حاولت كشف هذه المزاعم وبيان ما قرره الإسلام وأئمة الدين، من أن الدين هو العقيدة والشريعة، الإيمان والعمل، وأنه لا يمكن الفصل بينهما، فهما بمثابة الجسد الواحد لا يعيش بلا قلب ولا يبقى بلا رأس، وأن التفريق بينهما بدعة وضلالة.
وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في بيان ذلك والتنبيه إليه، وأنا منتظر ممن هم أقدر وأجدر أن يسهموا فيه كما أسأله تعالى أن يعز دينه ويعلي كلمته وأن يخذل أهل الكفر والنفاق والشقاق، وصلى الله وسلم، وبارك على رسول الهدى وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه
ناصر بن عبد الكريم العقل
والظاهرية التجزيئية في التعامل مع النصوص (قلت وهذا الوصف ينطبق أيضا على الترابي لأنه يأخذ المتشابه من النصوص ثم يتعامل معه بظاهرية ممقوتة ويتعامل مع ذلك النص بتجزيئية منكرة بحيث يجعل ذلك النص مبتورا عن بقية النصوص الشرعية فتظهر النصوص بمظهر التعارض وأما خصوم الترابي فيجمعون بين النصوص وينظرون في مقاصدها ويؤلفون بينها كما يتبن ذلك من خلال ردودهم ويتبين حال الترابي من خلال استدلاله على شذوذاته إن استدل)،
وتداخل الأهواء الشخصية والسياسية مع الآراء الشرعية. (أقول هذه الجملة يصح فيها قول الكاتب نفسه: واتهام النوايا فوقع فيما انتقده على الرادين فيقال له: يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم)
وهذه نظرات على معظم آراء الترابي المثيرة للجدل (قلت نظراتك هذه كانت في مجملها على قسمين كما ذكرت:
1. نظرات في المخالفات العقدية والمخالفات الكفرية وهنا بنيت نظرك على نفي ما نسبه الرادون إلى الترابي- على الرغم من ذكرهم للمصادر المباشرة والموجودة التي نقلوا منها شذوذات الترابي- أو اتهامهم بعدم فهم كلامه وما يريد وثالثة الأثافي التهوين من شأن تلك المخالفات.
2. نظرات في المسائل الفقهية وهنا بنيت نظرك على البحث عن أقوال مشابهة نسبت إلى بعض السلف – بغض النظر عن صحة النسبة أو بطلانها- مع أنك تعلم يقينا أنه لم تجتمع تلك الأقوال عند رجل واحد من السلف وأبلغ ما وجدته هو أن فلانا من السلف قال بالمسألة الفلانية وآخر قال بأخرى مع أن جمهور السلف لم يسلموا لذلك المخالف بل وربما تكلموا فيه أما الترابي فقد جمع تلك المسائل المنتقدة والشاذة وزاد عليها وقد قيل:من تتبع رخص العلماء تزندق فيكون الحديث عن الترابي مخالفا للحديث عمن نقلت عنه بعض تلك المسائل من وجهين:
1. أن ما نقل عن بعض السلف من تلك المسائل حالات نادرة في حياتهم مع التزامهم بمنهج التلقي والاستدلال المجمع عليه عندهم وأما ما نقل عن الترابي فهو منهج يتبنى السير عليه في كل المسائل ويدعو إليه مع إعلانه التمرد عن منهج السلف في التلقي والاستدلال وهذا فرق جوهري وهو مفترق طرق
2. من نقل عنهم من السلف بعض تلك المسائل هم من أهل العلم والاجتهاد المشهود لهم عند الأمة بذلك فهم بين حالتين إن أصابوا أجروا وإن أخطؤا فخطؤهم مغفور وأما الترابي فليس من المشهود لهم بالعلم فضلا عن أن يشهد له بالاجتهاد- مع ملاحظة أن العبرة بالشهادة هنا إنما هي شهادة أهل العلم المعروفين عند الأمة أما شهادة الصحفيين وأمثالهم فلا مجال لها هنا- بل قد عده العلامة سفر الحوالي حفظه الله من رموز العلمانيين.
، نضع من خلالها هذه الآراء ضمن سياق التراث الإسلامي (قلت التراث الإسلامي: هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وما استنبطه أهل العلم من ذلك وما أجمع عليه السلف الصالح وأئمة الهدى أما ما قاله أو فعله بعض المسلمين أو المنتمين إلى الإسلام مما أبطله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وما أجمع السلف الصالح وأئمة الهدى على خلافه أو على بطلانه؛ فليس هو من تراث المسلمين ولو زينه وزخرفه من زينه وزخرفه كما قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) وما قمت به أيها الشنقيطي إنما هو من التزيين المذكور في قوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً
¥