تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، إذا ساد الجِدُّ العلمي وخلصت النية لله رب العالمين .. (سيادة الجد العلمي وخلوص النية لله رب العالمين متصورة في حق أهل العلم الذين مرجعهم وعمدتهم في مناقشاتهم الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح ولديهم عزة بدينهم وغيرة عليه وبراءة من أعداء الله تعالى وأما من لا يعتمد شيئا من ذلك وإنما قد يستأنس بها إن وافقت هواه أو قدر على لي أعناقها إلى وجهته التي دافعا الأساس هو العقل أو الواقع الغربي ومسايرته أو الهوى والشهوة أو نحو ذلك فهذا يستبعد منه أن يتصف بشيء من ذلك بل سيكون حاله بالخبط والخلط والمغالطة والظلم والحيف والانسياق وراء الأغراض الفاسدة أليق عافانا الله من ذلك)

ولست بالذي يفاجأ إذا أحاط بآراء الترابي الكثير من اللبس وسوء الفهم (أي والله لم تكن لتفجأ لأنكما ذرية بعضها من بعض وما أشبه ما صنعت بما صنعه ابن خلكان فيما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة ابن الراوندي الزنديق بقوله (وأما ابن الراوندي فهرب فلجأ إلى ابن لاوي اليهودي، وصنف له في مدة مقامه عنده كتابه الذي سماه " الدامغ للقرآن " فلم يلبث بعده إلا أياما يسيرة حتى مات لعنه الله.

ويقال: إنه أخذ وصلب.

قال أبو الوفاء بن عقيل: ورأيت في كتاب محقق أنه عاش ستا وثلاثين سنة مع ما انتهى إليه من التوغل في المخازي في هذا العمر القصير لعنه الله وقبحه ولا رحم عظامه.

وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات وقلس عليه ولم يخرجه بشئ، ولا كأن الكلب أكل له عجينا، على عادته في العلماء والشعراء، فالشعراء يطيل تراجمهم، والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة، والزنادقة يترك ذكر زندقتهم.) أي والله يا شنقيطي ولا كأن ...... أكل لك عجينا)

، فقد كنت أشرت في مقدمة كتابي عن "الحركة الإسلامية في السودان: مدخل إلى فكرها الاستراتيجي والتنظيمي" إلى ما اتسمت به كتابات الترابي من "التجريد في الأفكار والمصطلحات"، مؤكدا أنه "ليس من السهل على شباب الصحوة الإسلامية غير المتمكنين من ناصية اللغة العربية، المتمرسين بالمفاهيم الفلسفية والأصولية، أن يستوعبوا جميع كتابات الترابي بعمق (قلت قد جمعت هنا بين التلبيس وعدم الأمانة العلمية وسوء الأدب وبيان ذلك:

1. أما التلبس وعدم الأمانة العلمية ففي نفيه السهولة (على شباب الصحوة الإسلامية غير المتمكنين من ناصية اللغة العربية، المتمرسين بالمفاهيم الفلسفية والأصولية، أن يستوعبوا جميع كتابات الترابي بعمق) مما يوحي أن المنتقدين للترابي إنما هم شباب الصحوة غير المتمكنين من ناصية اللغة العربية، المتمرسين بالمفاهيم الفلسفية والأصولية، والواقع أن مشايخ الصحوة وعلماءها الكبار مع جمهور طلبة العلم و شباب الصحوة من دكاترة ودعاة وغيرهم قد وقفوا صفا واحدا لرد شبهات الترابي أم أن أمثال الإمام ابن باز والألباني والشيخ مقبل بن هادي الوادعي والشخ عبد المجيد الزنداني – وموقفه الأخير من بعض الجرائد التي نشرت مقال الشنقيطي وتحذيره لأبنائه في جامعة الإيمان منه، مما تضاف إلى مواقفه المباركة حفظه الله- والشيخ محمد بن سرور والعلامة سفر الحوالي وعبد المجيد الريمي ومحمد الصادق وغيرهم كثير هم أيضا في نظر الشنقيطي - المتخصص في السياسة - غير متمكنين من ناصية اللغة العربية، المتمرسين بالمفاهيم الفلسفية والأصولية

ثم ما لنا وللمفاهيم الفلسفية وإنما مرادنا معرفة حكم الله لا حكم أرسطو وأفلاطون وفيثاغرس وأمثالهم من الملاحدة والوثنيين، ولكن هكذا كشف الله ستر الترابي الذي يزعم الرجوع إلى القرآن على يدي محاميه الشنقيطي كما كشف هو عن نفسه من قبل فتبين أن عمدة الرجل إنما هي المفاهيم الفلسفية ولو قال المصطلحات الفلسفية لوجد من يدافع عنه ويقول لا مشاحة في الاصطلاح، ولكنه قال المفاهيم الفلسفية فسد الباب أمام المتأولين والله المستعان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير