فهل بعد التنصير بالخطف والإكراه مِن مجالٍ لحرية الدين أو الاختيار.
تمامًا كما حصل مع أطفال البوسنة حين كانت المجازر النصرانية الصربية تتكرر مشاهدها كل يوم بل كل لحظةٍ من لحظات الحياة هناك إبان الحرب التي شابت لها الولدان، ثم تم ترحيل أطفال المسلمين هناك بأعدادٍ مهولة إلى الكنائس النصرانية لتنصيرهم إجبارًا لا اختيارًا!.
وأخبارٌ يعلمها القاصي والداني، وحربٌ لم يمرّ عليها سوى لحظاتٍ فلسنا بحاجةٍ إلى تذكير القارئ بما لا يزال يراه ماثلاً أمام ناظريه، يقلقه على مصير الإنسانية في ظل هذه الهمجية النصرانية أو اليهودية على السواء!.
إنه مصيرٌ معتِمٌ.
لكنه معلومٌ للضحية التي تنتظر دورها في أفران النصرانية ليتلذذ بشويها الرهبان والجنود الوحشيون بفظاعةٍ يعجز عن وصفها أدباء العالم وكُتَّابه.
ولا يلزم بحالٍ مِن الأحوال أن تكون الضحية من المسلمين فقط؛ بل هي من جميع بني الإنسان، الذي يسكن هذه الأرض، والتي لا تعرف ((نصرانية بولس)) التي لا تمت للسيد المسيح عليه السلام بصلةٍ، وهي هي التي يؤمن بها البابوات بعد تعديلها وتحريفها مئات المرات لتناسب أغراضًا وأهواءًا لأجيالٍ متكررةٍ مختلفةٍ بمشاربها وتلوُّناتها.
نعم لا يلزم أن تكون الضحية من المسلمين فقط، نقول هذا للإنصاف والحيادية والعدل الذي يأمرنا به الإسلام، ولا يُجِيْز الإسلام لنا الظلم بحالٍ من الأحوال، حتى وإِنْ كنَّا نتكلم عن خصومنا.
فلا زالت النصرانية تقتُل أولادها على مدار التاريخ الغابر، وسَلْ ((بنديكت السادس عشر)) بابا الفاتيكان الذي يتكلم الآن عن السيف: سلْه أيها القارئ: كم عَالِمًا نصرانيًا شنقتهم الكنيسة أو أزهقت أرواحهم بطريقةٍ وحشيةٍ وفظيعةٍ على مدار التاريخ الأسود للنصرانية البوليسية أو البابويَّة؟!
وحتى لا يتوَهَّمَنَّ متوهِّمٌ أو يقولنَّ قائلٌ: إن الخطأ في مجرد التطبيق النصراني في واقعهم، وأنها مجرَّد تصرفاتٍ شخصية لا صلة لها بدينٍ أو عقيدةٍ.
فإني أقطع الطريق على مثل هذا الواهم الحالم السارح بخياله في دنيا الفراغ الدعائي الفجّ الذي تطلّ به علينا النصرانية من آنٍ لآخر، عبر مستهلكات دعائية فارغة لا معنى لها في واقعهم يرددها البابوات في احتفالاتهم بصوتٍ هادئٍ على أصوات موسيقى ناعمة!!.
كلا؛ إنها عقيدة ما كتبوه بأيديهم أو ما يوزع بينهم في كتبهم.
ويكفينا هنا أن نذكر هذه النصوص الإنجيلية التي تحث على اتخاذ السيف وإحراق المدن كلها، بلا هوادة، بل يذكر يسوع فيما ذكروه عنه في كتبهم أنه ما جاء ليلقي سلامًا على الأرض!!
ما جاء ليلقي سلامًا على الأرض!
هكذا هو مدوَّنٌ في كتبهم.
لكنه جاء بالسيف.
لكنه جاء بالنار.
لكنه جاء بالحرق والدماء والتخريب للمدن والتقتيل والتشريد لكل ما هو إنساني.
هكذا تقول كتبهم، وهكذا يعتقدون في أصل مِلَّتِهم، وعلى هذا يتصرّفون في أفعالهم.
...
نعود إلى أصل عقيدة النصارى التي يتصرّفون على أساسها الآن، والتي لا تعرف سوى سفك الدماء والبطش والسيف المصلت على رقبة الإنسان مهما كان وفي أيِّ أرضٍ كان.
ولنأخذ هذه النصوص المهمة:
ففي ((رؤيا يوحنا اللاهوتي)) سنجد هذا النص المطول:
((5: 11 ثُمَّ نَظَرْتُ، فَسَمِعْتُ تَرْتِيلَ الْمَلاَيِينِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَهِيَ تُحِيطُ بِالْعَرْشِ وَبِالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ وَالشُّيُوخِ، 12وَهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَالٍ: «مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَنَالَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالإِجْلالَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ».
13ثُمَّ سَمِعْتُ كُلَّ خَلِيقَةٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَعَلَى الْبَحْرِ، هَاتِفَةً مَعَ كُلِّ مَا فِيهَا: «الْبَرَكَةُ وَالإِجْلالُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ، إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». 14فَرَدَّتِ الْكَائِنَاتُ الْحَيَّةُ الأَرْبَعَةُ: «آمِين!» وَجَثَا الشُّيُوخُ سَاجِدِينَ.
الحمل يفُك الختوم السبعة
6
¥