذه العلمنة الخبيثة ظهور:
• دعوى التفريق بين العقيدة والشريعة، بين الاعتقادات والأحكام.
• ودعوى أن الإيمان هو ما وقر في القلب، فحسب دون اعتبار للعمل بشرع الله، أو قصر الدين على الشعائر التعبدية.
• ودعوى أن الشرع إنما يطلب استقامة العقيدة وتقوى القلوب بروح الشريعة، أما الأحكام فهي متروكة للبشر وما يختارونه في نظام حياتهم.
• ودعوى أن العقيدة والإيمان مما يتفق عليه، أما الشريعة والأحكام مما يسع فيه الخلاف قبولاً أو تركاً.
• ودعوى أن مسألة تناول الأحكام تحليلاً وتحريماً، قبولاً أو رفضاً مسألة شخصية متروكة لكل أحد ولكل مجتمع ودولة في بلاد المسلمين لتعمل بشرع الله، أو تستغني عنه إلى غيره، ويكفيها أن تدعي الإسلام وأن تبقى على الإيمان والعجيب أن أصحاب هذه الدعوى يصدون الشعوب عن اختيار شرع الله.
• ودعوى أن العقيدة هي الثابتة أما الشريعة والأحكام فقد جاءت لعصر غير هذا العصر وأنه يسع المسلمين أن يأخذوا بالنظم الحديثة.
كل هذه الدعاوى وغيرها تستهدف الإسلام نفسه، وتقوم على مبدأ فصل العقيدة عن الشريعة وهي نفسها بدعة فصل الدين عن الحياة، لأن ذلك يحقق أغراض جميع قوى الباطل والكفر والنفاق والفساد على مختلف مشاربها وغاياتها، وذلك إنما يعني رفض شرع الله، والعمل بالأحكام والنظم الوضعية مع بقاء دعوى الإسلام التي تضمن لهم حق البقاء والتمكن.
والأدهى من ذلك: أن بعض الاتجاهات الإسلامية التي لم تنهج طريق السنة والجماعة ترفع هذه الشعارات وتقول بهذه الدعاوى أو بعضها، صريحة أو بقوالب أخرى.
• وفي هذا البحث الموجز [كان أصل هذا البحث إسهاماً في موضوعات الندوة التي كانت ستعقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حول (تطبيق الشريعة) فأضفت إليه بعض الإضافات ورأيت نشره والله الموفق].
¥