تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2. وأما سوء الأدب – ولم أجد كلمة مناسبة غيرها أخف منها وقعا – فمن خلال رميه لشباب الصحوة الرادين على الترابي بعدم التمكن من ناصية اللغة العربية، والتمرس بالمفاهيم الفلسفية والأصولية، وعدم استيعاب جميع كتابات الترابي بعمق مع أن فيهم المتخصص في اللغة والمتخصص في الأصول والمتخصص في نقد المفاهيم الفلسفية ومحامي الترابي والترابي ليس لهما تخصص متعمق في أبواب الشريعة الإسلامية فالترابي حصل على إجازة الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم على الماجستير من جامعة بريطانية في 1957، ثم الدكتوراه من السوربون الباريسية في 1964، وأجاد الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وحصَّل صنوفا شتى من المعارف والثقافات الغربية فليس له أي علاقة بالتخصصات الشرعية لا لغة ولا أصولا ومحامي الترابي عنايته مؤخرا بالسياسة وإن كانت له مشاركة قديمة في بعض العلوم الشرعية فكيف عرف عدم تمكن شباب الصحوة، ثم أليس هذا الحكم من التسرع والتساهل وعدم الإستقراء الذي عبته على الرادين –على الترابي؟ ثم تجاهله لذكر شيوخ الصحوة له دلالة من ثلاث دلالات:

1. أنه يعدهم من جملة شباب الصحوة فهي صحوة الشباب وليس لهم شيوخ.

2. أن ردود الشيوخ لم ترق إلى درجة تؤهلها للتشرف بالتعرض لردود الشنقيطي.

3. أو أن ردود شيوخ الصحوة قد جعلت سقف شذوذات الترابي تخر عليه ومحاميه من فوقهما ولا قدرة له على ردها فاكتفى بالتهويش على ردود من سماهم بشباب الصحوة.

وأترك ترجيح واحدة من هذه الدلالات للشنقيطي حتى لا أوصف بالتسرع أو الافتآت على ما هو من اختصاصه لا من اختصاصي

، وهي كتابات تجمع بين تجريدات (هيجلْ) الفلسفية (قلت أنا لا أعرف تجريدات (هيجلْ) الفلسفية والحمد لله على ذلك ولكني أعرف جيدا أن الفلسفة برمتها لا تمت إلى الكتاب والسنة بصلة وأنها كلها محض باطل وضلال وإلحاد ووثنية وأن ما فيها من النتف اليسيرة التي تقرب من الحق هي مما أخذت مما ورث عند الناس من ميراث النبوات ثم هذا الفيلسوف الألماني- صاحب الديالكتيكية أو الجدلية الذي أدخل في الفلسفةفلسفة القانون والفن والتاريخ والدين - مات على ما هو عليه من وثنية وإلحاد فكيف يحتذا منهجه ويحكم به على منهج الإسلام؟ هذا والله الزيغ بعينه عافانا الله. ثم هذه نقولات تبين ضلال وتيه الفلسفة والمتفاسفون:

1. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية [جزء 1 - صفحة 323]:

ثم إنه لما عربت الكتب اليونانية في حدود المأة الثانية وقبل ذلك وبعد ذلك وأخذها أهل الكلام وتصرفوا فيها من أنواع الباطل في الأمور الإلهية ما ضل به كثير منهم وفيها من أمور الطب والحساب مالا يضر كونه في ذلك وصار الناس فيها أشتاتا قوم يقبلونها وقوم يحلون ما فيها وقوم يعرضون ما فيها على أصولهم وقواعدهم فيقبلون ما وافق ذلك دون ما خالفه وقوم يعرضونها على ما جاءت به الرسل من الكتاب والحكمة وحصل بسبب تعريبها أنواع من الفساد والاضطراب مضموما إلى ما حصل من التقصير والتفريط في معرفة ما جاءت به الرسل من الكتاب والحكمة حتى صار ما مدح من الكتاب والسنة من مسمى الحكمة يظن كثير من الناس أنه حكمة هذه الأمة أو نحوها من الأمم كالهند وغيرهم ولم يعلموا أن اسم الحكمة مثل اسم العلم والعقل والمعرفة والدين والحق والباطل والخير والصدق والمحبة ونحو ذلك من الأسماء التي اتفق بنو آدم على استحسان مسمياتها ومدحها وإنما تنازعوا في تحقيق مناطها وتغيير مسمياتها ....... )

2. ويقول ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية [جزء 1 - صفحة 208]

قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإقرار والإنكار موسوسا تائها شكا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا)

ش: يتذبذب: يضطرب ويتردد وهذه الحالة التي وصفها الشيخ رحمه الله حال كل من عدل عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام المذموم أو أراد أن يجمع بينه وبين الكتاب والسنة وعند التعارض يتأول النص ويرده إلى الرأي والآراء المختلفة فيؤول أمره إلى الحيرة والضلال والشك كما قال ابن رشد الحفيد وهو من أعلم الناس بمذاهب الفلاسفة ومقالاتهم في كتابه تهافت التهافت: ومن الذي قال في الإلهيات شيئا يعتد به؟ وكذلك الآمدي أفضل أهل زمانه واقف في المسائل الكبار حائر وكذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخر أمره إلى الوقف والحيرة في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير