رَأُوبَيْنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ جَادَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ 6وَمِنْ سِبْطِ أَشِيرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ مَنَسَّى اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً 7وَمِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ لاَوِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ 8وَمِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ يُوسُفَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً؛ وَمِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ خُتِمَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً)).
فهل يشكّ عاقلٌ بعد قراءة النصّ السابق بعباراته السابقة إلا أَنَّ الحرب العالمية الأولى والثانية قد قامتا معًا وبدأت حملةٌ نازيَّةٌ وبربريةٌ همجيَّةٌ وفاشية مجرمةٌ على جميع بني الإنسان، حتى إن الهواء نفسه ليُحْبَس عن الأرض، ولا يسعد بالنجاة من بين سكان جميع الأرض الذين يبادونَ في النص السابق ويسحقون سحقًا بالسيف والخوف والجوع ووحوش الأرض الضارية، لا أحد يمكنه الهرب من جميع بني الإنسان، ولا نجاة لأحدٍ كما يقول النص السابق إلا (144) ألفًا هم كما يقول النص: ((4وَسَمِعْتُ أَنَّ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ، مِئَةُ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ)).
هم فقط (144) ألفًا من بني الإنسان، ومع ذلك فهم كما يقول النص النصراني: ((مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ)).
لا أحد غير هؤلاء (144) ألفًا سينجو من الإبادة.
وليسأل جميع النصارى أنفسهم: أين باقي النصارى؟!! إذا لم ينجُ سوى (144) ألفًا من بين سكان العالم؟!
أين يا بنديكت باقي النصارى؟!
وحتى لا أدع القارئ في حيرةٍ أقول: أما باقي النصارى خاصة العلماء منهم الذين أَنكروا على البابوات فقد قتلتهم الكنيسة وطاردتهم في شتى بقاع الأرض، حتى أنه كانت لهم سجونٌ يعرفها التاريخ بأبشع ما يمكن له أن يعرف.
ومَن لم تقتلهم الكنيسة فلا حق لهم في الحياة حسب النصّ السابق أيضًا.
لأنه لا نجاة إلا لهذا العدد المذكور وفقط (144) ألفًا.
أما باقي شعوب الأرض فقد أسعدها النص وشرّفها بالإبادة الجماعية، وحبس الهواء عنها، وتسليمها للسيف والجوع والخوف ووحوش الأرض الضارية!!
صورةٌ فظيعةٌ ووحشيةٌ يرسمها النصارى في كتابهم للسيد المسيح عليه السلام.
صورةٌ وحشيةٌ يرسمونها للسيد المسيح عليه السلام الذي كَرَّمَه الإسلام غاية التكريم، وجعلَه القرآن الكريم مباركًا وبارًّا.
كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِياًّ. وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ. وَبَراًّ بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِياًّ. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وَلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَياًّ. ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ. مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [مريم:30 - 35].
صورةٌ مضيئةٌ ومشرقةٌ تبعثُ على الأمل في الحياة لبني الإنسان، يرسمها القرآن الكريم لنبي الله عيسى عليه وعلى أمه الطاهرة العفيفة الصلاة والسلام.
فالإسلام العظيم يرسم لعيسى عليه السلام صورةٌ أجمل وأبهى مِن تلك التي رسمها له بابوات النصارى، حتى جعلوه أشبه بمجرمي الحرب الذين يرتكبون إباداتٍ جماعية.
في حين جعله القرآن الكريم: بارًّا ومباركًا.
فأيُّ عقلٍ في تشويه صورة نبيٍّ لله عز وجل الذي يزعم النصارى الإيمان به؟!
وحين تقف أيها القارئ على هذا النص السابق ليوحنا بوحشيته وفظاعته وإباداته الجماعية وتدميره لبني الإنسان، وحبس الهواء عنهم، بل وتدميره للأرض وما فيها عدا (144) ألفًا فقط من جميع بني الإنسان.
حين تقف على النصِّ السابق بعقلك الناضج، وترى فيه تلك الصورة الدموية والوحشية القائمة على السيف، ولا شيء سوى السيف والإبادة الجماعية:
حينئذٍ لك أن ترجع معي إلى النبي محمد الأمين الرحيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كان مِن قواعد دينه الإسلام العظيم: أن نؤمِن بجميع الرسل ونحبهم.
¥